قال تقرير أممي، صادر اليوم الثلاثاء، إن في العالم 35 مليون مريض بمرض نقص المناعة "إيدز"، وأن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر المناطق التي ترتفع فيها الإصابات الجديدة بالمرض.
جاء ذلك خلال التقرير العالمي للإيدز لعام 2014، والذي تم الإعلان عنه في مؤتمر صحفي أقامه مركز الأمم المتحدة للإعلام، اليوم، بمقره في القاهرة، حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ولفت التقرير إلى أن العام الماضي شهد وفاة 15 ألف مريض إيدز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما يمثل زيادة قدرها 66% في عدد الوفيات السنوية منذ عام 2005، وتركزت هذه الزيادة في إيران والمغرب والسودان وتونس، بينما انخفضت نسبة وفيات الإيدز في جيبوتي بنسبة الثلث خلال نفس الفترة الزمنية.
التقرير الأممي أعزى الزيادات الحادة في عدد الوفيات المرتبطة بالإيدز للمستويات المنخفضة جدًا في الوصول إلى العلاج، إذ كشفت الدراسات عن أن أقل من 20% من المتعايشين مع فيروس الإيدز في المنطقة هم من يصل لهم العلاج.
أما عدد الإصابات الجديدة بالفيروس خلال العام الماضي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقدره التقرير بـ 25 ألف حالة أي ما يوازي 2.1% من المجموع العالمي، نصفها من دولتي إيران بنسبة 32% والسودان بنسبة 21%.
ولفت التقرير إلى أن انتقال الفيروس بين الرجال المثليين من السمات المميزة للوباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ففي الجزائر تفشى الوباء بين المثليين بنسبة 13% وفي تونس بنسبة 10% وفي اليمن 6% وأخيرًا 5% بالمغرب.
وأوضح التقرير الأممي أن تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية يتطلب توفير موارد في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بحوالي 9.7 مليار دولار بحلول عام 2020، وفي البلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى ستكون الحاجة إلى حوالي 8.7 مليار دولار، بينما يصل الرقم في البلدان ذات الدخل المتوسط العالي إلى 17.2 مليار دولار.
إذ شهد العام الماضي (2013) 230 ألف إصابة تمثل الجزائر وإيران والسودان والصومال والمغرب 88% منها، فضلا عن ارتفاع أعداد الوفيات المرتبطة بمرض الإيدز في هذه المنطقة.
ويوجد بإيران 30% من حاملي الفيروس بمنطقة الشرق الأوسط حيث يقدر عدد المصابين فيها بـ70 ألف مريض، تليها السودان بـ49 ألف مصاب.
وخلال المؤتمر، قال مدير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، أحمد خميس، إن "الكيان الأممي وضع استراتيجية للقضاء على مرض الإيدز نهائيًا في العالم بحلول عام 2030".
ودون أن يتطرق لتفاصيل تلك الاستراتيجية مضى قائلاً: "السنوات الخمس القادمة ستكون حاسمة في معركتنا ضد الوباء بشرط توفر استثمارات مركزة في الدول الأكثر تضررًا من فيروس نقص المناعة البشري (الإيدز)، ونستهدف في سبيل ذلك تحقيق صفر من التمييز ضد المتعايشين مع المرض ووقف وصمهم اجتماعيًا خاصة في الدول العربية".
وتابع أن "90% من الإصابات الجديدة بالفيروس تتركز في 30 دولة أفريقية، بينما تظل الإحصائيات المتعلقة بالمرض في الدول العربية مجهولة، لذلك يتبنى التقرير الأممي هذا العام دعوة للتحرك السريع ورصد الدول العربية والأفريقية بشكل جيد قبل فوات الأوان".
كما لفت إلى أنه منذ ظهور الوباء عام 1981 أصيب 78 مليون شخص به، وتوفى حوالي 39 مليون بسبب أمراض مرتبطة بالإيدز، بينما انخفضت الإصابات الجديدة بالفيروس عالميًا بنسبة 38% بحلول عام 2001 وانخفضت نسبة إصابة الأطفال به بنسبة 58% بحلول العام ذاته.
والإيدز هو مجموعة متباينة من الأعراض المرضية التي تحدث نتيجة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري وانهيار الجهاز المناعي لجسم الإنسان، حيث يصبح المصاب عرضة لجميع الأمراض التي يستطيع الجسد المعافى السيطرة عليها، وكلمة "إيدز" مكونة من الأحرف الأولى للكلمات الإنجليزية التي تعني متلازمة نقص المناعة المكتسب.