لا يزال ملف سد النهضة الإثيوبي شاهد على استمرار فشل الإدارة المصرية، بعد عجز قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بخلفيته المخابراتية ودعم الدولة العميقة عن حل منجز للمعضلة، واستمرار الإثيوبيين في بناء السد.
وما زاد الأمر تعقيدًا التزام السودان الصمت المحايد تجاه الأزمة، فيما تبدو الدبلوماسية المصرية متعثرة في التعامل مع هذا الملف، حتى الخطوات التي يعلن عنها كل فترة في سياق حدوث اختراقات في هذا الملف، تبقى مبهمة دون مزيد من التفاصيل. فهل باءت المحادثات حول هذا الملف بالفشل، أم أن الضوء في نهاية النفق قد اقترب؟
السطور التالية تستعرض أبرز ما أوردته وسائل الإعلام الأجنبية في هذا الصدد.
قال موقع "المونيتور" الأمريكي "إن مصر وإثيوبيا والسودان توصلوا في بداية الشهر الجاري إلى توافق مبدئي على وثيقة سياسيّة وفنيّة، قال عنها وزير الري المصري "إنها خطوة إيجابية تليها خطوات أخرى. لكن لا تزال هناك حالة من القلق لدى مصر حيال إيجاد حل دبلوماسي, مع تغير السياسة المصرية في التعامل مع سد النهضة، والتراجع عن التصعيد الدولي والتوجّه نحو المصالحة، وفي المقابل تؤكد إثيوبيا باستمرار أنّ سد النهضة مشروع إثيوبي، وأنها لا تسعى إلى الشراكة مع مصر".
وتحت عنوان "مصر وأفريقيا.. بحثا عن النيل" ذكرت مجلة "الإيكونومست" البريطانية " أن جيران مصر مصدر ازعاج لها بسبب الخلافات حول استخدامهم لنهر النيل، حتى وصل الأمر إلى الحديث عن حروب مع تدشين أثيوبيا لسدها الخاص"، موضحة أن "الاتفاق المبدئي الذي وقع مع إثيوبيا بشأن تقاسم مياه النيل قد يخفف التوترات إلا أن إتمام هذه الصفقة يعتمد على التفاصيل، مثل كمية المياه التي ستصل لمصر، وتقاسم الكهرباء".
أشارت صحيفة "ديلي تايمز" الباكستانية" إلى الاتفاق المبدئي قائلة: "بعد ثلاثة أيام من المحادثات المغلقة، توصلت السودان ومصر وإثيوبيا إلى اتفاق بشأن تقاسم مياه النيل وسد النهضة.
ونقلت عن علي كرتي وزير الخارجية السوداني تأكيده أن الاتفاق بين دول حوض النيل حول سد النهضة يُمثل صفحة جديدة من التعاون بين الدول الثلاثة، مضيفا "من المتوقع أن يعزز الاتفاق التواصل".
وقالت صحيفة "ذاناشيونال"الإماراتية (الصادرة باللغة الانجليزية): "في ظل خوف مصر أن يؤثر مشروع سد النهضة الإثيوبي على حصتها من مياه نهر النيل، توصلت الدول الثلاثة، مصر والسودان وأثيوبيا، إلى اتفاق لم يتضح بعد أي تفاصيل عنه، لكن وزير الخارجية المصري قال إنه أجاب على المخاوف المصرية".
بينما أوضح موقع "للدراسات البيئية" تابع لجامعة ييل الأمريكية" أن التفاصيل لم يتم الإعلان عنها، في حين أن المحللين المشاركين في المفاوضات أشاروا إلى أن صفقات الأراضي السرية لمشاريع الري في السودان قد تخرب الاتفاق الجديد".
ونقل موقع المونيتور الأمريكي عن عادل نبهان، الباحث في ملف حوض النيل، قوله "لا تزال المفاوضات تظهر الفشل المتواصل للإدارة المصرية الخاصة بهذا الملف، خاصة في عدم التوصّل إلى حل سريع مع استمرار الإنشاءات في موقع السد، من دون التزام من الإدارة الإثيوبيّة بالتوقف المرحلي، إلى حين ورود تقارير اللجان والتأكد من نتائج الدراسات الخاصة بتأثيرات السد على دولتي المصب".
