نظمت شبكة رصد space حواريا على موقع «تويتر» مع عدد من العاملين بالإعلام تحت عنوان «الإعلام في 8 سنوات من حكم السيسي»، للنقاش حول الوضع الصحفي والإعلامي المصري منذ 2014 وحتى اليوم.
وقال الإعلامي أسامة جاويش، المذيع بقناة مكملين، إن الإعلام مر بمراحل عدة منذ 2013 وحتى اليوم، من التحريض الإعلامي ودعاوى القتل ضد المعارضين، وكان لها وجوه تحريضية معروفة لتلك المرحلة.
وأضاف جاويش:”وتم استبعاد الوجوه التي يمكن أن يستيقظ ضميرها فجأة او يكون لها رأي مغاير حتى وإن كانت تؤيد النظام فكانت تلك المرحلة تحريضية بامتياز وتم اعتبار الإعلاميين في تلك المرحلة فأصبحوا مثل “عساكر الجيش”.
وأشار جاويش إلى أن السيسي متيم بحقبة عبد الناصر والإعلام وقته حيث الصوت الواحد والتوجه الواحد لتمرير ما يريده، مضيفا: “لولا الإعلام المغاير والمنابر الإعلامية التي تنقل رواية أخرى غير رواية النظام، والإعلام الأبوي الفوقي لم يعد موجودا في ظل وجود الإنترنت ومواقع تواصل الاجتماعي”.
وقال جاويش: “وفي مصر أصبح هناك روايتان للصورة، فالنظام لا يتمنى وجود space مثل هذه تناقش روايات مغايرة للنظام ويتمنى لو أن المتواجدين والمشاهدين للروايات الأخرى، الإعلام الذي يعرض رواية مخالفة لنظام السيسي نجح في أن يزعجه ويقلقه برواية صورة أخرى غير التي يريدها النظام وجعل الشعب يختار بين الروايتين.
وأضاف جاويش أن عبد الفتاح السيسي نجح في بناء أذرعه الإعلامي التي تكتب وتبث وتقول ما يريده باختلاف طرقهم وأدوارها، مؤكدا أن الإعلام المصري يُدار عن طريق «جروبات الواتساب» من خلال ضباط المخابرات.
وكشف جاويش أن أكبر دليل على تأثير الإعلام المخالف للنظام هو أنه كان على طاولة المفاوضات بين مصر وتركيا وأن النظام ركز على محاولة غلق الإعلام المعارض مما يكشف مدى تأثيره.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي مسعد البربري إن مصر أعلى ثالث بلد في العالم في سجن الصحفيين بعد الصين وميانمار.
وكشف البربري أن النظام قلق جدا بسبب مواقع التواصل الاجتماعي فهو يرى في تلك المواقع تهديدا له ولاستقراره، لدرجة محاولته الضغط على دول أخرى وأشخاص من أجل تحجيم دور مواقع التواصل أو من ينشروا على تلك المواقع .
وأضاف البربري: “أي أحد ينتقد السيسي على مواقع التواصل الاجتماعي الناس كلها تشاهده مما يوتر النظام و يرعب بشكل ملحوظ”.
من جانبه، قال الدكتور حمزة زوبع رئيس رابطة الإعلاميين في الخارج، إن أخطر مشهد على النظام هو الصورة المغايرة لرؤيته.
وأوضح زوبع أن عودة الشاشة الإعلامية التقليدية مثل برامج التلفزيون خطر على النظام وتهديد له، مضيفا: “فعلى مدار الـ8 أعوام الماضية خلق إعلاما حقيقيا منافسا بقواعد الإعلام، وبزغ وبني من لا شيئ بالإضافة لبعض المنصات، عملت معادلة كبيرة جدا مما دفع النظام وأذرعه للتحالف لإسكات تلك الأصوات”.
وضرب زوبع مثالا بتوقف عدد من المنصات خلال الفترة الماضية حيث شعر الجميع بوجود فراغ في الإعلام المصري، والمشاهد أصبح متعرضا لجرعة زائدة من الكذب من إعلام النظام .
وأضاف زوبع: “ونحن أمام مشهد مهم تحليله ومهم الاستمرارية وأنا سعيد بأن قناة مكملين تعود وإعلاميين مثل محمد ناصر يعودوا للشاشة مجددا”.
وقال زوبع إن القنوات المعارضة كانت صغيرة من حيث التمويل والإمكانيات لكنها كانت عظيمة من حيث التأثير، متابعا: “ولمن لا يصدق فعليه مشاهدة مدى احتفاء النظام بتوقف بث قناة مثل مكملين وغيرها فلولا التأثير المباشر لتلك القنوات لما اهتم النظام بمطاردتها وغلقها”.
استمع للجلسة الحوارية: هنا