شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تعرف على أزمات تركها الملك عبدالله ورحل

تعرف على أزمات تركها الملك عبدالله ورحل
في السنوات الأربع الأخيرة، شهدت المنطقة العربية انطلاق عدة ثورات عربية، لاتزال توابعها تشتعل...
في السنوات الأربع الأخيرة، شهدت المنطقة العربية انطلاق عدة ثورات عربية، لاتزال توابعها تشتعل حتى الآن، وكانت السعودية طرفًا مؤثرًا وفعالا منذ بدء تلك المرحلة، التي كان لها الأثر على شعبها، فما كانت لتبدأ احتجاجات حتى ينجح الملك الراحل في إخمادها إما باستخدام القوة الأمنية، أو بإنعاش المواطنين بالهدايا والامتيازات.
 
وعندما انهار نظام زين العابدين بن علي في تونس، لم يجد الرئيس الهارب أي دولة تقبل باستضافته، حتى قرر الملك عبد الله استضافته في قصر بمدينة جدة الساحلية، بعدها قامت الثورة المصرية واضطر المخلوع حسني مبارك الحليف الأهم للسعودية، للتنحي، ثم تبعتها ثورة اليمن علي عبد الله صالح ، والتي لازالت تشتعل حتى الآن.
 
وبحسب مراقبون، فإن ثورات الربيع العربي كانت التهديد الأكبر للنظام في السعودية منذ تأسيس المملكة، حتى أنه كان أقوى خطرًا من دخول نظام صدام حسين إلى الكويت وتوغله في الأراضي السعودية، مشيرين إلى أنه على الرغم من أن الملك عبد الله تجاوز الخطر، إلا أنه غادر المملكة، ولا زالت الأوضاع في محيطها غير مطمئنة.
 
في الوقت ذاته، كانت إيران والتي تعد العدو التقليدي للسعودية، تتوسع في المنطقة، ابتداءً من سوريا والعراق، وأخيرًا في اليمن، بينما كان الملك الراحل في غيبوبة بمستشفى في الرياض، كان المد الإيراني يزحف نحو اليمن ليحاصر السعودية من الجنوب، بعد أن أحكم الخناق عليها شمالاً وشرقًا.
 
 
الأزمة النفطية 
 
وتواجه المملكة السعودية في الفترة الأخيرة أزمة تدهور أسعار النفط التي يبدو أنها أفلتت وانزلقت نحو الأسفل، إذ هبطت أسعار الخام خلال ستة شهور فقط بأكثر من 60%، وهو ما يبدو أنه سيتسبب للمملكة، وهي أكبر منتج للنفط في العالم، بأزمة اقتصادية خانقة خلال العام الحالي.
 
ورأت مجلة فورين بوليسي، أن وفاة الملك عبد الله تأتي في وقت حساس للمملكة الغنية بالنفط التي تصارع تأثير انخفاض أسعار النفط محليًا وصعود تنظيم الدولة الإسلامية، وإيران التي يتعاظم نفوذها عبر الشرق الأوسط مع قيام وكلائها بأدوار قوية متزايدة في العراق ولبنان وسوريا. 
 
وأشارت- في تقريرها الصادر اليوم- أن خليفته  الملك سلمان بن عبد العزيز سيواجه أيضًا أزمة متزايدة في اليمن التي أطاحت بحكومته بواسطة جماعة الحوثيين المدعومة إيرانيًا.
 
وأعربت عن اعتقادها بأن انخفاض أسعار النفط يمثل تحديين للملك الجديد، إذ إن ارتفاع السعر كان يساعد على استقرار البلاد من خلال نظام رعاية اجتماعية سخي يقدم للمواطنين رعاية صحية وتعليمًا، مضيفة أن السعودية استخدمت نفطها لبناء جيش قوي مزود بأحدث الأسلحة الأميركية، كما زادت من التزاماتها المالية لسلطات الانقلاب بمصر التي تعتبرها حصنًا منيعًا ضد عودة الإسلاميين الذين سيطروا على البلاد أثناء الحكم القصير للرئيس السابق محمد مرسي.
 
 
الانقلاب العسكري
 
أيدت السعودية الانقلاب العسكري بمصر، وذلك عبر بيان للملك الراحل، أعرب فيه عن وقوفه إلى جانب الشعب المصري، ودعمه لما وقع من الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، مؤكدًا وقوف السعودية في مواجهة ما وصفه بـ"الإرهاب"، وذلك في الوقت الذي أكد فيه مراقبون على إضلاع السعودية بجانب الإمارات  بشكل كبير في التخطيط للانقلاب على مرسي.
عقب الانقلاب العسكري، استكلمت السعودية خطتها في التدخل المصري، وأصدرت بيانات الإدانة والشجب ضد جماعة الإخوان المسلمين، حتى أصدرت فى فبراير 2014 قرارًا بإعلان جماعة الإخوان كجماعة إرهابية ووضعتها على قائمة الإرهاب، وقامت المملكة أيضًا بتجريم شعار "رابعة".
 
بعد أن أعلن عبد الفتاح السيسي تنصيبه رئيسًا في الانتخابات المزعومة، كان ملك السعودية الراحل أول المهنئين، معتبرًا أن انتخاب السيسي يومًا تاريخيًا ومرحلة جديدة من مسيرة مصر الإسلام، داعيًا إلى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها فى تجاوز أزمتها الأقصادية .
 
لم ينتهِ دور السعودية في الأزمة المصرية عند هذا الحد، بل وقفت بقوة ضد قطر وموقفها الداعم لجماعة الإخوان المسلمين وإعلامها الذي يتمثل في "الجزيرة"، حيث أعلنت السعودية والأمارات والبحرين في مارس 2014، في خطوة لم تحدث من قبل سحب سفرائها من الدوحة بعد تدخلها في الشئون المصرية ووصفها لثورة يونيو بالإنقلاب، وجاء بعده في نوفمبر 2014 اتفاق "الرياض التكميلي" والذي يهدف إلى وحدة أشقاء العرب، تلتها لمبدرة المصرية القطرية، والتي أسفرت عن إغلاق الجزيرة مباشر مصر، ومطالبات بتسليم أعضاء جماعة الإخوان في قطر لسلطات الانقلاب.
 
ورحل ملك السعودية، ولا زالت سلطات الانقلاب السكري بمصر لم تضع أقدامها على أرض صلبة، فالأزمات الاقتصادية تعصف بالبلاد، فضلا عن الاحتجاجات الواسعة التي لم تتمكن حكومة الانقلاب من إخمادها سواء على المستوي المعيشي أو الاقتصادي، أو المطالبات بحقوق الإنسان التي انتهكتها السلطات المصرية.
 
 
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023