شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الملوك الأكثر جنونا على مر التاريخ

الملوك الأكثر جنونا على مر التاريخ
قديمًا كان الناس يلجؤون لعزل المريض العقلي باعتباره مجنونًا، ويترك في هذه الحالة حتى ينتهي أجله في ظروف يرثى لها. ولكن ماذا سيحدث لو قدر لهذا الشخص "المجنون" أن يصبح ملكًا على بلد من البلاد؟!

منذ مدة ليست ببعيدة، لم يكن عند البشر الإدراك، حول المريض العقلي، فمجرد وجود شخص مريض عقليًا في أي أسرة، يكفي لجلب الخجل والإحراج لها، لذا كان الناس يلجؤون لعزل المريض العقلي باعتباره مجنونًا، ويترك في هذه الحالة حتى ينتهي أجله في ظروف يرثى لها. ولكن ماذا سيحدث لو قدر لهذا الشخص “المجنون” أن يصبح ملكًا على بلد من البلاد؟!

اعتادت الشعوب قديمًا -وخاصة في الامبراطوريات والممالك- عدم التشكيك في الملوك، وكأن هذا الملك جاء عبر اختيارٍ من الله، فحتى وإن أقر الطبيب الخاص له بأن قواه العقلية لا تؤهله لحكم البلاد، وكانت البلاد في حالة من التدهور الذي يحتاج لرجلٍ واعٍ، فلا يمكن التشكيك في سلطة الملك أو عزله.

كل هذا سمح لكتب التاريخ بأن تكتظ بسير الملوك المجانين، والتي يمكن لأي شخص طبيعي أن يرى جنونهم الواضح من خلال تصرفاتهم، في حين كان من بينهم أسماءً لمعت في تاريخ البلاد التي حكمتها، ونعرض لكم اليوم بعضًا من أكثر الملوك جنونًا في التاريخ:

الملك جورج الثالث – إنجلترا:

حكم جورج الثالث بريطانيا العظمى من 25 أكتوبر 1760، حتى وفاته في عام 1820، كانت فترة حكمه أطول من أي ملك سبقه، وتميّزت بسلسلة من الصراعات العسكرية التي خاضتها مملكته، ما أدى لخسارة بريطانيا العديد من المستعمرات التابعة لها.

عانى جورج الثالث في أواخر حياته من اضطراب نفسي متكرر، أصبح مزمنًا في نهاية المطاف. تحيّر الأطباء حينها في حالته، حتى أصبح ابنه الأكبر جورج وصيًا عليه عام 1810.

وعلى الرغم من وجود بوادر تحسن في صحته في مايو 1811، إلا أنه أصبح مجنونًا تمامًا في نهاية العام نفسه، حيث أصبح يعاني من الخرف، حتى أنه عجز عن فهم أنه أصبح ملكًا على هانوفر في عام 1814، ولم  يدرك وفاة زوجته عام 1818، استمرت حالته العقلية في التدهور حتى أنه تكلم كلامًا فارغًا لمدة 58 ساعة بلا توقف في عيد الميلاد المجيد عام 1819.

تشارلز السادس – فرنسا:

على الرغم من أن أفراد شعبه كانوا يسمونه بينهم بـ”تشارلز المجنون”، إلا أن الملك تشارلز السادس حكم فرنسا طيلة 42 عامًا (منذ العام 1380 إلى 1422)، وكانت طبيعيًا للغاية في بداية حُكمه، ولكن بعد مرور عدة سنوات بدأت أعراض نفسية غريبة في الظهور عليه، مثل نسيانه لاسمه. ونسيانه أنه ملك فرنسا، حتى أنه لم يعد يتعرف على زوجته أو أولاده على الإطلاق، ويعتبرهم غرباء عنه لم يسبق أن رآهم أبدًا!

وفي العام 1405 أصيب بحالة أكثر غرابة، حيث امتنع الملك عن الاستحمام وتغيير ملابسه لمدة 5 شهور متواصلة، وبدأ يتبنى نظريات مضحكة، مثل اعتقاده أن جسده مصنوع من الزجاج؛ لذلك كان يرفض تمامًا أن يحاول أي أحد مجرد الاقتراب منه أو لمسه، ودائمًا ما كان يرتدي درعًا حديديًا، حتى لا يتهشم جسده الزجاجي .

