"الدعاء علي حكام العرب في الحرم أمام الكعبة يمنع الحجاج من الحج، ويدفع به للزج في المعتقلات"، لم يكن ذلك رأي لناشط سياسي أو مناهض للانقلاب، بل هو موقف حقيقي تعرض له مصري تم ترحيله من السعودية وتهديده بالاعتقال بعد دعائه علي الحكام العرب أمام الكعبة المشرفة.
وأثار قرار السلطات السعودية بترحيل حاج مصري قبل بدء مناسكه بعد دعائه أمام الكعبة المشرفة على الحكام العرب ورفع شارة رابعة العدوية، علامات استفهام واستنكار عدد كبير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن السعودية والعائلة المالكة تتعامل مع الحج الفريضة الخامسة في الإسلام على أنه من ضمن أملاكها في المملكة، وأنها تمنح الحج لمن تشاء وتمنعه عمن تشاء، وكأنها ظل الله في الأرض.
وأكد النشطاء أن آل سعود جعلوا من المملكة السعودية ومناسك الحج طريقا لتصفية الحسابات مع المختلفين مع سياساتهم، خاصة وأنها هددت العام الماضي كل من يقوم برفع شارة رابعة بترحيله من الحج، وهو ما قامت به هذا الموسم أيضا، ما اعتبره البعض استغلال لمناسك الحج في دعم قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي ، وعدم السماح للمختلفين معه بأن يجعلوا الله بينهم وبينه في مناسك الحج.
ودشن نشطاء هاشتاج علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" #الكعبة_مش_ملك_ال_سعود، حيث هاجم النشطاء تعامل آل سعود علي أن الكعبة ملكهم، فتمنع شخصيات من دخول السعودية مثل الدكتور طارق سويدان، والشاعر عبد الرحمن يوسف، واليوم ترحل من يدعوا علي حكام العرب أو يخالف هم سياسيًا دون أن يستكمل حجة.
وقالت صفحة "ألشخانة" على موقع "فيس بوك": "النهاردة السلطات السعودية أعتقلت حاج مصري .. علشان وقف فى الحرم يدعى على الحكام العرب .. بعتوه لمستشفي نفسي علشان يتكشف علي قواه العقلية .. أصل فى مسلم عاقل يعني هيدعى على الحكام ؟ دى جريمة.
وأضافت أن وزير الأوقاف المصري طالب السلطات السعودية بترحيله لمصر ليتم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة على ما فعل.
وأوضحت الصفحة أن العام الماضي تم منع شخصيات من دخول السعودية وأداء فريضة الحج مثل الدكتور طارق سويدان بسبب موقفه من الانقلاب فى مصر، مضيفة أن أداء فريضة الحج وزيارة بيت الله يتوقف على موافقة السلطات السعودية ورضاهم عنك.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الشيعة الذين يكفرون من عموم علماء السعودية يُسمح لهم بالحج بالرغم من أن هناك فيديوهات كثيرة لهم فى الحرم يقولون خلالها ( لبيك يا علي – لبيك يا حسين ) ولم يمنعهم احد، مذكرة السلطات السعودية بأن الكعبة بيت الله وليس بيتاَ ورثوه عن أبائهم .
وأكد الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الانقلاب، أن الإفتاء أصدرت فتوى بحذر رفع شعارات سياسية أثناء مناسك الحج.
وقال عاشور، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة"، إنه من غير الجائز الحديث أثناء أداء فريضة الحج في أمور سياسية، وشدد على أن وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، مصمم على تطبيق القانون، منوها أنه من يرفع شعارات سياسية في الحج سيتم ترحيله فورا.
