شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الإمارات..العميل رقم “1” للثورات المضادة

الإمارات..العميل رقم “1” للثورات المضادة
منذ شرارة ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا وسوريا، لم تهدأ الإمارات يومًا في...

منذ شرارة ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا وسوريا، لم تهدأ الإمارات يومًا في دعم الأنظمة المخلوعة وفلولها،حيث ساهمت في الانقلاب على الرئيس محمد مرسي في مصر، وأيضًا الإطاحة بحكم حركة النهضة الإسلامية في تونس، ومعها الرئيس المنصف المرزوقي رغم أنه يساري لا علاقة له بالتيار الإسلامي، وتتجه لإسقاط سلطات ليبيا الثورية، بما يعزز الاعتقاد السائد بأن الامارات تدعم كافة الثورات المضادة في العالم العربي من أجل إفشال أية تجربة ثورية نجحت بعد العام 2011.

 

مصر

منذ ثورة 25 يناير احتضنت الإمارات العربية المتحدة فلول نظام الحزب الوطني المنحل، وعلى رأسهم أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، كما كان الإعلام الإماراتي دورًا هامًا في دعم شفيق خلال الانتخابات الرئاسية في 2012، ومنذ الانقلاب العسكري ساعدت هذه الدولة في ترسيخ حكم الجيش في مصر.

وفي نوفمبر 2011 غادر حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي المصري، إلى الإمارات، على رأس وفد يمثل التيار الشعبي، في زيارة لممثلي عدد من القوى السياسية المصرية، لمدة 3 أيام.

 

وجاءت الزيارة للتأكيد على دعم الموقف الإماراتي بشكل خاص الذي ساند الانقلاب في مصر وما تسمى بـ "خارطة المستقبل" ، وذلك في مواجهة المواقف الغربية التي اتخذت موقفًا سلبيًا من الانقلاب حينها، والتقى الوفد، عدد من مسؤولى دولة الامارات.

 

وفي أكتوبر العام الماضي وقعت دولة الإمارات و سلطات الانقلاب بمصر العربية،، اتفاقية لدعم البرنامج التنموي المصري، تقدم بموجبها دولة الإمارات مبلغ 4 مليارات و900 مليون دولار، لتنفيذ عدد من المشاريع لتطوير القطاعات في مصر.

 

وتم تحويل مليار دولار من حزمة الدعم هذه إلى مصر في يوليو الماضي، إضافة إلى تخصيص أكثر من مليار دولار للإسهام في توفير جزء من كميات الوقود التي تحتاجها مصر، وتم تخصيص المبلغ المتبقي لتنفيذ حزمة من المشاريع التنموية، وجاء توقيع الاتفاقية على هامش زيارة رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي إلى الإمارات.

 

وسبق أن صرح رئيس حكومة الانقلاب الأولى حازم الببلاوي، بأن الدبلوماسية الإماراتية لعبت دورًا حاسمًا في تغيير الكثير من مواقف الدول الفاعلة تجاه" الانقلاب" منوهًا بأن الدعم الاقتصادي الإماراتي أسهم في تجنب مصر الكثير من المشاكل والأزمات الحادة.

بكري يكشف دور الإمارات

وكشف مصطفي بكري، الصحفي المعروف بتأييده الانقلاب العسكري في مصر، تفاصيل الدور الذي لعبه حكام الإمارات في الانقلاب على أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر، حيث بدأ هذا الدور قبل 30 يونيو 2012، وبمجرد تولية الدكتور محمد مرسي الرئاسة.

وقال بكري في مقال بجريدة "الأسبوع" التي يرأس تحريرها: إن الإمارات كانت واضحة منذ البداية، كانت تعليمات خليفة بن زايد رئيس الدولة منذ البداية: "لا تعاون مع حكم الإخوان في مصر".

 

 

تونس

منذ أن انطلق الربيع العربي من تونس مع نهاية 2010 استشعرت دول كثيرة في هذا الأمر خطرًا كبيرًا عليها، خاصةً دول الخليج التي تعتبر الديموقراطية وتداول السلطة ونظام الحكم أمٌر محرم لديها.

وتكتسب تونس رمزية خاصة كونها بداية الربيع العربي، كما تكتسب ميزة خاصة لما تتمتع به حركة "الإخوان المسلمين" هناك والتي تمثلها حركة "النهضة" من مرونة واستيعاب لكافة الأطراف.

 

وقامت الإمارات بتقديم كل أنواع الدعم لأتباع الأنظمة التي قامت الثورات ضدها من أجل إعادة الحياة إليها، وبالفعل استطاعت ذلك من خلال التمويل للأحزاب المنبثقة من نظام بن علي والمتمثل في حركة "نداء تونس"، وساعدتها في الوصول إلى الحكم حتى تولى الباجي قائد السبسي أحد وزراء بن علي ، رئاسة تونس,.

 

والعام الماضي استقبلت الإمارات "الباجي السبسي" وعدد من قيادات حزبه أكثر من مرة في أبوظبي من أجل التباحث في قضايا ثنائية، وبالتأكيد إن إزاحة النهضة عن المشهد هو على رأس هذه القضايا، خاصة مع وجود كراهية من حزب نداء تونس لحركة النهضة، كما كشف مؤخرًا عن مبالغ مالية وهدايا (سيارات مصفحة) تم تسليمها للسيبسي عن طريق السفارة الإماراتية في تونس.

 

ليبيا

تراهن ليبيا الآن على القضاء على الجماعات الإسلامية في ليبيا وتمكين اللواء "حفتر" من تثبيت انقلابه وينبع هذا من إدراكها أن نجاح النهضة في تونس والإسلاميين في ليبيا يشكل خطرًا على الانقلاب في مصر الذي تتابعه وتسعى لتثبيته لحظة بلحظة.

 

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" فجرت فضيحة التعاون العسكري المصري الإماراتي في ضرب الكتائب الإسلامية والثوار داخل ليبيا، الأمر الذي أكّدته لاحقًا وكالات أنباء عالمية مثل "فرانس برس"، وأدى إلى تنديد في عواصم العالم الكبرى مثل واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما.

 

ووضع ذلك كلاً من الإمارات العربية المتحدة ومصر في مأزق سياسيّ كبير، كانت أول إشاراته التكذيب الصريح لكلمات عبد الفتاح السيسي، وسبق أن احتجزت قوات "فجر ليبيا" طائرة إماراتية محملة بالذخيرة كانت في اتجاهها إلى قوات "حفتر"، ولا تزال الإمارات تواصل دورها المضاد للريبيع العربي لتكرار مهمتها في مصر وتونس.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023