بعد ما يقرب من 500 يوم من الإضراب المتواصل للناشط محمد سلطان – نجل الداعية صلاح سلطان، خرج “سلطان” من السجون المصرية، متجهاً إلى الولايات المتحدة، حسب بيان لأسرته ، والذي قالت فيه أن السلطات الامريكية نجحت أخيرا في تأمين رحيل سلطان إليهم، وأن الفترة القادمة ستكون لتلقيه العلاج واسترداد صحته التي تدهورت بشدة.
وعقب خبر الإفراج عن “سلطان”، دُشن هاشتاج جديد باسم “سلطان_انتصر” ،شارك فيه عدد من النشطاء على خبر الإفراج عن سلطان، فقال خالد أبو شادي خلال تدوينته، “ذهبت مرارة الأسر، وبقيت حلاوة الأجر، ولاحت بوارق النصر. وهل النصر إلا في ثباتك على مبدئك ولو كنت وحدك!”.
وعلق د. محمد الصغير، في تدوينته عن خبر الافرجا عن محمد سلطان، داعيا أن يفك الله كرب والده.
وقال حمزة نمرة، في تدوينة له، “محمد سلطان الجدع انتصر.. الحمد لله رب العالمين..عقبال الجدع عمر مالك وكل الجدعان المظاليم يارب”.
واعتقلت السلطات المصرية محمد سلطان، في اغسطس 2013، بعد مداهمة قوات الشرطة منزله، بحثاًعن والده، وتم استخراج أمر الاعتقال بعد القبض عليه بيومين ، واتهم وقتها بنشر أخبار مغلوطة لوسائل الإعلام ، وأدرج أسمه في قضية “غرفة عمليات رابعة”، وتم تجديد الحبس له عدة مرات.
أضرب محمد سلطان إضراباً كلياً عن الطعام، اعتراضاً على سوء المعاملة في السجن ، وتعرضه للتعذيب ، واستمرار تجديد الحبس له دون وجود ادلة واضحة .
تدهورت الحالة الصحية ل”سلطان” بسبب إضرابه عن الطعام ، وتم نقله إلى مستشفى المنيل الجامعي، حيث اوضحت التحاليل أنه وصل الى حالة صحية خطيرة ، وانخفض ضغطه إلى 80/30 والسكر 45 وارتفاع نسبة الاسيتون في عينة البول إلى +3.
حظيت قضية محمد سلطان باهتمام كبير داخليا وخارجيا، ونظمت خلال فترة اعتقاله حملات تضامنية عديدة، اعتراضا على محبسه، ومطالبة للافراج عنه ، فأمام نقابة الصحفيين، نُظمت وقفة صامتة، رفع المشاركين فيها صور المعتقلين المضربين عن الطعام.
كما خرجت مظاهرات، في مختلف البلدان العربية والاجنبية، تعريفا بقضيته وسط شعوبهم، مطالبين السلطات المصرية بالإفراج عن محمد سلطان.
دشن النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاج “الحرية لمحمد سلطان”، شارك فيه العديد من االشخصيات العامة في اكثر من دولة، وتصدر وقتها قائمة تويتر، وحاز على مشاركات ضخمة من رواد الفيس بوك.
وأعربت منظمة “الهيومين رايتس مونيتور” خلال فترة اعتقاله واضرابه، عن قلقلها الشديد على صحة سلطان، وطالبت السلطات المصرية بالالتزام بالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الموقعه عليه، وحمّلت السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن صحة وحياة محمد سلطان، كما طالبت القضاء المصري بسرعة الإفراج عن سلطان المحبوس احتياطيًا.
رفضت محكمة الجنايات بالقاهرة، التي تنظر قضية “سلطان”، العديد من الالتماسات من القنصلية الامريكية، الإفراج عن محمد سلطان، الذي يحمل الجنسية الأمريكية.
وفي الشهر الماضي، أصدرت محكمة الجنايات بالقاهرة، حكمًا بالسجن المؤبد على سلطان، بتهمة “إعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات جماعة الإخوان، بهدف مواجهة الدولة “، وعلقت وزارة الخارجية الأمريكية على الحكم بأنها تشعر بخيبه أمل تجاه الحكم الصادر بحقه ومعربة عن قلقها حيال وضعه الصحي، بحسب بيان الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، ماري هاف.