تناولت صحف الشرق الأوسط الصادرة اليوم الأحد 7 ديسمبر الاتفاق البحريني البريطاني بإقامة أول قاعدة بحرية على أراضيها وكذلك التقارير المتضاربة عن قيام إيران بشن غارات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
ووقعت بريطانيا اتفاقا مع البحرين لإقامة قاعدة عسكرية في ميناء سلمان بالمملكة الخليجية، لتصبح أول قاعدة عسكرية بريطانية في الشرق الأوسط منذ انسحاب بريطانيا من المنطقة عام 1971.
كما تناولت الصحف مجددا التقارير حول شن إيران غارات جوية في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية. فقد نقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن مسئول إيراني كبير تأكيده أن بلاده شنت غارات جوية استهدفت مقاتلي التنظيم في العراق، لكن إيران نفت هذه التقارير مجدداً.
"خطوة إضافية"
أثنت الصحف الخليجية، وخصوصًا البحرينية، على الاتفاق الموقع بين البحرين وبريطانيا لإقامة قاعدة بحرية على أراضيها.
وأبرزت صحيفة الوطن البحرينية تصريحات الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال لقائه وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين، حيث قال إن "الترتيبات العسكرية مع بريطانيا توسع التعاون الدفاعي".
ونقلت صحيفة البيان الإماراتية وصف وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة للاتفاق، بأنه "خطوة إضافية على طريق التعاون بين البحرين وبريطانيا" لمواجهة التهديدات للأمن الإقليمي.
وتحت عنوان "بريطانيا تعيد النظر بإستراتيجيتها نحو الخليج"، نقلت صحيفة الرياض السعودية عن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون قوله إن دول المنطقة لن تنظر لوجود قاعدة بحرية بريطانية في البحرين بشكل سلبي.
ونقلت الصحيفة عن فالون قوله إن "الخليج واجه إهمالًا من قبل بريطانيا على مدى السنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية".
وجاء عنوان صحيفة الوفاق الإيرانية الناطقة باللغة العربية : "سلطات المنامة تسمح بزيادة التواجد العسكري البريطاني في البحرين."
وعلق محمد مبارك جمعة في صحيفة أخبار الخليج البحرينية على الاتفاق ساخرًا من المعارضة البحرينية وتصريحاتها بشأن المواقف الغربية تجاه البحرين.
يقول الكاتب إن عودة المملكة المتحدة إلى المنطقة مجددا بعد أكثر من 40 عامًا هو "دليل ساطع على الأهمية الإستراتيجية التي يتمتع به الموقع الجغرافي لهذه المملكة الصغيرة، علاوة على وضوح مؤشرات تعافيها التام من تبعات أحداث 2011، وشرعية الحكم الذي تتعامل معه أعرق الديمقراطيات في العالم".
أما على الصعيد السياسي، يضيف الكاتب أن تلك الخطوة "ذات مغزى مهم وعميق، وتشي بفشل ذريع للجماعات "المعارضة" التي أغرقت جماهيرها بشلالات من الكذب والتدليس حول المواقف الغربية تجاه البحرين".
"تضارب"
أشارت الصحف العربية إلى التصريحات المتضاربة بشأن غارات إيرانية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
جاء في الرياض السعودية: "طهران قصفنا داعش، والعراقيون يستهجنون."
أما صحيفة الدستور الأردنية فجاء عنوانها: " إيران تعترف للمرة الأولى بقصف داعش بناء على طلب العراق."
في المقابل، أبرزت صحيفة الوفاق الإيرانية نفي رئيس الوزراء العراقي حیدر العبادي تقاریر البنتاجون عن قیام إیران بتنفیذ ضربات جویة فی العراق.
يوسف الكويليت في صحيفة الرياض السعودية انتقد السياسة الأمريكية تجاه الخليج فيما يتعلق بعلاقتها مع إيران، واصفا ما يجري من بين أمريكا وإيران بأنه يتم وفق "مسرحيات متقنة الحبكة والأدوار".
يقول الكاتب إن "كل الأمور تتجه إلى عقود جديدة قد تصل إلى حد التحالف" بين إيران والولايات المتحدة.
ويقول الكاتب إنه ربما يصل الأمر إلى ضغوط وإملاءات أمريكية قد تنتهي بفرض " مصالحات جديدة مع إيران تنتهي بما لا يخدم مصالحنا".
وفي صحيفة الصباح العراقية، يرى محمد عبد الجبار الشبوط أن كلا من الولايات المتحدة وإيران تخوضان حربا ضد عدو مشترك.
وأضاف أن ليس هناك ما يدعو إلى عدم تصديق التقارير التي تحدثت عن تنسيق أمريكي إيراني لشن غارات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويرى الكاتب أن هذا التطور يقود المنطقة إلى مرحلة جديدة قد تدفع إما إلى "المواجهة بين الطرفين أو قد تدفعهما إلى تصفير المشاكل بينهما والدخول في مرحلة جديدة عنوانها تكريس الجهود وتنسيقها لضرب داعش والقضاء عليه".
