قصفت القوات السورية الموالية لبشار الأسد أجزاء من مدينة حمص مجددًا السبت ومنعت لليوم الثاني وصول مساعدات الصليب الأحمر إلى المدنيين الذين تقطعت بهم السبل لعدة أسابيع دون طعام أو وقود في مدينة حمص التي انسحب منها الجيش الحر انسحابًا "تكتيكيًّا" بعد معركة غير متكافئة مع الجيش النظامي بقيادة ماهر الأسد.
وجاء تجدد هجمات القوات الحكومية بعد يوم من إعلان الامين العام للأمم المتحدة بان جي مون إنه تلقى "تقارير مروعة" عن قيام قوات الحكومة السورية بعمليات إعدام وسجن وتعذيب للناس في حمص ثالث كبرى المدن السورية.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان المعارضة في إشارة إلى حي مجاور لبابا عمرو الذي انسحب منه الجيش السوري الحر الأسبوع الماضي بعد نحو شهر من الحصار والقصف: إنه في عمل انتقامي أطلقت قوات الأسد قذائف المورتر ونيران الأسلحة الآلية منذ هذا الصباح على جوبر، واشارت الشبكة في بيان إلى أنه لم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا بسبب صعوبة الاتصالات.
وتقول الحكومة السورية إنها تقاتل "إرهابيين مسلحين" مدعومين من الخارج والذين تنحي عليهم باللائمة في مقتل أكثر من 2000 جندي وشرطي، وتقول الأمم المتحدة إن القوات السورية قتلت أكثر من 7500 مدني منذ اندلاع الانتفاضة في مارس الماضي.
ويتصاعد القلق بشأن المدنيين في ظروف جوية شديدة البرودة في حي بابا عمرو المدمر؛ حيث ما زالت شاحنات اللجنة الدولية للصليب الأحمر ممنوعة من الدخول، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إن الشاحنات ستبقى ليلة ثانية في حمص انتظارًا للحصول على تصريح بدخول بابا عمرو.
مذبحة
وقال هشام حسن المتحدث باسم الصليب الأحمر لرويترز في جنيف: "اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري لم يدخلا بعد بابا عمرو، ما زلنا نتفاوض مع السلطات السورية من أجل دخول بابا عمرو ومساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص".
وقال ناشطون مناهضون للحكومة: إنهم يخشون من أن القوات تحول دون دخول الصليب الأحمر لمنع موظفي الإغاثة من مشاهدة مذبحة يزعم أن معارضين تعرضوا لها في حي بابا عمرو الذي أصبح رمزًا للانتفاضة المستمرة منذ عام ضد الأسد.
وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق: إن السلطات السورية أعطت الإذن للقافلة بالدخول لكن القوات الحكومية على الأرض أوقفت الشاحنات بسبب ما قالت إنها أحوال غير آمنة بما في ذلك وجود ألغام وشراك خداعية.
وقال صالح دباكة لرويترز: إن قتالاً دار هناك لمدة شهر على الأقل وإن الموقف لا يمكن أن يكون طيبًا، وأضاف أنهم سيحتاجون إلى أغذية وأن الجو بارد وسيحتاجون إلى أغطية، وقال: إن هناك مصابين يحتاجون لإجلائهم على الفور.