أثارت تصريحات الدكتور محمد سودان، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، وأمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، برفض الخطوة التي أقدمت عليها حركة الاشتراكيين الثوريين مؤخرًا، العديد من ردود الأفعال الرافضة لتصريحاته.
وكانت حركة الاشتراكيين الثوريين، قد أصدرت بيانين مؤخرًا، اعتبرت فيهما أن مساواة الإخوان بالانقلاب العسكري أمر غير صحيح، داعية للتخلي عن شعار “يسقط كل من خان.. فلول عسكر إخوان”، مبينة أنها وإن اختلفت مع المسار الإصلاحي للإخوان إلا أنها لا تقبل أن يتم مساواتها بالحكم العسكري القائم في مصر الآن.
سودان يطالب بالتوبة أولًا
وكان محمد سودان، قد تعجب من اعتراف الاشتراكيين الثوريين ضمنيًا بظلمهم للجماعة، واعتراضها على إدراج الإخوان ضمن شعار يسقط كل من خان متسائلًا: “ماذا حدث لهم الآن وكيف انقلبوا على العسكر”؟.
وطالب سودان -في تصريح صحفي- من يريد أن يصحح موقفه من جريمة مؤامرة الثورة المضادة والتضامن مع الانقلابيين، بحسب وصفه، بأن يعلن توبته أولًا إلى الله ثم يرد المظالم إن استطاع؛ لأنه مشارك في كل الجرائم التي حدثت للشرفاء في مصر على يد العسكر والقضاء المسيس والشرطة الإجرامية”.
أحد المسؤولين عن الدماء
واعتبر القيادي الإخواني، أن الاشتراكيين الثوريين، هم أحد المسؤولين عن الدماء التي سالت من آلاف الأبرياء وآلاف الجرحى وعشرات الآلاف من المعتقلين وما يعانونه في السجون، وكذا ما تعانيه أسرهم وكذا آلاف المطاردين وإغلاق آلاف الشركات المملوكة للإخوان أو مناصري الشرعية”.
وتساءل سودان: “هل هم على استعداد لمشاركة الأحرار في الشوارع لرفض حكم العسكر وتحرير المعتقلين بمن فيهم رئيس الجمهورية المنتخب”، قائلًا: “في النهاية الأمر ليس سطورًا تكتب في موقع”.
لا تعبر عن الإخوان المسلمين
من جانبه، رفض الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، تصريحات سودان، مؤكدًا أنها لا تعبر عن جماعة الإخوان المسلمين ولكنها رأي شخصي.
وقال حشمت -في تصريح خاص لـ”رصد”-: إن الأغلب رحب ببيان الاشتراكيين الثوريين، مؤكدًا أن هذا أولًا، وثانيًا أن سودان لم يكن يعدد الزلات بل يقيم المراجعات وهو رأي شخصي لا يمثل إلا نفسه وهو لم يدعِ أن ذلك رأي الإخوان.
وأضاف “حشمت” أنه لا شك أن البيان الأخير للاشتراكيين الثوريين كان خطوة إيجابية في طريق توحيد الثوار والرافضين لحكم العسكر، مشيرًا إلى أن الاتفاق على الحد الأدني إنجاز يستحق الإشادة.
إسلاميون يرحبون ببيان الاشتراكيين الثوريين
وأعلنت قيادات بجماعة الإخوان المسلمين وأحزاب إسلامية، ترحيبها بالبيان الأخير للاشتراكيين الثوريين، والذي أثار جدلًا كبيرًا.
وقال عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة هشام قنديل، في تصريحات له عبر “تويتر”: “البيان الأخير للاشتراكيين الثوريين والدراسة الشارحة على موقعهم خطوة جيدة وجادة”، مؤكدًا أنها تقرب المسافات مع “اتجاه ثوري صاعد بالإخوان”.
ووصف المستشار وليد شرابي، بيان الاشتراكيين الثوريين، بالإيجابي في مجمله وأنه يمكن أن يؤسس لمرحلة جديدة.
وقال حزب البناء والتنمية، المشارك في التحالف الداعم للإخوان، إنه تابع بمزيد من الاهتمام ما وصفه بـ”الرؤية الجادة” التي طرحها الاشتراكيون الثوريون حول الاصطفاف الوطني في ظل ما تعانيه الدولة المصرية من الانقسام المجتمعي الحاد وانسداد الأفق السياسي، بحسب ما ورد في البيان.