شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لماذا يحاربون الإخوان؟؟

لماذا يحاربون الإخوان؟؟
هناك وجهتا نظر لسبب الصراع وأصل النزاع في هذه المنطقة، وكلا الطرفين لديهما من الشواهد والأسباب ما يبرر وجهة النظر التي يتبناها، وتتأكد لديه كل يوم!

-1-

هناك وجهتا نظر لسبب الصراع وأصل النزاع في هذه المنطقة، وكلا الطرفين لديهما من الشواهد والأسباب ما يبرر وجهة النظر التي يتبناها، وتتأكد لديه كل يوم!

1- فريق يرى أن أصل الصراع في المنطقة هو زرع كيان صهيوني احتلالي استيطاني كولينالي غريب عن نسيج المنطقة “إسرائيل”، في فلسطين المحتلة بالقوة المسلحة! وأن تحرير فلسطين هو الحل للصراع الدائر في المنطقة.

أنصار هذا الفريق يصطدمان بمشكلتين كبيرتين:

أ- أنهم يصطدمون بمصالح دول كبرى مرتبطة بوجود هذا الكيان، ولا سيما الولايات المحتلة.

ب- أنهم -بالمقاييس المادية البشرية البحتة- لا يملكون من الوسائل والأدوات ما يمكنهم من الحل وفق رؤيتهم “تحرير فلسطين”.

2- و فريق يرى أن الصراع الدائر في المنطقة سببه رفض حركة حماس في غزة وجماعة الإخوان المسلمين في مصر للقبول بالأمر الواقع الجديد المتمثل في وجود كيان احتلال صهويني في فلسطين المحتلة “إسرائيل”.

وأنصار هذا الفريق يرون أن القضاء على المقاومة في غزة وعلى جماعة الإخوان في مصر سيزيل آخر العقبات في المشروع المقاوم في المنطقة، وسينتج عنه دولة فلسطينية ممزقة منزوعة السلاح وبلا حدود دائمة على ما تبقى من أراضي فلسطين، وهي دولة لا تشكل أي خطر، ولا تحمل أي عداء، لجارتها “إسرائيل”.

كما يرى أن أنصار هذا الفريق أن جماعة الإخوان المسلمين -في مصر تحديدًا- تمثل جهاز المناعة في جسد الأمة، وأن إضعاف جهاز المناعة هذا سينتج عنه انتشار لفيروس التطبيع مع إسرائيل، ليس على المستوى الرسمي فقط -وقد بدأ يحدث بالفعل منذ 1979- لكن أيضًا على المستوى الشعبي، الذي بدأ يتأثر بالفعل بالإعلام المتصهين، الذي يمتدح إسرائيل ويهاجم المقاومة ليل نهار، بل ويعتبرها المسؤولة عن كل أزمة تعيشها مصر، بدء من أن سبب أزمة الطاقة في مصر تهريب الكهرباء إلى غزة (وهي كذبة انتشرت بشدة إبان حكم الرئيس مرسي) ومرورًا باتهامهم باقتحام السجون في 2011، وانتهاء بتحميل حماس وكل أهل قطاع غزة المسؤولية عن كل حادث يقع ضد الجيش في سيناء أو حتى في العاصمة!

لذا فأنصار هذا الفريق يرون -وهم محقون- أن الجماعات الأيديولوجية التي ترغب في إعادة الخلافة ومعاداة إسرائيل -وعلى رأسها جماعة الإخوان- هي العمود الفقري للطرف المعادي الذي يجب محاربته! لذلك تجدهم شرسين للغاية في حربهم ضد الإخوان من ناحية، ويشككون بقوة من الناحية الفكرية في شرعية -وجدوى- عودة الخلافة من ناحية أخرى! حتى وصل الأمر إلى إنكار الأحاديث الصحيحة التي تنص صراحة على ذلك!
(ومن هنا كان لا بد لهم من التشكيك في السنة)

***

-2-

الصراع بين هذين الفريقين قديم، وممتد لفترة من الزمان. وهو صراع أكبر من أي شخص مهما كان حجمه أو منصبه أو تأثيره في كلا الطرفين! فلا بقاء السيسي أو ذهابه (وهو رمز المعسكر الانقلابي المتحالف مع إسرائيل)، ولا إعدام مرسي أو عودته (وهو رمز معسكر الشرعية المناوئ لها) سيرجح كفة أحد الفريقين، أو سينهي هذا الصراع من جولة واحدة بالضربة القاضية. فالصراع أمامه العديد من الجولات، وعلينا أن نتهيأ بكل الوسائل لذلك (وأعدوا).

وعليه، إما أن تكون طرفًا في الحرب ضد إسرائيل، وترى أن الهدف هو تحرير كامل فلسطين وعودة الخلافة، أو تكون طرفًا في الحرب ضد الإخوان وترى أنهم سبب كل مشكلات الكون، وأننا إذا تخلصنا منهم سنعيش مع إسرائيل في سلام ووئام وفق ضوابط “المجتمع الدولي”!!

***

-3-

قد يقول قائل: أنا ضد إسرائيل ولكني لست مع الإخوان، ولا يشترط أن أقف في صف الإخوان لأكون ضد إسرائيل.

وهذا صحيح لكنه ينطبق على الأفراد فقط! بمعنى أنك قد تجد “شخصًا” من غير الإخوان أو حتى من المعارضين لهم ولمشروعهم الإسلامي، وفي نفس الوقت هو ضد إسرائيل ومع المقاومة!

لكن من حيث الكيانات لا يوجد “كيان” واحد في مصر -غير الإخوان- قائم على تحرير فلسطين ويعمل على ذلك بشكل منهجي ومنظم، لذا تراهم يقتلون ويعتقلون أفراد الإخوان وقياداتهم على حد سواء، ويصادرون أموالهم ويتحفظون عليها!

وبذلك نصل لذات النتيجة؛ من لم يقف في صف الإخوان ويعمل معهم -سواءً لاختلاف الأيديولوجية أو كراهية لبعض مواقفهم أو بعض أفرادهم- يؤدي بالضرورة إلى إضعاف الفصيل الوحيد الذي يعمل بشكل منظم ضد إسرائيل ولتحرير فلسطين.

***

-4-

ادعم الإخوان فقط في هذه القضية، ولأجل هذه القضية، ولا تخلط بين مواقفهم السياسية التي تخطئ وتصيب، أو بين أفرادهم الذين هم بشر ليسوا منزهين أو معصومين، وبين وقوفهم في وجه الاحتلال بشتى الطرق والكباري.

أما إذا كنت ممن يصدق عكاشة عن علاقة حسن البنا بالبنائين الأحرار “الماسونية”، أو تصدق الغيطي بأن الإخوان الذين تأسسوا في 1928 أسقطوا الأندلس منذ 800 عام، أو تصدق أن الأمريكان – الذين يمدون الجيش بمعونة سنوية – حركوا الأسطول السادس لإعادة مرسي فقام السيسي بأسر قائد الأسطول، فعفوًا على ما تقدم، فليس لمثلك كتب أصلًا هذا المقال!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023