شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كواليس انتقال عرش المملكة إلى سلمان.. وجهة نظر مختلفة

كواليس انتقال عرش المملكة إلى سلمان.. وجهة نظر مختلفة
لم ينتظر العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز، انتهاء مراسم دفن سلفه وأخيه الملك عبد الله بن...

لم ينتظر العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز، انتهاء مراسم دفن سلفه وأخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي تُوفي فجر يوم الجمعة بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز (91 عامًا)، حتى أُعلن الملك سلمان عن تعيين الأمير مقرن وليًا للعهد، في حين تم تعيين أول أحفاد الملك عبد العزيز وهو الأمير محمد بن نايف وزيرا الداخلية في منصب ولي ولي العهد.

 

ولعل هذه الصفقة بحسبما يعتبرها محللون سياسيون، حظت باهتمام كبير من وسائل الإعلام، خاصة وأنها وضعت الجيل الجديد (الثاني) -لأول مرة- على عتبة السلطة، بعدما ظل أبناء الملك عبد العزيز القدامى (الجيل الأول) يتداولون السلطة بينهم على مدار السنوات الماضية، في الوقت الذي سميت بالصفقة بعد أن نجح الملك سلمان في الحصول على ولاء الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية (القوي) لتأمين ملكه وفترة حكمه للملكة، مقابل تعيين ابنه الأمير محمد بن سلمان في منصب وزير الدفاع، بالرغم من  عمره لم يتجاوز (34 عامًا).

 

الأمر الذي اعتبره المحللون بالضربة القاضية لما خطط له الملك السابق عبد الله بن عبد العزيز على مدار 10 سنوات في حكمه من خلال العمل على تولية أبنائه من بعده، خاصةً بعد أن استطاع أن يُزيح منافسين كُثر من أخوته، في الوقت الذي صعد فيه أبنائه في عدة مناصب هامة وخطيرة، وذلك بمساعدة مستشارة السياسي ورئيس ديوانه خالد التويجري.

 

بالرغم من أن تعيين الأمير محمد بن نايف (55 عامًا) وليًا لولي العهد كأول حفيد لهذا المنصب، يكون الانتقال إلى الجيل الثاني قد حُسم مؤقتًا على حساب أمراء أقوياء آخرين في هذا الجيل، خاصةً الأمير متعب، نجل العاهل السعودي الراحل عبد الله، الذي كانت تراهن عليه واشنطن، والأمير أحمد بن عبد العزيز الذي كان يراهن عليه كثيرون في الداخل.
 

 

إلا أن هذه التعيينات أبقت ولو مؤقتًا على الأمير متعب في منصبه كـ “وزيرًا” للحرس الوطني الذي أمر الملك عبد الله عام 2006 بتشكيله، كما أن هناك توافقًا بين الأمير متعب بن عبد الله ،و ولي العهد الأمير مقرن، بعد أن أقنع متعب والده الملك عبدالله باستحداث منصب ولي ولي العهد وتعيين “مقرن” به، ظنًا منه أن “مقرن” سيسهل إزاحته بعدها من هذا المنصب، كونه من أم “يمنية” ولن يقبل السعوديون بتنصيبه ملكًا، والتخطيط بأن يكون منصب “مقرن” هو السلم الذي سيقفز من خلاله الأمير “متعب” على ولاية العهد لخلافة أبيه في ملكه.

 

 

ولعل بيت الشعر القائل “تأتي الرياح بما لم تشتهي السفن”، هو ما فوجئ به الأمير متعب بن عبدالله، بعد حزمة القرارات السريعة والخاطفة التي اتخذها الملك سلمان إبان توليته ملكًا، حينما أطاح بحلم أبناء الملك عبدالله، وقام بتعيين الأمير محمد بن نايف وليًا لولي العهد، مقابل صفقة تعيين ابنه محمد بن سلمان وزيرًا للدفاع، ليتبخر بذلك حلم الأمير “متعب” فيما خطط له بالقفز على منصب ولاية العهد عن طريق إزاحة “مقرن” الذي أصبح وليًا للعهد، لفترة مؤقتة توقعها محللون سياسيون وقريبون من دائرة الحكم بالمملكة، مؤكدين أن هناك نية لعزل الأمير “مقرن” قريبًا من منصبه وتعيين الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان، لتدين بذلك القرار البلاد لسيطرة السديرية.

