شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

النقاب أو النزوح.. معلمات سيناء يشاركن في “كابوس التهجير”

النقاب أو النزوح.. معلمات سيناء يشاركن في “كابوس التهجير”
مع اشتعال أزمة تهجير مئات الأسر القبطية من شمال سيناء بعد تفريغ الشريط الحدودي مع غزة، أصب وباء التهجير المتعمد على معلمات سيناء بعد تلقيهم تهديدات من قبل تنظيم الدولة "داعش" للمعلمات بضرورة النقاب أو إقامة الحد؛ الأمر الذي

مع اشتعال أزمة تهجير مئات الأسر القبطية من شمال سيناء بعد تفريغ الشريط الحدودي مع غزة، أصب وباء التهجير المتعمد على معلمات سيناء بعد تلقيهم تهديدات من قبل تنظيم الدولة “داعش” للمعلمات بضرورة النقاب أو إقامة الحد؛ الأمر الذي يكشف خروج شمال سيناء عن السيطرة الأمنية نهائيًا، في ظل سيطرة “ولاية سيناء” على الوضع على الأرض وأصبحت هي المتحكمة في المنطقة.

“أهلا بكم في ولاية سينا”، هكذا بدأ عناصر التنظيم الموالي لـ “داعش” حديثهم الموجّه إلى عدد من المعلمات العاملات في مدارس رفح، بعد استيقاف الأتوبيس الذي يقلهن يوم اﻷربعاء الماضي؛ وهو اﻷمر الذي تكرر بعد مرور ثلاثة أيام.

تظاهر المعلمات

تظاهرت حوالي 20 معلمة أمام ديوان المحافظة بعد أن منعهن مسلحون يتبعون جماعات إرهابية في سيناء من الوصول إلى مدارسهن في رفح؛ حيث أوضحت المعلمات، وهن من العريش، إن المسلحين أجبروا الحافلة التي يستقلونها على العودة إلى العريش بدعوى أن المعلمات يجب أن يرتدين النقاب وأن يصاحبهن محرم.

وهدد المسلحون المعلمات قبل يومين في منطقة غرب رفح بعدم الحضور مجددًا دون ارتداء النقاب واستبدال الملابس الملونة، ووجود محرم.

وفي بيان صادر عن المعلمات قالوا: “قد تعرضنا للتهديد الصريح بضرورة وجود محرم مع المعلمات عند الذهاب للعمل، بالإضافة إلى ارتداء النقاب، والرجال تلتزم بإطلاق اللحية واللبس الملتزم، وإلا يقام علينا الحد”.

وتابعوا: “اليوم قمنا بالتجمهر عند بوابة السيد المحافظ، وبعد لقائه طالب من الإدارة التعليمية حصرًا سريعًا للمعلمات لمحاولة نقلهن إلى أماكن أخرى”.

واستكملوا: “نطالب بنقلنا فوريًا لمكان آمن، مثل العريش، وبعيدًا عن مناطق نخل أو الحَسَنة، أو فتح باب النقل للمحافظات الأخرى؛ حلًا للمشكله، مع أننا نرفض أي حل مؤقت مثل الذهاب لرفح عبر الطريق الدولي الذي  يؤمنه الجيش، وذلك حتى لا تعتبرنا الجماعات المسلحة هدفًا متحركًا”.

واختتموا: “نرجو اتخاذ اللازم وسرعة النقل وفتح باب الندب أو النقل للمحافظات الأخرى وتسهيل الإجراءات مثلما تم مع الموظفين الأقباط المهجّرين من مدينة العريش قبل أيام”.

إجازة للمعلمات

والتقى الدكتور إبراهيم التداوي، وكيل وزارة التربية والتعليم، بالمعلمات اللاتي اعترض المسلحون طريق الحافلة التي تقلهن إلى رفح بهدف إجبارهن على ارتداء النقاب واصطحاب محرم.

وأكدت المعلمات خلال اللقاء أنهن يحرصن على سير العملية التعليمية وعدم تعطيلها، ولكنهن يتعرضن إلى تهديدات صريحة بإقامة الحد عليهن من قبل العناصر المسلحة بحسب تهديدهم الأخير، وأنهن يطالبن بانتداب معلمات رفح إلى العريش حتى انتهاء الأزمة.

وقال “التداوي” إنه استمع إلى المعلمات وتبقى أن يتم التنسيق مع الجهات الأخرى المختصة لحل المشكلة بالتنسيق مع محافظ شمال سيناء اللواء عبدالفتاح حرحور.

وخلال اللقاء قرر وكيل الوزارة منح معلمات رفح إجازة حتى آخر الأسبوع لحين التواصل مع الجهات المختصة لحل هذه الأزمة.

شهادة معلمة

قالت معلمة: “بدأ اﻷمر يوم الأربعاء الماضي، أثناء توجهنا من مدينة العريش إلى رفح، وكان الطريق ممتلئًا بكمائن للقوات المسلحة. وعند منطقة أبو شنار، اعترضت سيارة من نوع فيرنا، لونها رصاصي، اﻷتوبيس الذي يقلنا، ونزل منها ثلاثة مسلحين ملثمين. وقف الأول مع السائق خارج الأتوبيس، وصعد إلينا اﻵخران. كان أحدهما يحمل كاميرا فيديو وبدأ يصور الخطبة التي يلقيها الثاني علينا”.

وأضافت: “لمدة سبع دقائق تقريبًا، تحدث معنا الملثم عن ضرورة الالتزام بالزي الإسلامي، وبأخلاق (بنات محمد)، وأورد عددًا من الأحاديث وكلام من نوع: هل ترضين أختي المسلمة أن تدخلي النار؟ وهل ترضين ألا تكوني على سنة محمد؟ ثم أنهى حديثه بالتأكيد على أنهم (جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) من ولاية سيناء، قبل أن يتركوا الأتوبيس ويتحركوا بسيارتهم”.

وفيما حاول عدد من المعلمات التوجه للمسؤولين الحكوميين أمس الأحد لبحث الأمر، تكرر استيقاف عناصر ولاية سيناء لأتوبيس المعلمات مرة ثانية.

توضح المعلمة: “يوم الأحد، توجهت مع عدد من زميلاتي إلى مديرية التربية والتعليم في العريش، لكننا لم نجد أيًا من العاملين. فذهبنا إلى المحافظة، وبقينا من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الثالثة ظهرًا قبل أن نستطيع التقاء أي مسؤول. في ذلك الوقت، اتصلت زميلاتي اللواتي كن في طريقهن للمدرسة في رفح، وأبلغننا أن المسلحين اعترضوهن مرة أخرى، وقالوا لهن إن هذا هو التنبيه الأخير، كما أبلغوهن بضرورة الالتزام بالزي الإسلامي ووجود محرم معهن؛ وإلا سيطبق عليهن الحد. وعندما سألت إحدى المعلمات عن الحد قالوا لهن: الجلد ومياه النار”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023