ذكر موقع "المونيتور" الأمريكي المعني بالشرق الأوسط، أن مصر تتجه إلى إسرائيل لمعالجة النقص في الغاز الطبيعي ، موضحاً أن مصر تغرق في الظلام كل يوم وتقوم السلطات بجدولة قطع الكهرباء، لمواجهة الضغوط على الشبكة الوطنية في ظل المعاناة من نقص مزمن في الطاقة.
وقال شركاء في حقل «لوثيان» الإسرئيلي للغاز الطبيعي، إنهم وقَّعوا خطاب نوايا غير ملزم مع مجموعة «بي.جي» البريطانية، لتصدير غاز لمحطة الغاز الطبيعي المسال التابعة للمجموعة في مصر.
وأوضح الشركاء، في بيان نقلته وكالة رويترز للأنباء، أن المفاوضات الجارية تهدف للاتفاق على توريد «لوثيان» 7 مليارات متر مكعب غاز سنويا، لمدة 15 عاما عبر خط أنابيب بحري، الأمر الذي استنكره مؤيدي ومعارضي الانقلاب، بسبب استيراد الغاز من اسرائيل بعد تصدير لها بأسعار بخس.
ليس عيباً
قال شريف إسماعيل، وزير البترول في حكومة الانقلاب، إنه من الناحية السياسية لم يعد محرما أن يعمل الرئيس والحكومة بشكل مباشر مع إسرائيل، مضيفًا في سياق تبريره لقرار استيراد الغاز من إسرائيل إنه "يجب الأخذ في الاعتبار مشاكلنا الاقتصادية".
وأوضح الوزير ، في تصريحات ـ نقلتها صحيفة "إيجبت ديلي نيوز" ـ أن مصر تستورد الغاز من "إسرائيل" عبر شركة "بريتيش بتروليم" البريطانية، وأن "ذلك ضروريًا لمنع الشركات العاملة في مصر من اللجوء إلى التحكيم الدولي لمقاضاة الحكومة".
توجه غريب
وفي المقابل قال المستشار مصطفى الطويل، القيادي بحزب الوفد: «إن هذا التوجه غريب، فكيف يتم استيراد الغاز فى الوقت الذى نقوم فيه بتصديره»، متسائلاً عن الأسعار التى يصدر بها الغاز إلى إسرائيل وهل هذا السعر أعلى من السعر العالمى أم أقل؟ ، مؤكدا أن السياسات البترولية تحتاج إلى مراجعة وشفافية، والإجابة عن كل علامات الاستفهام المطروحة».
تفريط في مصالح الشعب
واعتبر عبد الغفار شكر، القيادي بحزب التجمع، هذا التوجه، دليلاً على التفريط فى مصالح الشعب، لأن الحكومة وقعت فى خطأين كبيرين، هما تصدير الغاز لإسرائيل بكميات كبيرة وأسعار متدنية، والتوسع فى تصدير الغاز للعالم باتفاقيات طويلة الأمد، مما لا يعطيها الفرصة فى مراجعة أسعاره على ضوء التطور فى السوق العالمية.
كوميديا
ووصف السفير إبراهيم يسرى، صاحب دعوى «رفض تصدير الغاز لإسرائيل»، ، بأنها «أدنى أنواع الكوميديا»، ودليل على أن مصر ليس لديها احتياطى من الغاز لتصديره، وتكشف ادعاءات وزارة البترول بأن لدينا احتياطى غاز يكفى 100 عام.
وطالب الدكتور إبراهيم زهران، الخبير البترولى، بوقف تصدير الغاز نهائياً، نظراً لاحتياج السوق المحلية له، موضحاً أنه يمكن استيراد الغاز من العراق فى حالة واحدة هى استخدامه للتصنيع فقط.
حالة من الخوف
بينما كشف تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني مؤخراً، أن الكيان الصهيوني يعيش حالة من الخوف الأمني تجاه حقول الغاز البحرية، ويعاني خلافات داخلية مرتبطة بتصدير الغاز أو إبقائه ليكون مخزوناً استراتيجياً خلال العقود الماضية.
وأضاف التقرير الذي طوره المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار)، أن اكتشاف الغاز من قبل الشركات الصهيونية والأجنبية، جعلها تفكر في تصدير الغاز الطبيعي، لكنها اصطدمت بمعارضة داخل الحكومة وخارجها.
وينبع هذا الخلاف من رغبة المستثمرين في تحقيق أرباح سريعة من جهة، ومن الرغبة في إبقاء كميات من الغاز لاستخدام الجيل القادم في إسرائيل من جهة أخرى.