قال الكاتب محمد بازي، أستاذ الإعلام بجامعة نيويورك، إن الحملة القمعية التي تحدث الآن في مصر قد تؤدي إلى نتائج شبيهة بما حدث في الجزائر عام 1992 عندما ألغى الجيش نتائج الانتخابات.
وفي التقرير الذي نشره موقع الجزيرة الإنجليزية استهل الكاتب تحليله بتسليط الضوء على الأحداث التي تشهدها مصر، حيث حكم بالإعدام على الرئيس مرسي ومئة آخرين في محاكمة هزلية، وفي حالة تنفيذ الحكم فإن هذا سيحول مرسي إلى “شهيد في مصر”، ولكن النتائج المترتبة على هذا الحكم تتخطى شخص مرسي.
وأكد الكاتب أن مثل هذه الأحكام التي هي جزء من الحملة القمعية الموسعة ضد الإسلاميين تعطي رسالة خطيرة إلى الإسلاميين، وهو أن الطريق الوحيد لتحقيق نجاح سياسي هو العنف، حيث فشلت جميع التجارب السياسية للإخوان في مصر نتيجة لتحالف القوى المؤيدة للديكتاتورية والقوى العلمانية -التي غالبا ما تحقق نتائج سلبية في صناديق الاقتراع- ومنعتها من الوصول للحكم.
وأشار الكاتب إلى تأكيد جماعة الإخوان على أن الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو وما تبعه من إجراءات قمعية هو نتيجة لعدم احترام نتائج الانتخابات، وربط الكاتب بين هذا وما حدث في الجزائر عام 1992، عندما كانت جبهة الإنقاذ على وشك الفوز بالانتخابات، فتدخل الجيش وألغى النتيجة ونتجت عن ذلك حرب أهلية لمدة ثماني سنوات ومئة ألف قتيل.
وربط أستاذ الإعلام بين ما يحدث في مصر الآن وما حدث في الستينيات، فحملة القمع التي تشهدها مصر بقيادة قائد الانقلاب تعيد إلى الأذهان ما حدث في عام 1950 و1960، حيث قاد جمال عبد الناصر الحملة القمعية ضد الإخوان، وأدت إلى إعدام الكثير من أعضائها وسجن الآخر ومن نجا من السجن والإعدام عاش في المنفى.
وتابع الكاتب: أدى ذلك إلى ظهور سيد قطب أكثر المفكرين راديكالية -بحسب الكاتب- وهو الذي سجن وعذب في سجون عبد الناصر ألف خلالها كتابه الشهير “معالم على الطريق”.
وبعد تسع سنوات من التعذيب والسجن قام عبد الناصر بإعدامه، وقام تلاميذته بالانشقاق عن الإخوان وأسسوا الفصائل المسلحة التي ستشكل في ما بعد العمود الفقري لتنظيم القاعدة، بحسب الكاتب.
وعبر الكاتب عن قلقه العميق تجاه استمرار دعم الولايات المتحدة للنظام الحالي بالرغم من قدرتهم على التأثير من خلال المعونات العسكرية التي تقدر بـ1.3 مليار دولار.
وأكد أن الظروف الحالية وحملة القمع سوف تجعلان ادعاء النظام الحالي بأن كل الإسلاميين إرهابيون حقيقة واقعة، وسيضطر الإسلاميون الرافضون للعنف إلى حمل السلاح لحماية أنفسهم وللوصول إلى السلطة.
وختم الكاتب قائلاً “يجب على الولايات المتحدة والغرب اللذين طالما دافعا عن الديمقراطية أن يعملا جاهدين على أن لا ينهي النظام الديكتاتوي للسيسي المشاركة السياسية التاريخية للإسلاميين”.