في تحول لافت للتعاطي مع الشأن المصري، لم تتوان القناة الأولى في المغرب ، في نشرتها الإخبارية، مساء أمس الخميس، عن الإشارة إلى عبد الفتاح السيسي، بالمشير الذي قاد انقلابا عسكريا، في الوقت الذي وصفت فيه الرئيس محمد مرسي بالرئيس المنتخب.
نشرة الأخبار على القناة الأولى، التي تمثل صدى لسياسة البلاد الخارجية، استهلت تقديم تقرير حول الوضع في مصر بـ"عاشتْ مصر منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه المشير عبد الفتاح السيسي عام 2013 على وقع الفوضى والانفلات الأمني، حيث اعتمد هذا الانقلاب على عدد من القوى والمؤسسات لفرضه على أرض الواقع، وتثبيت أركانه".
وعادت القناة الأولى في تقرير مفصل حول الانقلاب العسكرِي في الثالث من يوليو 2013، لتعرج على ما أعقبه من اعتقالات، وأعمال قتل للمعتصمين في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة، كما ساقت تحليلًا لمدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، يعتبر فيه عزل مرسي إجهاضا للانتقال الدمقراطي، ونسفًا للدستور الذي اختاره المصريون والذي جرى تعطليه.
وقد أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة مناهضة لزيارة لم يعلن عنها رسميا يقوم بها عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي إلى المغرب، وقد اعتبرها البعض "إحراجًا" لحكومة عبد الإله بنكيران الذي طالما ناهض "الانقلاب العسكري" في مصر.
ورغم عدم الإعلان عن الزيارة، أطلق ناشطون على موقع فيسبوك حملة مناوئة لها تحت عنوان "حملة رفض زيارة الانقلابي للمغرب".
ونسبت صحف مغربية الأربعاء إلى مصادر دبلوماسية –لم تسمها– الأنباء عن زيارة السيسي للمغرب الشهر الماضي.
وتساءلت بعض الصحف في المغرب عما إذا كان بنكيران سيلتقي السيسي، فقالت جريدة المساء إن رئيس الحكومة سيجد نفسه في "ورطة جديدة بسبب موقفه" من الانقلاب العسكري في مصر.
وأكد السيد عبدالاله بن كيران رئيس الحكومة المغربية أن الحركة الإسلامية فى المغرب لها فكرها الخاص ولا علاقة لها بجماعة الاخوان المسلمين، وقال اننا "لا ننتمى للإخوان المسلمين ولا توجد لدينا أى علاقات تنظيمية معهم وأن لنا فكرنا الخاص ومؤسستنا الخاصة"
وأضافت أن "السؤال الذي يظل مطروحا هو هل سيستقبل رئيس الحكومة المغربية الرئيس المصري، خاصة في ظل مواقف حزب العدالة والتنمية من مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية ومن الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي عموما؟"
أما جريدة "أخبار اليوم" المغربية، فكتبت أن هذه الزيارة "ينظر إليها بترقب"، مشيرة إلى أن الملك محمد السادس جنّب رئيس حكومته حرج تمثيله في تنصيب السيسي في يونيو/حزيران الماضي، فأرسل وزير الخارجية صلاح الدين مزوار.
وكانت الجريدة نقلت عن مصادر دبلوماسية –وصفتها برفيعة المستوى– قولها إن السيسي سيزور المغرب ثلاثة أيام، ويجري خلالها مباحثات ثنائية مع الملك المغربي.
يشار إلى أن السيسي أطاح بالرئيس محمد مرسي –أول رئيس منتخب– في الثالث من يوليو العام الماضي، وبعد أكثر من شهر أقدم الجيش على فض اعتصام ميداني رابعة والنهضة اللذين كان يعتصم فيهما أنصار مرسي احتجاجا على الانقلاب، فقتل وجرح الآلاف.
ونفت السفارة المصرية بالعاصمة المغربية الرباط أي زيارة مبرمجة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى المملكة المغربية خلال الشهر الماضي.
