أكد تقرير بصحيفة معاريف العبرية أن اللقاء السري الذي جمع بين كل من رئيس الوزراء بالاحتلال نتنياهو ورئيس الموساد مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ليس الأول من نوعه.
وأوضح التقرير أن الزيارات المتبادلة والاتصالات السرية مع السعوديين مغروسة منذ قبل أكثر من 20 عاما.
وقال المستشرق جاكي خوجي في مقال نشرته صحيفة “معاريف” العبرية: “صباح الإثنين، اكتشفنا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد يوسي كوهين، قضيا الليل في قبو ولي العهد السعودي، وحقيقة أن التسريب خرج من تل أبيب، ولدت انتقادا في إسرائيل.
ونوه إلى أنه على “مدى عشرات السنين تربينا أن هذه المعلومة حساسة جدا، ومشاكل كبيرة قد تأتي إذا ما رأت النور، وها هي تأتي مسربة لنور النهار بتشجيع من ذوي الشأن”، مشيرا إلى أن وزير الحرب بيني غانتس “ضج” واعتبر أن “تسريب الزيارة؛ خطوة عديمة المسؤولية، وعلى الجمهور في إسرائيل أن يقلق”.
وذكر خوجي أن “السعودية نفت ما نشر، وهذا لم يكن نفيا عاديا، لا في المستوى ولا بالمضمون، حيث أرسل وزير خارجيتها ليقول إن النبأ لا أساس له من الصحة، فهل قال الحقيقة؟ مشكوك جدا”. مضيفا أن “في هذه الحالة، أراد السعوديون أن ينظفوا أنفسهم من هذا اللقاء، حتى ولو بثمن مصداقية الإسرائيليين”.
وتابع: “هناك سنين كان يمكن فيها لمثل هذا التسريب أن يتسبب بضرر للاحتياجات الأمنية الإسرائيلية؛ غضب عربي مكظوم، جلبة كبرى بتشجيع الفلسطينيين، وأصدقاؤنا كانوا سيتراجعون خجلا، ولكن منذئذ حرروا الحزام، لأن الموضوع الفلسطيني يضغط عليهم أقل بكثير من حاجتهم للاقتراب من واشنطن وتل أبيب”.
وبين الكاتب أن “هذه الأنظمة تعرف مع من تتعامل، وهي تعرف الحاجة الإسرائيلية للعلاقات العامة، كما أن المسربين الإسرائيليين يعرفون على حال نظرائهم في هذه الأنظمة، ويعرفون ما الذي سيعرض للخطر العلاقات معهم أو يثير غضبهم عليهم، ولهذا السبب، فإن هذه التسريبات في الغالب جزئية جدا، تشبه الثرثرة وبالأساس تبقى في الظل”.
وتساءل: “ماذا حصل مع لقاء السعودية؟” موضحا أن هناك “إمكانية أن كشف القصة لم ينسق مع السعودية، ونتنياهو وكوهين في ذلك اللقاء مع ولي العهد السعودي بحضور ضيفه الخاص مايك بومبيو (وزير الخارجية الأمريكي)، أرادا أن يرويا القصة للرفاق، السعودية غضبت وضغطت، وقررت نفي القصة ومصداقية أصحابها”.
وأما الإمكانية الثانية، أن التسريب “كان هنا بالون اختبار بالتنسيق مع ولي العهد ورجاله، وتقرر الكشف للعالم كله أن رئيس وزراء إسرائيل حل ضيفا على أرض المملكة لأول مرة؛ بهدف فحص كيف ينزل الأمر على آذان معارضي إسرائيل والسعودية، أو لأجل تمهيد القلوب لقبول الخطوة”.
وقال: “يمكن لنا أن نهدأ؛ أحيانا مسموح الكشف للجمهور الإسرائيلي لشيء ما عن هذه الخطوات، طالما تم الأمر بتوازن ودون المس بثقة الأصدقاء، وبعد كل شيء، فإن تسريب الزيارة كشف القليل جدا، وإن منح النقاط في الرأي العام لرئيس الوزراء ورئيس الموساد، فالاتصالات السرية مع السعوديين مغروسة منذ قبل أكثر من 20 عاما، وكل ذي عقل يفترض بأنها كانت تتضمن تبادلا للزيارات أيضا”.
وتساءل مجددا: “متى يمكن لمثل هذا العمل أن يلحق الضرر؟”، مجيبا: “عندما يعرض النظام الصديق للخطر (السعودية)، أو يحرجه أمام طرف ثالث”.