أطلق عليه من وقع فيه معتقلًا بأنه السجن الذي أنشي، ليكون “مقبرة للإسلاميين”، ذلك السجن الذي شهد شتى أنواع التعذيب والتنكيل بالمعتقلين وخاصة الإسلاميين منهم، إنه سجن “طرة شديد الحراسة 992” والمعروف باسم “سجن العقرب”.
وصف معتقل مفرج عنه من سجن العقرب، بـ”المقبرة”، موضحًا أن “كرامة الانسان داخلة مهدرة، والتعذيب به متواصل، ولا يمكن تحمله نفسيا.. حتى الحيوانات لا تستطيع البقاء في مثل هذه الظروف”.
وأضاف لشبكة “رصد” الإخبارية، يوميا ما كنا نسمع صرخات السجناء، اثر تعذيبهم على أيدى من هم أنعدمو الانسانية، مؤكدًا أن الحياة بالسجن غير أدمية.
من جانبه يؤكد محمد مشالي، أحد المعتقلين المفرج عنه من سجن العقرب، أن المعتقلين قبل وصولهم إلى العقرب يذوقون ألواناً من العذاب في مباني أمن الدولة، كما يتم تحضير “استقبال” لهم في سجن العقرب، حيث يجردون من ملابسهم ويفتشون ويتم الاستيلاء على متعلقاتهم الشخصية، والاعتداء عليه بالضرب، وأحياناً يتم إطلاق الكلاب عليهم.
وأشار “مشالي” إلى أن السجن صُمم ليكون العنبران الأول والثاني يقعان في جانب واحد ويتصلان بمبنى أرضي، ويقع العنبران الثالث والرابع في جانب آخر، ولكل عنبرين عيادة خاصة بهما وقائد من أعلى رتبة في الشرطة والمباحث.
ويقبع بالعنبرين الأول والثالث معتقلون من تيارات سياسية مختلفة، ويضم العنبر الثاني القيادات السياسية المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية وغيرهما من التيارات، كما تم تخصيص العنبر الرابع (H4) للمحكوم عليهم بالإعدام وللمعتقلين لـ “دواعٍ أمنية” وكذلك به بعض الزنازين الخاصة بالتأديب، لافتاً إلى أن السجن به عدد من السجناء الجنائيين الذين يواجهون أحكاماً كبيرة ويقومون على خدمة السجن.
ولفت ” مشالي” إلى أن المعتقلين بسجن العقرب يقضون يومهم في غرف حبس انفرادية، تصل مساحتها إلى 3 أمتار مربعة، بابها خرساني أزرق اللون، به فتحة تهوية قُطرها عشرة سنتيمترات يُطلق عليها “النضارة”، وتُستخدم لإدخال الطعام للمعتقلين، موضحاً أنه ليصل المعتقل إلى غرفته عليه أن يمر من إحدى عشر بوابة خرسانية داخل العنبر، ويمر على طرقة بها بوابتين ولا توجد بها فتحات تهوية سوى فتحتين في السقف.
وذكر أن الغرفة صُممت لتتسع لشخص واحد فقط، وبها مكان مرتفع قليلاً عن الأرض للنوم، إلا أنها مع ازدياد أعداد المعتقلين في مصر مؤخراً تم تسكين ثلاثة أفراد في غرفة واحدة، في حين ظلت القيادات السياسية ومن ترى فيهم إدارة السجن “خطراً” في زنازين انفرادية.
وعن وجبات الطعام التي يقدمها السجن للمعتقلين، قال إن الطعام المُقدم رديء ولا يصلح للاستخدام، مضيفاً: “في التاسعة من صباح كل يوم يحصل المعتقل على وجبة الإفطار والتي تتكون من ثلاثة أرغفة من العيش، وكوب من الفول، وقطعة من الحلاوة الطحينية سيئة النوع، ويحصل المعتقل على علبة من الجبن وبيضتين مرتين في الأسبوع، وتشمل وجبة الغداء على كوبين من الأرز، وكوب من الخضار والباذنجان المسلوق في الماء”.
– عنبر الموت
أما عنبر الموت في سجن العقرب والذي يُطلق عليه “المقبرة”، فهو أشد عنابر العقرب تعذيباً وقسوة، حيث لا يوجد به تهوية وتقطع المياه عن المعتقلين به لأيام متواصلة، كما يخلو من شفاطات الهواء، وتُغلق الفتحات التي في الأبواب عليهم، ويخرجون للزيارات مرتدين بدلة الإعدام الحمراء.
كما تنعدم الخدمة الطبية في “العقرب”، إذ يُمنع صرف الأدوية عن أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة، وفي حال صرفها تكون بكمية أقل من الجرعة المطلوبة.
يذكر أن بناء سجن العقرب استغرق أكثر من عامين وتم افتتاحه عام 1993 على الطراز الألماني، في عهد وزير الداخلية الأسبق حسن الألفي، وبمساعدة وزير الداخلية بعهد نظام مبارك حبيب العادلي، والذي وصف فكرة إنشاء سجن شديد الحراسة في مصر بـ”الفكرة الخلاقة”؛ ليكون مقراً للتنكيل بالجماعات الإسلامية المسلحة، والتي شكلت خطراً على النظام المصري في تسعينات القرن الماضي.