قامت قوات من جيش الانقلاب – عصر الخميس – بهدم بيتين في مدينة رفح المصرية، بالقرب من ميدان صلاح الدين.
تقع المنازل بمحيط منطقة الانهيار الذي أودى – منذ أيام – بحياة ضابط وثلاثة مجندين، وذلك وسط استياء شديد من أهالي المنطقة الذين ردد الكثير منهم أثناء الهدم "الدور هيجي على الكل".
وتعود حادثة مقتل الضابط والمجندين إلى 18 من أكتوبر، عندما توجهت قوة تابعة لأمن الانقلاب إلى منزل "عماد النحال" – وكانوا قد اعتقلوا شقيقه "هاني" – بزعم وجود نفق في محيط منزلهم، فيما طلبوا من سكان البيت أن يقوموا بإخلاء المنزل استعدادًا لهدمه.
وحسب ما رواه شهود العيان الذين حضروا الواقعة، أن والدة "عماد النحال" حاولت استعطاف الضابط ليمتنعوا عن هدم بيتهم، قائلةً له "أنا زي أمك يابني"، وهمّت بتقبيل قدمه ليترك البيت؛ فنهرها الضابط قائلًا: "انت مش أمي يا حاجة"، فقالت له: "منك لله".
وبعد أن عثروا على فتحة نفق، قام الضابط ومعه أربعة مجندين بالنزول داخل النفق؛ لعله يعثر على ما يؤكد أن النفق ليس قديمًا فيكون ذريعة لهدم البيت، فإذا بالنفق ينهارعليهم.
فيما سادت حالة من الارتباك في صفوف الجيش الانقلابي، وفشلت محاولاتهم في إنقاذ الضابط والمجندين، حتي توسطت شقيقة عماد – وهي متزوجة من فلسطيني – وقامت بالاتصال بأقارب زوجها على الجانب الفلسطيني، الذين تمكنوا من مساعدة الجيش على استخراج الضابط والجنود.
وبعد مغادرة قوات الجيش وإطلاق سراح "هاني"، ظن الأهل أن الأمر انتهى؛ خاصةً أنه تم عرض "هاني" علي عدة جهات أمنية، ولم يجدوا أي شئ يدينه.
فيما تفاجأت الأسرة بعودة قوات الجيش بعد يومين، لمطالبتهم بإخلاء البيت تمهيدًا لهدمه، وأكد الأهالي أن قرار الهدم جاء عقابًا لهم على مقتل الضابط والمجندين، وفشلت كل المحاولات لوقف قرار الهدم، فيما قامت قوات الجيش بتنفيذ القرار، الخميس، بعد محاولة أخيرة من الأهالي لإقناع قوات الجيش بالعدول عن القرار.
وأكد شهود عيان أن أحد الضباط قال للأهالي: "كل البيوت دي ما تساويش ضفر عسكري عندي"، ووصفوا معاملة الضابط بـ"العدائية"، فيما سادت حالة من القلق لأهالي رفح من تكرار هدم منازلهم.