جستين الثاني – بيزنطة:

حكم بيزنطة منذ 565 حتى 578، خلفًا لعمه، جستينيان الأول، نظرا لعجز ميزانية الدولة حينها، توقف جستين عن رشوة الأعداء المحتملين للدولة، كما كان عمه يفعل مع القبائل التي تقطن حدود الدولة مقابل كف آذاها، ما أدى إلى غزو قبائل اللومبارد لإيطاليا، وفي غضون سنوات قليلة تملكوا كثير من الأراضي الإيطالية.

ولكن عقل جستين المريض لم يستوعب الدرس، ففي سنة 572 م رفض دفع الجزية السنوية للفرس ما أدى إلى اجتياح الفرس لسوريا، ما تسبب في تدهور صحته العقلية، فقد حاول إلقاء نفسه من نافذة بالقصر، كما كان دائم الصراخ؛ فضلاً عن كونه اعتاد “عض” من يقابله من خواصه خلال تجوله عبر طرقات القصر محمولاً على عرشٍ ذو عجلات. وتحكي بعض الروايات أن الأمر تتطور حتى أنه التهم اثنين منهم بالفعل.

إبراهيم الأول – الدولة العثمانية

جلس السلطان على العرش بعد وفاة أخيه عام 1640 واستمر في منصبه حتى وفاته عام 1648، عاش معظم حياته سجينًا، إلى أن وصل اختلاله العقلي أعلى درجاته، حتى إنه عند إخراجه من القفص ليجلس على العرش، رفض مغادرة القفص، خوفًا من أن يقتله أخوه؛ ولم يخرج حتى جيء له بجثمان أخيه “مراد” أمام عينيه.

يحكى عن “إبراهيم” أنه كان مهووسًا بالنساء، حيث كان ينفق الكثير على جواريه، ويهديهن العقارات، حتى أنه جعلهن في مكانةٍ أعلى من مكانة أخواته، حتى تأثر بنوبة من الجنون في إحدى الليالي؛ فأمر بوضع جميع جواريه في أكياس ومن ثم إغراقهن في البحر ولم تنجُ من الغرق إلا جارية واحدة.

كاليجولا – الامبراطورية الرومانية

كان ثالث امبراطور روماني، حكم في الفترة ما بين عامي 37 حتى اغتياله عام 41 ميلادية، كان نموذجًا للشر والجنون؛ حيث كان يتفنن في إغاظة الشعوب التي تحكمها روما، ويكفي أن نذكر في هذا الصدد أنه قام ببناء تماثيل عملاقة له في الهيكل بمدينة أورشليم ليستفز مشاعر اليهود.

كثرت الحكايات حول جنونه، لدرجة أنه ألبس حصانه أزهى الثياب وسمح له بتناول العشاء على مائدة الإمبراطور، وحاول أن يجعل حصانه المحبوب عضوًا في مجلس الشيوخ.

ومن أشهر حكايات جنونه، أنه ارتدى درع الإسكندر الأكبر وبنى سفينتين حربيتين، وأقنع جيشه بأن يتقدم لاجتياح بريطانيا، ولكن قبل أن يهجم الجيش أمرهم بالتوقف وجمع صدف البحر وأطلق عليها غنائم المحيط المحتل ثم أمر الجيش بالعودة إلى الوطن.

الملك فاروق – مصر:

الملك فاروق كان آخر ملوك المملكة المصرية، وآخر من حكم مصر من أسرة محمد علي، استمر حكمه مدة ستة عشر سنة إلى أن أطاح به تنظيم الضباط الأحرار في ثورة 23 يوليو.

كثرت الأقاويل حول جنون هذا الملك، وكان أشهرها هي قيادته للسيارات الحمراء فقط، في حين منع أي شخص آخر من امتلاك سيارة حمراء، وأنه كان يطلق الرصاص على إطارات السيارات التي تحاول تجاوزه في الطريق.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023