شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حازم حسني: اتفاق سد النهضة تمهيد لتنازلات أكبر

حازم حسني: اتفاق سد النهضة تمهيد لتنازلات أكبر
أكد حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن توقيع اتفاقية سد النهضة تنازل مصري...

أكد حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن توقيع اتفاقية سد النهضة تنازل مصري يمهد لمزيد من التنازلات الأكبر والأضخم.

 

وتحت عنوان: "الخطر الحقيقي الذى لا يراه الغافلون"، دوّن عدة ملاحظات حول الاتفاقية، عبر الفيس بوك، أولها يرى من خلالها "أن نفس هذا النظام الذى يتذرع بحجة الأمر الواقع على الأرض، باستدعائه حالة الانفصال عن الواقع الأفريقي التي دشنها مبارك منذ 1995، هو نفسه النظام الذى يعامل مبارك باعتباره بطلاً رغم كل ما تركه وراءه من خراب، وهو نفس النظام الذي يترك أذنابه في الإعلام يصفون يناير بأنها كانت مؤامرة".

 

وقال: "من الواضح الآن، وبعد أن وصلنا لما وصلنا إليه، من الذى كان يتآمر – بعلم أو بجهل – على الدولة المصرية، ومن الذي حاول وضع حد لهذه المؤامرة حتى وإن لم تكن محاولته قد نجحت بعد".

 

وأضاف في الملاحظة الثانية: "نفس هذا النظام هو الذي يشيع أن إثيوبيا بدأت فى بناء السد مستغلة فترة الاضطراب التي أعقبت ثورة يناير، في محاولة ساذجة منه لتحميل الثورة على مبارك مسؤولية الأوضاع التي وصلنا إليها، وكأن الثورة هي التي أدارت البلاد بعد 11 فبراير، وكأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليس مسؤولاً عن "الألعاب البهلوانية" التي لجأ إليها، ولا عن إغفاله التحديات الاستراتيجية والوجودية التي تواجه إعادة البناء، وانشغاله بلعب دور سياسي لايملك أدواته الحركية والمعرفية، مما دفعه للدخول فى تحالفات سياسية مشبوهة، وصرفه عن أداء الدور المطلوب من القوات المسلحة فى حماية الأمن القومى المصري".

 

وتابع: ثالثا.. الحديث عن مؤتمر مرسي بشأن السد، وعن مسؤولية نظام الإخوان عما وصلنا إليه، يتغافل عن حقيقة أنها جزء من مسؤولية المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومحاولاته المفضوحة للإبقاء الساذج على مصالح وامتيازات علت قيمتها فوق قيمة المصالح العليا للبلاد"، متسائلًا عما إذا كانت المخابرات الحربية في ذلك الوقت قد رصدت "بكفاءة" عناصر الخطر الجيوستراتيجي وأبلغته للمجلس، أم أنها تماهت مع اللعبة السياسية الداخلية ومع تحالفاتها المشبوهة التى تفرغ لها قادة الجيش وقتها.

 

وفي الملاحظة الرابعة كتب حسني: "قد أتفهم ما كتبه الصديق د. عمار على حسن عما ننتظره من قواتنا المسلحة إذا ما وصلنا يوماً لمواجهة تحديات وجودية، نأمل ألا نصل إليها فى يوم من الأيام، لكننى أضيف أن ما هو منتظر من الجيش، غير خيار الحرب التى لا تتخذ دولة قرارها بكل هذا الاستخفاف، هو الدور الرمزى قبل الدور الميداني، والشئ المؤكد هو حدوث تشوهات في أداء الجيش لدوره الرمزي هذا نتيجة إنهاكه في مهام تجرح بقسوة صورته الذهنية، من مشروع جهاز معالجة الأمراض الفيروسية إلى مشروع حفر تفريعة للقناة إلى استغراق في أداء أدوار يريدها منه رئيس يستعيض عن النهوض بالقطاع المدني للدولة بإنهاك قطاعها العسكري بحجة أنه قادر على كل شئ"، مشيرا إلى أن "هذه السياسات أفقدت الجيش تدريجياً اعتباره وهيبته، ولا عجب بعد هذا أن يستخف به الآخرون".

 

واستطرد: "إذا ما بقيت مصر تستجيب لضغوط الأمر الواقع، دون محاولة "جادة" لتغيير شروط وملامح هذا الأمر الواقع، فسننتقل تدريجياً من تنازل إلى تنازل، وسنفقد تدريجياً إحساسنا لا بضرورة الارتفاع فحسب وإنما بمعنى الارتفاع نفسه.. هذا هو الخطر الحقيقي الذي لا يريد أن يراه الغافلون".

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023