 

 

ولعل ما يؤكد السيناريو الأول الذي تحدث عن مخطط الملك عبدالله هو قيامه قبل وفاته -وبنصائح التويجري- بتعيين أبنائه والمقربين منه في عدد من المناصب الهامة بدأت بتعيين ابنه عبد العزيز كنائب لوزير الخارجية المخضرم سعود الفيصل في عام” 2011″ برتبة وزير، وكذلك وضع ابنيه “مشعل” و”تركي” كأمراء لمنطقتي مكة (العاصمة الدينية) والرياض (العاصمة السياسية)، كما تم تأسيس وزارة خاصة للحرس الوطني -تضاهي في قوتها وزارة الدفاع- وإسناد مسؤوليتها إلى ابنه المقرب الأمير متعب بن عبد الله.

 

محمد بن نايف أول ملك من الجيل الثاني:

 

أما الفريق الثاني -الذي يبدو أنه نجح وأحدث الانقلاب على خطط فريق الملك الراحل- فكان يسعى لتصعيد محمد بن نايف وزير الداخلية على حساب “متعب”، لأسباب كثيرة تتعلق بالرغبة في إعادة السلطة لأبناء “السيديريين”، وبأدواره مستقبلاً في مواجهة مشاكل داخلية وخارجية تواجهها المملكة، فضلاً عن دوره المتوقع ممثلاً للجيل الجديد، في التحالف الدولي ضد الإرهاب.
 

 

إذ أن تعيين الرجل الأمني القوي والقريب من واشنطن محمد بن نايف، وليًا لولي العهد، معناه أنه سيصبح من حيث المبدأ أول ملك من “الجيل الثاني” في العائلة، كما أن وصول بن نايف إلى هذا المنصب يعني أن الملك المقبل سيولي مهمة الأمن أولوية قصوى، خصوصًا أن المملكة تحيطها المخاطر من الجهات كلها، وأهمها خطر الدولة الإسلامية “داعش”، التي تشارك الرياض في الحرب الدولية ضدها، فضلاً عن خطر “الحوثيين” من الجنوب.

 

وقال المغرد السعودي الشهير على موقع “تويتر”، “مجتهد”:  “إن الأوامر الملكية التي استهل بها الملك سلمان بن عبد العزيز ساعات حكمه الأولى أغضبت الأمير متعب بن عبد الله، وكشفت عن تفاهمات كبيرة بين الأمير محمد بن نايف، وأبناء عمومته أبناء الملك سلمان”.

 

وبحسب “مجتهد”، فـ “إن الأمير متعب بن عبد الله مستشيط غضبًا أولاً لأن الأمير محمد بن نايف خدعه بامتياز، وثانيًا لأن حيلة ولي ولي العهد التي اخترعها لقطع الطريق على الأمير أحمد بن عبد العزيز استُخدمت ضده بكفاءة، كما أن تعيين محمد بن نايف قبل دفن الملك تم بترتيب مع أبناء سلمان لقطع الطريق على متعب”.
 

 

بل إن “مجتهد”، يرى أن التغييرات التي أُعلن عنها اليوم ستكون مقدمة لتغييرات أوسع، ويرى أن: “ترتيبات أخرى في الطريق منها عزل مقرن والباقي لا أستطيع البوح به لأني مستاء من عليه وحتى لا أتسبب في إيقافه لأن في تنفيذه تداعيات مفيدة للأمة“.
 

 

وبرغم أن هناك من يرون أن “متعب” لا يزال الرجل القوي وقد يصعد نجمه قريبًا في ظل وجود مقرن، ويتولى وليًا لولي العهد لو أصبح مقرن ملكًا بعد سلمان، يرى آخرون من المحللين أن “بن نايف” يصعب ابتلاعه عبر “متعب”، ما سيضطر الأخير لدعمه إلى أن يضمن نجاحه في تهميش الأمير أحمد بن عبد العزيز، فضلاً عن أن ضعف البطن التي جاء منها الأمير “مقرن” فيما يقال بأنه أمه يمنية وليس له عصبية في العائلة المالكة أمام عصبية “السديرين” الذي ينتمي إليهم الملك سلمان والأمير أحمد، تؤكد أن “مقرن” سيكون الحصان الخاسر بالنسبة للأمير “متعب”.

