ارتفعت حصيلة قتلى القصف الجوي الذي تشنه طائرات تابعة للواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، بمدينة زوارة الحدودية، غربي ليبيا، منذ صباح اليوم إلى 5 قتلى وأكثر من 20 جريحًا، حتى الآن، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وقال حافظ بن ساسي، رئيس بلدية زوارة، إنه تجدد القصف الجوي على مدينة زوارة ظهر اليوم مستهدفًا منطقة أبوكماش والميناء بالمدينة، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى 5 وأكثر من 20 جريحًا بإصابات متفاوتة.
وعن هوية الطائرات الحربية التي تقصف المدينة، قال ساسي إنها تابعة لمليشيات اللواء خليفة حفتر الذي استهدف المدينة قبل أيام بضربات جوية مماثلة.
وأكد "ساسي" خلو المدينة من أي معسكرات أو قاعدة عسكرية أو وجود مسلحين تابعين لأي جهة من طرفي الصراع في ليبيا.
ولا تزال المواجهات المسلحة تدور في محيط معسكري "الوطية" و"العسة" القريبين من الحدود الليبية التونسية منذ أيام بين مليشيات حفتر وقوات "فجر ليبيا".
وكانت طائرات تابعة لمليشيات حفتر قد استهدفت مواقع في طرابلس وغريان وزوارة وغيرها من مدن غرب ليبيا خلال الأيام الماضية، حيث إنها مواقع بها مخازن للذخيرة وآليات عسكرية تابعة لقوات "فجر ليبيا".
وتعاني ليبيا صراعًا مسلحًا دمويًا في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق)، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخرًا، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي تم حله مؤخرًا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه.
أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرًا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي، ويتوافق معه الثوار والإسلاميون.
ويدعم فريق برلمان طبرق عملية "الكرامة" التي يقودها حفتر منذ مايو الماضي، ضد تنظيم "أنصار الشريعة" الجهادي وكتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش، ويقول إنها تسعى إلى "تطهير ليبيا من المتطرفين".
بينما يرفض فريق المؤتمر الوطني عملية الكرامة، ويعتبرها "محاولة انقلاب عسكرية على السلطة"، ويدعم العملية العسكرية"فجر ليبيا" في طرابلس والتي تقودها منذ 13 من يوليو الماضي "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا"، المشكلة من عدد من "ثوار مصراتة" (شمال غرب)، وثوار طرابلس، وبينها كتائب إسلامية معارضة لحفتر في العاصمة.
