شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لماذا غاب التنسيق بين مصر والسودان في ملف سد النهضة؟

Egypt's President Abdel Fattah al-Sisi (L) talks to Sudan's President Omar al-Bashir at Khartoum International Airport in Khartoum June 27, 2014. REUTERS/Mohamed Nureldin Abdallah (SUDAN - Tags: POLITICS)

يبدو أن مصر أصبحت الخاسر الأكبر في أزمة سد النهضة، بعد الموقف السوداني، والذي قرر التقارب مع إثيوبيا على حساب مصر، في ظل توتر العلاقات المصرية السودانية.

العديد من الأسباب دفعت السودان للتخلي عن مصر، والانحياز لإثيوبيا، في ظل الموقف المصري الضعيف، وفقدان مصر جميع أوراق الضغط، والخلافات المصرية السودانية حول حلايب وشلاتين، ودعم مصر للمعارضة السودانية، ودعم جنوب السودان، بخلاف الامتيازات الاقتصادية التي حصلت عليها السودان من بناء السد، حيث نجحت في توقيع اتفاقيات باستيراد الكهرباء من إثيوبيا بأقل من سعر التكلفة.

وفيما يلي أبرز الأسباب التي دفعت السودان للتخلي عن الموقف المصري في أزمة سد النهضة، والانحياز إلى إثيوبيا:

اتفاقيات اقتصادية مع إثيوبيا

اتفقت إثيوبيا والسودان على تشييد نفق تجاري من «القلابات» وحتى إثيوبيا، وهذه البلدة الصغيرة الحدودية قد تصبح في غضون سنوات قليلة أشهر بلدة تجاربة ربما في القارة الأفريقية لما تتمتع به «ولاية القضارف» السودانية من إنتاج المعدن والثروة الحيوانية والزراعة، ولما تتمتع به إثيوبيا من القدرة على تسويق تلك المنتجات عالميًا.

السودان سيستفيد من الطاقة الكهربائية المولدة من السد، وكذلك ضمان انسياب مياه النيل بصورة منتظمة تقلل من حدوث فيضانات مؤثرة، فضلاً عن التمتع بنصيبه كاملاً في اتفاقية 1959 المجحفة في حق السودان، الشيء الذي يحتاجه السودان بشدة لإعادة إعمار القطاع الزراعي المدمر، وكذلك زراعة أكبر قدر من المساحات غير المستغلة والبالغة مئتي مليون فدان، إضافة لذلك يريد السودان الاستفادة من الكهرباء التي سيولدها سد النهضة للتقليل من الفشل الذي صاحب إنشاء سد مروي في عام 2009.

علاقات قوية مع إثيوبيا

سبب آخر يدعو السودان لمساندة إثيوبيا، وهو أن نظام الإنقاذ طوال 26 عامًا من الحكم لم يستطع أن يبني أي علاقات مستقرة مع جيرانه، إلا إثيوبيا التي لم تضطرب العلاقة معها كباقي دول الجوار.
وبالتالي لا يمكن أن تتخلى عن أهم حلفائك في المنطقة في الوقت الذي تعاني فيه من عزلة سياسية واقتصادية، خصوصًا أن أديس أبابا تلعب دورًا مهمًا في الوساطة بين الخرطوم وجوبا، تنشر قوات حفظ سلام تحت مظلة الأمم المتحدة في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوبه، بجانب وساطتها بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال التي تحارب الجيش السوداني في مناطق متاخمة لدولة الجنوب ولإثيوبيا.

موقف مصري ضعيف

الموقف المصري الضعيف والذي لا يستند لأي أرضية صلبة، دفع السودان للتخلي سريعًا عن مصر، بدليل عدم الوصول لأي صيغة مرضية من كل جولات المفاوضات الجارية لعدة أعوام الآن، بل حتى لم تستطع الدبلوماسية المصرية إيقاف الإنشاءات مؤقتًا لحين وصول المفاوضات إما لحل مرضي أو لطريق مسدود.

في الوقت ذاته، يتبنى الإعلام المصري لهجة عدائية واستفزازية لكل السودانيين حتى المعارضون لنظام الإنقاذ، وذلك يؤكد فشل الدبلوماسية المصرية التي لم تقدر حتى على ضبط الخطاب الإعلامي في الوقت الذي تتفاوض فيه مع إثيوبيا.

توتر العلاقات مع السودان

واتهم الرئيس السوداني عمر البشير، حكومة السيسي بدعم حكومة دولة جنوب السودان بالأسلحة والذخائر، وإن لدى إدارته معلومات تفيد بأن نظام السيسي يدعم حكومة جنوب السودان، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية لا تقاتل في جنوب السودان، لكنها تمد حكومتها بالأسلحة.

وأكد على أن هناك مؤسسات في مصر تتعامل مع السودان بعدائية، متهماً جهات لم يسمّها داخل هذه المؤسسات بأنها تقود هذا الاتجاه، مضيفا أن المعلومات لدى الحكومة السودانية تفيد بأن الاستخبارات المصرية تتصرف بطريقة تضرّ بالعلاقات بين البلدين، حيث ثبت أن هذه الاستخبارات وراء استضافة القاهرة شخصيات من المعارضة السودانية التي عرقلت وتعرقل محاولات إنهاء الخلافات في الداخل السوداني.

وقال هاني رسلان رئيس قطاع دراسات السودان بمركز الأهرام: «تشهد العلاقات بين السيسي والبشير تذبذبًا واضحًا خلال الفترة الماضية، بالأخص بعدما تخلى الأخير عن السيسي في قضية سد النهضة».

وأضاف أن البشير يستغل الخلاف بين مصر والسعودية في الفترة الأخيرة لمحاولة التقرب إلى الرياض، خاصة أنه شعر بالقوة بعد حصوله على مساعدات خليجية، بعد مشاركة بلاده في التحالف السعودي المشارك في الحرب على الحوثيين باليمن.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023