 

 

وهناك معلومات مؤكدة كشفها “مجتهد” بأنه سيتم الإطاحة قريبًا جدًا بالأمير “مقرن” من منصب ولي العهد، وتنصيب الأمير أحمد بن عبدالعزيز بديلاً عنه، فضلاً عن عزل الأمير “متعب” من منصبه كرئيس للحرس الوطني، إذ لا يأمن الملك سلمان أن يكون هناك جهازًا أمنيًا قويًا وخطيرًا مثل هذا في يد منافس “للسديريين” مثل الأمير متعب بنعبدالله.

لهذا، تخلص كل هذه التكهنات إلى التضحية بـ “مقرن” مستقبلاً، وتصعيد محمد بن نايف ليقود الجيل الثاني للمملكة خلال فترة قصيرة، وترى أن تعيين الأمير محمد بن نايف وليًا لولي العهد يقربه من عرش السعودية ويقصي حلف “متعب” ،و “التويجري”، و “بن زايد”، الذي يري المغرد “مجتهد” أنه: “محمد بن زايد) هو أكثر الخاسرين بوفاة الملك عبد الله، ومجيء بن نايف، لأنه راهن على تولي “متعب” الحكم خلفاً لوالده”.

 

 

ويضعف وضع “مقرن”، أن هناك مبدأ مفترضًا للخلافة يعترض وضع “مقرن” الجديد ألا وهو: “أن والدة الملك لا بد وأن تكون من قبيلة سعودية، ولكن والدة مقرن يمنية، ولذلك فالسؤال الذي سيُطرح في المرحلة اللاحقة هو موقف الإخوة غير الأشقاء لمقرن، الذين قبلوا تصعيده وليًا للعهد، ولا يعرف هل يصعدونه ملكًا بعد سلمان أم لا”.

 

محمد بن نايف مقبول أمريكيًّا:

ولدى تعيين الأمير محمد بن نايف، في منصب وزير الداخلية الهام، بدأ وكأن هذا تجهيز لـ “محمد بن نايف” كـ “ملك” محتمل في المستقبل، أيضًا تقابل محمد بن نايف أثناء زيارته لواشنطن العام الماضي مع الرئيس الأمريكي “أوباما” في البيت الأبيض وهي ميزة لا تُمنح عادةً لمسؤولين أجانب من نفس درجته، ولهذا فُهم هذا الأمر على نطاق واسع بأنه يمنح موافقة الولايات المتحدة على تطلعاته الملكية.
 

 

ولا يُمكن إغفال أن الأمير محمد بن نايف صديق مقرّب للولايات المتحدة، ولاقى استحسان الدول الغربية، لسحقه نشاط تنظيم القاعدة بين عامي 2003 و2006 ، عندما كان قائدًا لقوات الأمن السعودية، وأنه زار واشنطن عدة مرات زيارات مطولة، وتعيينه في منصب وليًا لولي العهد، يعني الإجابة على تساؤلات تطرح منذ وقت طويل، بشأن الخلافة لسنوات كثيرة قادمة، والانتقال إلى الجيل الثاني، فالأسرة بهذا التغيير السلس وبتعيين الأمير محمد بن نايف حسمت عمليًا مسألة الإنتقال إلى الجيل الثاني.
 

 

الملك سلمان:

هو ولي العهد السابق والذي تم الإعلان عن مبايعته ملكًا في أعقاب وفاة الملك عبدالله، يبلغ من العمر حوالي 79 عامًا، وينتمي إلى كتلة “السديرين” الواسعة النفوذ وهم أبناء سبعة أبناء ،وأحفاد الملك عبد العزيز من زوجته حفصة بنت أحمد السديري، وإليهم ينتمي الملك فهد العاهل السعودي الأسبق توفي سنة 2005، إضافة إلى وليا العهد الراحلين الأمير سلطان (توفي سنة 2011) والأمير نايف (توفي سنة 2012)، وسوى سلمان الملك يتبقى من “السديرين” السبعة كل من الأمير عبد الرحمن بن عبدالعزيز “مستبعد من حسابات السلطة”، إضافة إلى الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية الأسبق، الذي جرى تهميشه من قبل الملك عبد الله في إطار خطته لتمكين ابنه الأمير متعب بن عبدالله.

