شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

جدل حول تكلفة «منتدي شباب العالم».. وخبير: «استفزاز ومنظرة»

السيسي يبكي في «منتدى شباب العالم»

تهكم مسئولون بالحكومة في مصر حول الأسئلة التي وجهها المواطنين بالشارع وخلال مواقع التواصل الإجتماعي بشأن التكلفة الباهظة لـ«منتدي شباب العالم√ المنعقد حاليا بمدينة شرم الشيخ، بحضور مئات الأفراد من حول العالم، والتي وصلت تقديراتها من قبل الخبراء، لنحو مليار جنيه مصري، دون توضيح الحقيقة بشأن من الذي تحمل هذه التكاليف الضخمة في ظل معاناة المواطن اليومية لتوفير قوت يومهم عقب استمرار الحكومة برفع الأسعار وخفض الدعم.

و قال رئيس مركز معلومات ودعم اتخاذ القرارت بمجلس الوزراء، حسام الجمل، بإحدي تصريحاته « الناس بتبص علي نص الكباية الفاضي وبتسيب المليان»، إعتراضا منه علي تركيز المواطن علي التكلفة دون الإلتفات إلي «نجاح الحدث»، مضيفا «أن علينا أن ننظر للأمور بأكثر إيجابية» ، زاعمًا أن «المنتدى لم يتكلف أي شيء، لأنه تم بشباب مصر وبشركات رعاية كبيرة».

وقال خبراء ومراقبين إنهم ليسوا مع تنظيم هذا المؤتمر الذي يتكلف مئات الملايين من الجنيهات، موضحين أنه حتى لو كان المؤتمر قد تكفل بتمويله مجموعة من رجال الأعمال، فقد كان من الممكن توجيه هذه المبالغ الطائلة لحل إحدى الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تعاني منها البلاد، أو  توفير فرص عمل للشباب، أو المساهمة في تحسين جودة التعليم أو الصحة، وهي المجالات التي اعترف السيسي أمام العالم بضعفها، أثناء المؤتمر الصحفي مع الرئيس الفرنسي في باريس، قبل أيام قليلة.

طمس الحقائق

وعلي الرغم من الشكوك المثارة حول صرف الحكومة تكاليف كبيرة لتنفيذ المنتدي وخروجه بهذا الشكل، إلا أن المسئولين يؤكدون علي أن التكلفة وقعت علي عاتق الشركات الراعية والمنظمة دون أن تتحمل الدولة أي شيء.

جاء ذلك ليعارض من تم الإفصاح عنه من قبل الإعلاميين الموالين للحكومة أنفسهم، واللذين أكدوا أنهم لا يمكنهم الجزم بأن الدولة لم تتحمل شىء، حيث أشار المذيع عمرو أديب ببرنامجه اليومي علي إحدي القنوات الفضائية، أن جهات حكومية، مثل صندوق تنمية السياحة ووزارة الشباب، ساهمت في تكلفة منتدى شباب العالم ليظهر بهذا الشكل المميز، مضيفا – مساء أمس – أنه  لن يستطيع أن يخدع المشاهدين ويقول لهم إن الدولة لم تتحمل تكاليف هذا المنتدى.

وأكد أخرين علي أن بعض البنوك والشركات ساهمت في التمويل، وإن ميزانية الدولة لم تتحمل أي تكلفة، مؤكدين أن المنتدى يحسن صورة مصر، بعدما ساءت كثيرا بسبب العمليات الإرهابية الأخيرة.

تجميل النظام الحالي

وقال سياسيون بتصريحات لهم، إن الهدف الأول من إقامة هذا المنتدى هو الترويج للنظام المصري الحالي عالميا وتجميل صورته، مؤكدين علي أن الحدث علي الرغم من تكلفته إلا انه ( محلي) ولم يلفت نظر العالم إطلاقا، فلا يوجد غير الإعلام المصري يتحدث عن المنتدي، في حين أن وسائل الإعلام العربية والدولية مشغولة بقضايا إقليمية أخرى، مثل التطورات السياسية في السعودية، واستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.

بدائل تفيد المصريين

في المقابل اعترت حالة من السخط عدد كبير من المواطنين لأنه في أثناء المعاناة التي يعيشوها بشكل يومي لتوفير أساسيات الحياه من مأكل ومسكن وملبس، بعد إرتفاعات الأسعار الضخمة في السوق واستمرار سياسات الحكومة التقشفية التي يتحملها المواطنين والفقراء ومتوسطي ومحدودي الدخل في مصر، تقوم الحكومة بإقامة هذا المنتدي الضخم والذي يتكلف ملايين الجنيهات والتي تم صرفها لتوفير إقامة كاملة لأسبوع لآلاف الأفراد من حول العالم، في حين يوجد ملايين من المصريين يبحثون عن الفتات لاستكمال معيشتهم.

وقال الخبير الاقتصادي، حمدي عبد العظيم لرصد، إنه علي الرغم من أهمية تلك الأحداث بدول العالم، إلا أن إقامتها في مصر بالوقت الراهن يعتبر استفزازًا صارخًا وعلنيًا للشعب، خاصة أن المسئولين وعلي رأسهم عبد الفتاح السيسي دائما ما يوجه كلمات التقشف للشعب ويطالب بالاستغناء عن الاحتياجات الرئيسية في سبيل الدولة.

واشار أنه حتي إذا ثبت أن التكاليف تقع علي عاتق رجال الأعمال وشركات التنظيم، كان يجب أن يتم توجيه تلك الأموال الطائلة نحو شىء لإفادة الأفراد بشكل مباشر وهو ما يكفل الإستقرار الحقيقي، مشيرا إلي ان استمرار محاولات الدولة في إثبات الإستقرار شكلا دون تحقيقه علي أرض الواقع للمواطنين لن يحقق أي نتائج مرجوة ن تلك الأحداث التي تستهدف «المنظرة» ليس إلا.

أهداف غير محققة

وأضاف المسئولون أن الهدف الرئيسي من المنتدي هو جذب الاستثمارات لمصر وتوجيه أنظار العالم إلي استقرار الدولة اقتصاديا، علي الرغم من استمرار المؤسسات المالية الأجنبية بتأكيد ارتفاع المخاطر الاقتصادية في مصر وتراجع تقيماتها المالية، حيث تم الإعلان مؤخرا عن تراجع مصر في مؤشر سهولة الأعمال العالمي 6 مراكز الأمر الذي أشعل فتيل العضب بالحكومة تجاه نظرة الخارج للاقتصاد.

وحول المبررات التي يرددها أنصار النظام بأن المؤتمر له عائد اقتصادي كبير، قال خبراء بتصريحات لهم، إنه لا يوجد أي عائد اقتصادي منظور من وراء هذا المنتدى، مضيفين أن المنظمون يتوهمون بأنه سيجلب السياحة إلى البلاد، لكن الحقيقة أن تبعات حادث تفجير الطائرة الروسية ما زالت تخيم على قطاع السياحة المصري.

وتشهد مدينة شرم الشيخ، فعاليات منتدى شباب العالم، الذي انطلق الأحد الماضي ، بحضور عدد من الشخصيات العالمية، وبمشاركة نحو 3 آلاف شاب وفتاة ينتمون إلى أكثر من 100 جنسية من مختلف أنحاء العالم، حيث يناقش المنتدى، الذي يستمر حتى الخميس المقبل، قضايا سياسية واجتماعية وثقافية، من بينها الإرهاب والتغير المناخي والهجرة غير الشرعية، ومساهمة الشباب في بناء السلام من أجل التنمية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023