شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

من يدير “النظام العالمي الجديد” ؟

من يدير “النظام العالمي الجديد” ؟
نشر موقع "ساسة بوست"، تقريرًا حول "النظام العالمي الجديد"، ومن يديره، حيث تناول...
نشر موقع "ساسة بوست"، تقريرًا حول "النظام العالمي الجديد"، ومن يديره، حيث تناول التقرير الموضوع عبر طرح 8 أسئلة بغرض الإجابة عنها بما يزيح "بعض الغموض عن هذا المصطلح بالنسبة للقارئ العربي"، كما يقدم التقرير للموضوع. 
 
 
التقرير: 
 
س1: متى ظهر المصطلح؟
 
ظهر المصطلح أثناء حرب الخليج الثانية، بينما تقصف الولايات المتحدة بغداد والبصرة، أعلن الرئيس جورج بوش عام 1990 عن “نظام عالمي جديد”، تتوحد فيه مختلف الأمم على مبدأ مشترك، يهدف إلى تحقيق طموح عالمي لمصلحة البشرية، عماده السلام وأركانه الحرية وسيادة القانون!
 
 
حرب الخليج الثانية
 
حسب الكتابات المهتمة بهذا المصطلح وآلياته، فإنَّ هذا النظام جاءَ لينهي نظامًا قديمًا كان قائمًا على تعدد الأقطاب الكبرى في العالم “النظام العالمي القديم” مع وجود تنافس شديد بين الاتحاد السوفيتي وبين الغرب (تقوده الولايات المتحدة بالطبع)، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي كان الأمريكان يبشرون بنظام آخر تكون السيطرة في العالم لهم وحدهم، وبدأَ العمل على هذا “النظام”، وقد سقط الاتحاد السوفيتي بعد ظهور مصطلح “النظام العالمي الجديد” عام 1991.
 
 
س2: من يدير هذا النظام العالمي؟
 
يتكون النظام العالمي الجديد من عدة دوائر نفوذ وآليات لهذه الدوائر تقوم عليها وتعمل تحت يديها. حسب ما صرح به الكاتب الأمريكي نعوم تشومسكي تعتبر الشركات عابرة القوميات أحد أبرز دوائر النفوذ التي تتحكم في هذا النظام وتعمل عليه، وحسب جوزيف ستجليتز المستشار السابق في البنك الدولي فإن مؤسسات كبيرة تقوم عليها الدول الكبرى تقوم بخدمة هذه الشركات الكبرى. وهذا ما يعني أن الشركات الكبرى تقوم بالتحكم في سياسات الدول الكبرى وتؤثر فيها، حيث إن بعض ميزانيات هذه الشركات تتجاوز ميزانية دولة كبرى أو عدة دولة أصغر مجتمعة.
 
 
س3: ما هي الشركات عابرة القوميات؟
 
“تسيطر الشركات عابرة القوميات على ثلث أصول الإنتاج في القطاع الخاص على مستوى العالم، وقد فاقت مبيعات هذه الشركات الخارجية إجمالي حجم التجارة الدولي”
 
يطلق هذا المصطلح ومرادفه “الشركات متعددة الجنسية” على الشركات الكبرى التي تمتلك فروعًا داخل أكثر من عشرين دولة. ويعتبر العصر الحالي هو عصر هذه الشركات، وبإلقاء نظرة عابرة على دوائر صنع القرار الأمريكية، نجد أن معظم العقول المخططة ومتخذي القرار الأمريكي من ذوي المساهمات في هذه الشركات، بل إن بعضهم امتلك مثل هذه الشركات؛ على سبيل المثال الديك تشيني، وجورج دبليو بوش الذي كان جده من كبار رجال أعمال البترول، ورامسفيلد.
 
 
الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء حرب الخليج الثانية
 
إضافةً إلى كلّ هذا يعتبر جورج بوش الأبّ هو المدشن الحقيقي لما يعرف بالنظام العالمي الجديد، المفارقة هنا أنَّ جورج بوش نفسه يمتلك بعض هذه الشركات أو يشارك في بعضها (كشركة زابتا البترولية والشركة المتحدة للفواكه). بالتالي فإن ما يحدث هو تحكم أصحاب رؤوس الأموال في سياسات الولايات المتحدة، ويصبح الهدف الأهم من وراء سياساتها هو إرضاء كبار رجال الأعمال.
 
 
س4: هل من أمثلة على ذلك؟
 
أبرز مثل على سيطرة هذه الشركات على سياسات الولايات المتحدة ما يذكره المستشار الاقتصادي جون بركنز في بنما وغيرها من الدول الأخرى كالعراق، بينما كان جورج بوش نائبًا للرئيس الأمريكي رونالد ريغان كان الرئيس البنمي عمر توريخوس يقف أمام طموحات شركة زباتا للبترول والشركة المتحدة للفواكه، والتي كان جورج بوش أحد أهم مالكيهما.
 