 

الأمير أحمد بن عبد العزيز:

وهو وزير الداخلية الأسبق (72 عامًا)، وصاحب نفوذ قوي داخل العائلة المالكة وبين القبائل في المملكة، جرى استبعاده من منصبه كوزير للداخلية في 5 نوفمبر من عام 2012، لصالح بن أخيه محمد بن نايف،  نجل الأمير نايف ولي العهد الأسبق، حيث تداولت أنباء في وقت ما أن اتفاقًا جرى بين الملك عبدالله ،و ولي عهده الأمير نايف على حلف يقتسمان بموجبه السلطة وأبناءهما على أن يتم تهميش باقي أجنحة العائلة وأهمهم أبناء ولي العهد الأسبق، “بندر” استُبعد العام الماضي من رئاسة الاستخبارات، و(خالد) ،و(سلمان) اللذان توليا منصب نائب وزير الدفاع تباعًا قبل أن يتم استبعادهما.
 

يُعد الأمير أحمد هو التالي في ترتيب العمر بعد الأمير سلمان، وبالتالي يُعد هو الأولى نظريًا بولاية العهد من أخيه غير الشقيق الأمير “مقرن” ولي العهد الحالي لأسباب تتعلق بالسن والنسب، كما يتمتع بشعبية تفوق كثيرًا شعبية ولي العهد داخل العائلة المالكة وبين القبائل.
 

الأمير مقرن بن عبدالعزيز:

ينظر المحللون بعين الريبة إلى وضع ولي العهد الحالي الأمير مقرن بن عبدالله في ظل عدم تمتعه برضاء الأمراء النافذين في السلطة الجديدة في المملكة، ويتوقع أن يكون الأمير “مقرن” محل جدل خلال الفترة القادمة، ويبقى مصير الأمير أحمد بن عبدالعزيز معلقًا،إما بخلافة “مقرن” حال جرى استبعاده لأي سبب، أو أن تكون هناك تفاهمات ما قد جرت بين “السديرين” لإبعاده لصالح الأمير الشاب محمد بن نايف.
 

 

ويصنف “مقرن” أنه ضمن الجناح الموالي للملك عبدالله مما لا يجعله مقبولاً بشكل كبير لدي “السديرين”، إضافةً إلى تدني نسبه بالنسبة إليهم.

 

قال المغرد السعودي “مجتهد” :”أن خبر إعلان الأمير سلمان بن عبدالعزيز ملكًا للملكة العربية السعودية، والأمير مقرن بن عبدالعزيز وليًا للعهد تم بثه إلى الإعلام عبر مجموعة الأزمات التي تدير الديوان الملكي السعودي.”
 

الأمير متعب بن عبدالله:

قائد الحرس الوطني ونجل الملك الراحل، تم تعيينه كنائب رئيس للحرس الوطني في عهد الملك فهد قبل أن يعين رئيسًا للحرس مع وصول والده إلى السلطة، أما القفزة الكبرى فكانت في عام 2013 حين تقرر تحويل الحرس الوطني إلى وزارة كاملة، لتكون بذلك المرة الأولى التي لا يكون فيها رئيس الحرس الوطني وليًا للعهد، وتوسع نفوذ الحرس الوطني وقدراته ومهامه في عهد متعب حتى صار أشبه بكونه وزارة جديدة للدفاع.
 

 

حاول الأمير “متعب” توطيد نفوذه لدى الغرب وخصوصًا الولايات المتحدة لتعزيز حظوظه في الوصول للسلطة، توالت زيارات “متعب” للولايات المتحدة وأوروبا، كُتبت في حقه عدد من المقالات الترويجية في الصحف الأمريكية، آخرها مقال للكاتب “روب سبحاني” في جريدة واشنطن تايمز يطالب فيه إدارة الرئيس أوباما بتعزيز صلاتها “بمتعب” بوصفه الأكثر حظًا في حكم المملكة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023