يومًا بعد يوم، يثبت قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، تفوقه على استاذه المخلوع حسني مبارك، بدءًا من انقلابه على ثورة 25 يناير، وقيادته لثورة مضادة على مدار 3 سنوات والانقضاض عليها في 3 يوليو، وحتى فرض كل أنواع الجباية على الشعب المصري من ضرائب وجمارك ورفع للدعم وزيادة في الأسعار والفواتير، بما لم يتمكن مبارك من تحقيقه في عهده.
يقول محمود عبد الرحيم، عضو حركة مصريون ضد الغلاء، لـ"رصد": "لم يسير السيسي حتى على خطى مبارك كما كنا نتوقع، بل أصبحنا نترحم على أيام المخلوع، التي لم يجرؤ فيها على رفع الأسعار كلها بهذا الشكل الفج والمفاجئ، بل كان يعتمد على بهلوان يسمى بطرس غالي، في منصب وزارة المالية، والذي كان بدوره يرفع الأسعار سلعة بعد سلعة وليست كلها في وقت واحد، حتى يتقي غضبة الشعب".
وأضاف: "زيادة الضرائب في وقت واحد على البورصة والعقارات والسجائر ورفع رسوم الطرق ورسوم المغادرة وغيرها، مع رفع الدعم عن المحروقات والوقود والمقررات التموينية وفواتير الكهرباء والمياه والغاز، كل ذلك مع عدم امتلاك أي أدوات للرقابة والمتابعة وتنفيذ القانون، معناه أننا أمام نموذج جديد وفريد من نوعه، يثبت أن السيسي أشد إجرامًا من كل من سبقوه".
وأشار الباحث في الاجتماع السياسي، محمد رشدي، إلى أن الحكام شديدو الديكتاتورية يفضلون أن يمارسون تسلطهم وإجرامهم على الشعب بنوع من الحكمة والدهاء حتى يتثنى لهم تحقيق ما يبغون بأقل قدر ممكن من التكلفة بدءًا من نفاذ الشعبية وحتى الاضطرار إلى مواجهة الشعب بالقوة المفرطة وما يتبع ذلك من عواقب.
واعتبر "رشدي"، أن السيسي ليس ديكتاتورًا فحسب، بل هو يعاني من أمراض نفسية، وقصور في تكوين الشخصية، مضيفًا: "وعلميًا هذا لا يتناقض بأي شكل من الأشكال مع كونه مجرم ذكي وقادر على التلون والمباغتة والمكر".
وأرجع عبدالحافظ الصاوي، الخبير الاقتصادي، كل أشكال زيادة الأسعار من تخفيض لدعم السلع التموينية والمحروقات وزيادة الضرائب، إلى السير في خطة تقليص ملف الدعم لإرضاء صندوق النقد الدولي للحصول على قروض.
وأضاف الخبير الاقتصادي: "زيادة أسعار المواد البترولية ستحدث ارتفاع لمعدلات التضخم، لأن الوقود سلعة أساسية في تكلفة الكثير من الخدمات وإنتاج السلع، والمصانع نفسها ستحصل على الوقود بسعر أعلي فيبدأ أصحاب المصانع بزيادة سعر الخدمة والمنتج نفسه، كما أن كل صاحب مهنة ستزيد التكلفة المعيشية عليه فيضطر لزيادة سعر كل سلعة أو خدمة يقدمها".
