تشهد محافظات الصعيد وعلي رأسها محافظة قنا في هذه الشهور موسم حصاد قصب السكر، والذي يعتبر المحصول الرئيسي والأساسي لغالبية العمالة الزراعية بالمحافظة، حيث تأتي قنا علي رأس المحافظات انتاجاًلهذا المحصول.
يبدأ موسم الحصاد في يناير من العام الجاري ويستمر حتي شهر يونيه من نفس العام.
ويشهد موسم الحصاد لهذا العام عدة تحديات للفلاح أبرزعها ارتفاع أجر العامل اليومي من 50 جنية إلي 60 جنيه حيث يقول شريف صالح ” مزارع بمركز فرشوط ” : بعد ما يومية النفر رفعت كدة أنا بقيت بجيب في اليوم 4 أنفار بدل 5 لأن كدة هاتبقي خسارة عليا والأسعار مولعة لوحدها والزيادة فوق طاقتنا”.
وعلي نفس الصعيد قال سيد الفرشوطي ” عامل يومية ” أن هذه الزيادة شهدتها كل المحافظة وذلك بسبب ارتفاع الأسعار في كل السلع ما يوجب رفع اليومية لمواكبة التغيرالحادث في الأسعار.
فيما لم تتأثر العمالة فقط بارتفاع الأسعار فقد ارتفعت أيضاً تكلفة النقل بعد الزيادة في سعر الوقود ، حيث يؤكد محمود الهواري ” مزارع بمركز نجع حمادي ” أن نقلة الطن في المقطورة أصبحت بـ 15 و20 جنية بعد ما كانت بـ 10 جنية وهذه أزمة أخرى تقلل من ربحية المحصول.
يذكر أنه وبعد انتهاء الفلاحين من حصاد محصول القصب يقومون بتوريده إما إلي شركات السكر أو إلي عصارات القصب حسب التعهدات.
فبالنسبة للمزارعين الموردين لشركات السكر فإنهم لا يحصلون علي مستحقاتهم دفعة واحدة حيث يتسلمون جزءا منها عند التوريد والباقي في شهر يوليو.
حيث أكد عاطف خطاب ” مزارع بمدينة نجع حمادي ” أن شركة السكر قد أخطرتهم بتسلم نصف المستحقات عند التوريد والنصف الأخر في يوليو من العام الجاري وأضاف قائلاً ان الشركة كل سنة بظروفها مرة تدينا 70% والباقي في الاخر ومرة 80% والمرة دي 50% وربنا يعدلها علي حد وصفه.
أما في حالة المزارعين الموردين لعصارات القصب فيشهد سوق العسل الأسود انخفاضاً حاداً حيث انخفض سعر القنطار من بين 170 و 175 إلي 140 جنيه وقال حسن عبده ” مالك عصارة ” أن السوق كثيراً ما يشهد مثل هذه التقلبات وبناء عليه فإن هذا الانخفاض سينعكس علي الفلاح أولاً حيث ستشتري منه العصارة بثمن أقل أما بالنسبة لأصحاب العصارات فإنهم يلجأون في حالة انخفاض سعر العسل إلي تخزينه وعدم طرحه في السوق لكي تقل الكمية المعروضة وبالتالي يرتفع ثمنه ليتم بعدها طرح ما تم تخزينه إلي السوق مرة أخرى.
هذا هو حال المحاصيل الزراعية لم يختلف عنها محصول القصب كثيرًا بعدما كان لا يتأثر بموجة الركود الزراعية ولكن هذا العام الأمر مختلف تمامًا في ظل حالة الركود الاقتصادي التي تعاني منها البلاد وانخفاض حركة البيع والشراء ما أثر على المنظومة ككل وأولها بالطبع الفلاح الذي تركته الدولة ليواجه مصيره في ظل تقلبات سياسية تسأل عنها السلطة الحالية.