يحتفل العالم كل على طريقته فيما بات يطلق عليه يوم المرأة العالمي، في الوقت الذي تنشغل فيه نساء فلسطين بهموم وأجندات مختلفة، خاصة وأن المرأة الفلسطينية شكَّلت أحد ركائز العطاء طيلة مسيرتها ونضالها من أجل الحرية.
وفي هذا العام كان ليوم المرأة في جنين مذاقخاص؛ إذ اختلفت طبيعة الاحتفالات والفعاليات عما كانت تتم عليه في كل عام لتتركز في مكان واحد هو بلدة برقين، مسقط رأس الأسيرة هناء الشلبي التي تخوض إضرابًا عن الطعام منذ 23 يومًا. 

وقالت والدة هناء الشلبي بهذه المناسبة: "أتمنى أن يلتفت العالم لمعاناة المرأة الفلسطينية والظلم الذي يقع بحقها؛ فهناء أصبحت نموذجا للمرأة الفلسطينية التي ترفض الظلم وتتحداه. 

وأشارت إلى أنها فخورة بابنتها، وأن هناء علمتها الإرادة والتحدي من خلال إضرابها الأخير، وهي تدعمها وتؤمن برسالتها التي خاضت من أجلها الإضراب. 

وتابعت الناشطة في قطاع المرأة في جنين تمام قناوي "إن هناء أعطت زخمًا ومعنى ليوم المرأة هذا العام، ونحن نظمنا مسيرة الثامن من آذار في خيمة الاعتصام مقابل منزل الأسيرة هناء لكي نرسل رسالة للعالم حول ما تعانيه المرأة الفلسطينية من ظلم وتمييز متعدد الأوجه. 

محاولات التأقلم بعد الحرية

بدورها، قالت الأسيرة المحررة قاهرة السعدي في مخيم جنين عن يوم المرأة "إن معاناة المرأة الأسيرة لا توصف خاصة إذا كانت أم؛ لقد كنت أعاني في كل يوم طوال سنوات سجني وأنا أتخيل أبنائي بعيدين عني خاصة وأنهم قضوا أول سنتين من إعتقال وزوجي في الملاجئ"، كما ذكرت وكالة صفا الفلسطينية.
وأكدت قائله "بعد أربعة أشهر من الإفراج عني، ما زلت إلى اليوم أحاول أن أتأقلم مع الحياة في كنف الحرية، ولكني أشعر أن الحياة كلها اختلفت عما كانت عليه قبل الاعتقال".

وأضافت "أبنائي الأربعة أصبحوا في سن الشباب، وأنا أبذل جهودا جبارة من أجل أن أكسر الحواجز معهم، فقد تركتهم أطفالا صغارا وتوقفت ذاكرتي عند ذلك، وهم اليوم شباب وأنا أكيف نفسي على ذلك ولكن إلى اليوم ما زلت أعاني في محاولة جسر الهوة معهم". 

وقالت "رسالتي في يوم المرأة لكل أحرار العالم أن يلتفتوا إلى معاناة المرأة الفلسطينية، وأذكر الجميع أنه ما زال هناك أسيرات في سجون الاحتلال يجب العمل على إطلاق سراحهن". 

أم العبد: للحرية ثمن

وتستقبل أسماء أبو الهيجاء زوجة الشيخ الأسير جمال أبو الهيجاء في مخيم جنين يوم المرأة بزوج وولدين خلف القضبان، فقالت: "هذه ضريبة الحرية ونحن صابرات محتسبات ونؤمن بقضايانا الوطنية". 

وأضافت "كنت في السجن أنا وزوجي وابني في نفس الفترة، وكان لزاما على ابنتي أن تقوم بدور الأم لإخوتها الصغار في الوقت الذي كانت تدرس فيه التوجيهي ونجحت رغم ذلك ودرست المحاماة من شدة ما لاقته من قهر وظلم، كما أنها تعرضت للاعتقال بعد ذلك". 

وأستكملت حديثها قائلة "المرأة كانت إلى جانب الرجل على الدوام في مقاومته للاحتلال وفي تحمل تبعات ذلك؛ وأنا أطالب نساء العالم بأن يتعرفن على معاناتنا في مثل هذه المناسبات خاصة في ظل حملة التشويه التي تروج لها سلطات الاحتلال في العالم عن صورة المرأة الفلسطينية".