فيما يتوقع محللون أن تكون هناك 3 سيناريوهات آخرى بهذا الصدد من بينها الرد على الانتهاكات التي قامت بها أماني الخياط ضد المغاربة ومسلسل تفاحة آدم الذي قام ببطولته الفنان خالد الصاوي وتحية المطربة شيرين للسيسي داخل الرباط ، واتجاه مصر إلى استيراد الغاز المسال من الجزائر المنافس الأول للمغرب أو انه ربما يكون هناك خطأ فردي وقع فيه مقدموا النشرة في التلفزيون المغربي.
رد شرف
قال دبلوماسي مغربي رفيع المستوى، لوكالة الأناضول، اليوم الجمعة، إن التقريرين اللذين بثهما التلفزيون المغربي الرسمي، مساء أمس، ووصف عبد الفتاح السيسي، بـ"قائد الانقلاب"، يمثلان "رد فعل مغربي على ممارسات إعلامية مصرية متراكمة أساءت للرباط، وآن لها أن تنتهي".
الدبلوماسي المغربي، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، أوضح أن "هناك سلسلة من التقارير الإعلامية المصرية التي أساءت للرباط ومشاعر الشعب المغربي، وذلك لم يحدث مرة واحدة، بل مرات متكررة كان آخرها حادث نال من العاهل المغربي، وانتقد زيارته الأخيرة لأسطنبول".
وقد تلاحقت عدة أزمات بين المغرب وقادة الانقلاب بسبب مواقف واضحة أمام الجميع خاصة باﻹعلاميين والفنانين المصريين، يأتي على رأسها موقف أماني الخياط مقدمة برنامج "صباح أون" الذي تقدمه على قناة "أون تي في"، وقامت أماني الخياط بسب شعوب المغرب وقالت الخياط إن المغرب من أكبر الدول التي بها إصابات بمرض الإيدز لأن اقتصادها قائم على الدعارة، مما أدى إلى استياء شعب وقيادات دولة المغرب وتقدموا ببلاغ للنائب العام ضدها.
وقامت إدارة قناة أون تي في باتخاذ قرار بوقفها عن العمل لحين التحقيق معها والفصل في القضية، على حسب قول المسؤول اﻹعلامي للقناة.
ومن ناحية أخرى جاء مسلسل "تفاحة آدم" للفنان خالد الصاوي ليلحق بقضية أماني الخياط، فالعمل أهان الشعب المغربي من خلال احداث الحلقة 13 منه حيث يظهر الممثلان خالد الصاوي وحنان سليمان في مشهد يتفقان على انتحال الأول لصفة دجال مصري يعيش في جبال الأطلس بالمغرب، فأقدم الأمازيغ على قتله بعد اتهامه بسحر بناتهم، مما أدى إلى ظهور بنات شعب المغرب في صورة غير ﻻئقة، وأدى إلى استياء الحكومة المغربية من العمل ورفعهم دعوى قضائية للنائب العام يطالبون بوقف العمل.
وقال بيان صدر عن مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية: إن ما جاء في مسلسل "تفاحة آدم" "يعد إساءة مزدوجة للحضارة المغربية التي تشكل الثقافة واللغة الأمازيغية أحد مكوناتها وإساءة للمغاربة أجمعين"، مشددًا على أن المصالح المختصة "ستتخذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات ضد أصحاب العمل، للتعبير عن رفض مثل هذه الأعمال التي تروج صورة سيئة وسلبية مرفوضة عن المغرب".
وقبل هاتين الواقعتين وقعت المغنية المصرية شيرين عبد الوهاب في خطأ واضح خلال عام 2013 عندما تعمدت أن توجه تحية لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي بمصر منذ منتصف يونيو 2013 وذلك خلال مشاركتها في إحياء سهرة غنائية بمدينة تطوان شمال المغرب، وهو ما رد عليه الجمهور المغربي بالصفير ومطالبتها بالرحيل مع ترديد شعارات تهتف باسم محمد مرسي الرئيس الشرعي المعتقل.
منافسة اقتصادية
خطأ فردي