عودة عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان في تشكيلة ما قبل الانقلاب العسكري د. محمود غزلان إلي الواجهة مرة أخرى لم تكن مفاجئة بالنسبة لي، حتى ما ذكره من حديثه عن ثوابت الجماعة لم يكن مفاجيء لي على الإطلاق فهكذا علمناه وقطاعات واسعة من القيادات الوسيطة.
كلامي هنا ليس ردا على كلام د. محمود فله كل التقدير والاحترام على نضاله السابق في عهد مبارك والذي سجن على إثر ذلك عشرات المرات، وقبل نضاله هو نضال أخويّ الشابين العزيزين الأبطال أنس ويحي غزلان نجلا د. محمود، ولكن حديثي هنا عن مسؤول إداري “سابق” بمكتب الإرشاد، وعن قيادة حالية كلاهما لهما كل التقدير وكلاهما لم يعبرا بشكل حقيقي عن شباب الجماعة المناضل.
عزيزيّ “المكتب القديم” و “المكتب القائم”، كلاكما لم تكونا على قدر المرحلة التاريخية التي تمر بها الأمة، والحديث الجاري عن ثوابت فصّلها د.غزلان في مقاله الأخير وهي ضرورة العمل الجماعي، التربية منهجنا في التغيير ، السلمية ونبذ العنف سبيلنا، الالتزام بالشورى ورفض الاستبداد والفردية سواء داخل الجماعة أو خارجها، رفض تكفير المسلمين، هي محض لي لعنق الثورة التي تسير في طريقها نحو المسار الذي تأخرنا فيه كثيرا.
عزيزي د. غزلان، نحن لا نكفر أحدا ونحب الخير للجميع ولا نواجه الشعب الذي يحوي قطاعا إنسانيا معتبرا، نحن الشباب الذي نزل في التحرير ومحمد محمود والعباسية ومجلس الوزراء، وعليك أن تراجع تصريحاتك التي قيلت عن الشهداء والدية والقوى السياسية قبل أن تراجع غضبتنا التي لن نوقفها ضد العسكر وسلطته ومجموعاته، وأيضا يا د. محمود نحن مع العمل الجماعي ونرفض الاستبداد وعليك أن تراجع أسلوب إدراتكم في السابق لتكتشف من خالف الثوابت.
عزيزي د. محمود، الإدارة الحالية قطاع منها لايزال يسير على نفس خطواتكم ولكن التغيير الذي ينمو داخل الجماعة أكبر من أن يوقفه أحد لا الإدارة الحالية أو القديمة.
عزيزي د. محمود، إن محاولات البعض بتقسيم الجماعة إلى كيانات داخل وخارج مصر ستبوء بالفشل “وظننا فيك وإخوانك أنك على العهد والميثاق”، ونؤكد أن الثورة التي في الشوارع الآن والدم الذي سال تجاوز معنى السلمية “المنبطحة”، وإن ما تشهده مصر ضد مقدراتها وتاريخها ونضالها وديمقراطيتها احتلال كامل وأن المقاومة النبيلة ضد سلطة تقتل وتغتصب وتعتقل وتعذب لن يوقفها أحد “مرة أخرى لن يوقفها أحد”.
وعزيزتي “القيادة الحالية” لاتظن أن الشباب راض كمال الرضا عن أسلوب إدارتك “المرتعشة” في اتخاذ قرارات حاسمة لإنجاح ثورتنا وتحرير الشعب المصري، ولكن الشباب الطاهر الذي يعمل الآن ويموت منه يوميا في السجون والشوارع العشرات وقبلهم في ميادين الحرية، إن هذا الشباب لا يريد أن يشق الصف، وسيكمل مسار التغيير داخل التنظيم، ونؤكد أننا لن نسمح أن نكون جسرا تقدم الثورة من خلاله على طبق من فضة للسلطة العسكرية المجرمة بانقسام أو أعمال متهورة غير محسوبة.
ونؤكد أن ميثاقنا معكم “الثورة مستمرة” وإن تخاذلتم في يوم من الأيام كما يريد البعض الآن فإننا في حينها حل سنكون منكم، وسيختار من بيننا قيادة مؤمنة مثقفة مجاهدة تعرف السياسة والمقاومة وحب الخير للوطن منتمية لدعوة الإسلام والإخوان بصدق وعمق يجعلها تواصل النضال والجهاد دون رغبة في مناصب أو امتيازات سوى “ازدهار مصر والأمة والجنة”.