حالة من الصمت الطويل تسيطر على منظمات المجتمع المدني وهيئات حقوق الإنسان في مصر، ففي الوقت التي تنتهك فيه حقوق الإنسان لا يُسمع لهم صوتـًا يدين أو يشجب أو يستنكر، وكأن لسان حالهم "سمعنا وأطعنا لقائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي".
فالبرغم من أن المنظمات الحقوقية الدولية تعمل لمراقبة الوضع عن كثب في مصر لإظهار حالات الانتهاك التي تتم بحق المتظاهرين خلال المسيرات الرافضة للنظام العسكري، وتقوم بتوثيقها، تجد على النقيض حالة من الثبات العميق تسيطر على أغلب المنظمات الحقوقية في مقدمتها المجلس القومي لحقوق الإنسان والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان وعدد أخر من المنظمات، كان أخر عهدهم بحقوق الإنسان في عهد الرئيس محمد مرسي، أم الآن فلا صوت لهم.
فقد أصدرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" اليوم تقريرا أدانت فيه أعمال القتل والقمع التي مارستها سلطات الانقلاب تجاه المتظاهرين في الذكرى الرابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير، وقالت في بيان لها:" منذ وصول وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي للسلطة في انقلاب عسكري يوم 3 يوليو والذي أطاح بالرئيس السابق محمد مرسي ، قامت القوات الأمنية المصرية بعمليات قتل على نطاق واسع وقتلت أكثر من 1000 متظاهر مصري ..معظم من قتلوا هم من مؤيدي مرسي أو معارضين للانقلاب يوم 14 أغسطس 2013 في أسوأ قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث.
بينما لم يدين المجلس القومي لحقوق الإنسان أو أي منظمة حقوقية محلية في مصر أعمال القتل العمد للمتظاهرين، وهو ما فسره مراقبون بأنه بمثابة اشتراك في الجريمة بالصمت عليها، ولسان حالهم " اعمل نفسك ميت".
من جانبه، أدان الناشط الحقوقي مصطفي عزب، صمت المنظمات الحقوقية في مصر على جرائم القتل العمد التي تتم تحت مرأي ومسمع من الجميع.
وقال عزب في تصريح لـ" رصد":" إن الكثير من المنظمات الحقوقية في مصر تعتبر شريكة أيضا في هذه الجرائم حيث انبرت هي الأخرى للدفاع عن النظام بشيطنة المتظاهرين متهمة إياهم بأنهم إرهابيين في انتهاك جسيم للقانون ولميثاق الشرف الإنساني الذي يحكم عمل هذه المنظمات".
يشار إلى أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أكدت على حق المواطنين المصريين بالتظاهر السلمي وحقهم في حرية الرأي والتعبير في ظل حقهم المقدس في الحياة وتدعو كل القوى الحيه في المجتمع المصري للتصدي لهذا النظام الذي سحق كل هذه الحقوق.
وقالت في بيان لها وصل نسخة منه لـ"رصد" أن الشعب المصري مجرد رهينة لدى نظام دموي يمارس ما تمارسه التنظيمات الإرهابية من خطف وقتل واعتداء على ممتلكات الناس.
وأعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا عن استهجانها لموقف المجتمع الدولي من هذه الجرائم الذي اتسم بالعمى والصمت والنفاق على الرغم من أن أخبار عمليات القتل ملأت الدنيا وهو غير الموقف الذي اتخذ من تنظيمات خطفت وقتلت رهائن.
كما دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أمين عام الأمم المتحدة وصناع القرار في العالم إلى رفع الغطاء عن هذا النظام الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي الذي يقود البلاد نحو حرب أهلية داعيةً إلى تشكيل لجنة تحقيق في كل المجازر التي ارتكبها النظام ومحاسبة المسؤولين عنها.