قامت “السي آي ايه” باغتيال توريخوس وبعدها بسبع سنوات عندما تولى جورج بوش رئاسة أمريكا قام بغزو بنما؛ مما أدى لرفع مستوى منفعة الشركتين وغيرهما من الشركات الأمريكية من القناة البنمية وغيرها من ثروات بنما الطبيعية.
 
 
س5: كيف يعمل صندوق النقد والبنك الدولي في هذا النظام العالمي؟
 
أحد أدوات هذا النظام المؤسسات والمنظمات الكبرى، وعلى رأس هذه المؤسسات التي تخدم هذا النظام البنك الدولي وصندوق النقد، فهما يقومان بإقراض الدول الفقيرة بقصد “التنمية” بينما تقوم هذه المؤسسات بتطبيق الشروط الخاصة بها والتي عادةً ما تكون ضد مصلحة الدول الفقيرة.
 
 
مقر البنك الدولي في العاصمة الأمريكية واشنطون
 
“يحكم الرجال الأغنياء في المجتمعات الغنية ويتنافسون فيما بينهم للفوز بحصة أكبر من الثروة والسلطة، ويزيحون بلا رحمة أولئك الذين يقفون في طريقهم، ويساعدهم في ذلك الرجال الأغنياء في الدول الجائعة، أما الباقون فيخدمون، ويعانون” نعوم تشومسكي
 
تقوم المؤسستان بإقراض الدول الصغيرة بما يساعد حكومات الدول الكبرى (أمريكا على الدوام) على التدخل اقتصاديًّا في هذه الدولة، عبر استثمارات وجماعات ضغط تجعل من هذه الدول تابعة لها.
 
يثبت العديد من المحللين والاقتصاديين، أن معدل البطالة والفقر في الدول التي اقترضت من المؤسستين يتزايد مع تزايد الديون وبالتالي تتزايد نسبة تبعيته لمالكي هذه المؤسستين. وباتفاق ضمني بين مدراء المؤسستين لا يخرجان عن أوروبا والولايات المتحدة، كما يؤكد جوزيف ستجليتز.
 
“أصبح النظام العالمي الجديد يدار بواسطة الأغنياء ومن أجل الأغنياء فقط”
 
 
س6: هل يمكنك أن تعطيني أمثلة أيضًا على هذا الأمر؟
 
يضرب الاقتصادي ميشيل تشوسودوفيسكي أمثلة عديدة على هذه الحالات، منها الصومال، حيث قام البنك الدولي وصندوق النقد بإقراض الصومال، وإرغامها على اتباع نمط اقتصادي معين جعل البنك والصندوق يتدخلان مباشرة في السياسات الاقتصادية في الصومال. وغيرها الكثير من التجارب التي ذكرها في كتابه عولمة الفقر.
 
 
س7: ماذا يريد هذا النظام؟
 
تم تدشين هذا النظام من قبل الولايات المتحدة، بطبيعة الحال فإن هذا النظام يخدم مصلحة الولايات المتحدة ولا أحد آخر. تحاول الولايات المتحدة من خلال استراتيجية “النظام العالمي الجديد” أن تسيطر على الدول الأصغر والأضعف، ليس من خلال العمليات العسكرية أو الغزو، وإنما من خلال العديد من شبكات المصالح الاقتصادية بالأساس.
 
 
س8: هل نجح هذا النظام؟
 
تبقى الإجابة على هذا السؤال رهنًا بالعديد من المتغيرات العالمية والدولية، في طريقها لتطبيق هذا النظام وجدت الولايات المتحدة العديد من القوى الصاعدة التي تحاول أن تحجز لها مقعدًا على مسرح السياسة الدولية كالصين وإيران وحتى الهند. بالطبع كذلك روسيا بعدما حاول بوتين أن يستدعي إرث الإتحاد السوفيتي ونفوذه.
 
تستطيع الولايات المتحدة أن تكمل مشروعها من خلال دمج بعض هذه القوى في النظام وامتصاص طموحها، حسب رأي بعض المحللين فإن هذا ما يحدث مع إيران بالتحديد، لكنَّ هذا المخطط ربما لا يستطيع أن يحتوي تطلعات روسيا والصين خصوصًا أن كليهما يحاول لعب دور بارز يؤهله ليكون أحد أقطاب العالم، وليسَ قوةً دولية يتم احتواؤها من قبل الولايات المتحدة.
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023