قال الكاتب خالد أبو عميرة، إنه يجب على النظام السعودي وقف معاناة مليوني فلسطيني بسبب سادية النظام المصري وأن الزيارة الأخيرة لقيادات حركة حماس بمن في ذلك رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، هي خطوة في الطريق الصحيح.
وأشار الكاتب -في التقرير الذي نشره “مركز الجزيرة لأبحاث السلام”- إلى أهمية طرفي اللقاء؛ حيث تعد السعودية -التي وصفها بأنها تشن حربًا وجودية ضد قوى الشر في الداخل والخارج- هي القوى العربية التي لا غنى عنها، وكذلك فإن حماس لاعب سني مهم يجب الحفاظ عليه ودعمه بغض النظر عن الخلافات والصراعات العربية.
واعتبر الكاتب أن حماس قد اتخذت القرار السليم بإبعاد نفسها عن نظام الحكم الشائن في دمشق، وهو ما جعلها تكتسب الكثير من الاحترام من الأصدقاء والأعداء.
وأضاف الكاتب أن بعض القوى الإقليمية الحقيقية لم يعجبها علاقة حماس وجهًا لوجه مع النظام الهتلري في دمشق، وبفرض أن حماس قد تصرفت بخلاف ذلك فإنها كانت ستدفع ثمنًا باهظًا، ولهذا السبب يجب أن تظل حماس الحركة الأجدر بالاحترام كما كانت دائمًا وهذا ما يجعل حماس مختلفة عن الجماعات السياسية الأخرى على الساحة الفلسطينية.
ورأى الكاتب، أنه من المأمول أيضًا ألا تسمح القيادة السعودية بالحالة التي أجبرت حماس على التماس المساعدة المالية المطلوبة بشدة من بعض القوى التي تعتبر معادية للعرب ومعادية للإسلام.
وبغض النظر عن البعد المالي، يتحتم على السعودية أن تستخدم نفوذها لدى النظام السادي في القاهرة الذي يعذب مليوني فلسطيني بغلقه معبر رفح دون أي سبب مقنع.
وأشار الكاتب إلى أن نظام السيسي -الذي وصفه بالجاهل- لديه مشكلة مع الشعب مرتبطة بالانقلاب الدموي ضد الحكومة الشرعية، وأضاف أن الشعب الفلسطيني لا يفعل شيئًا تجاه التمرد أو الإرهاب في الدولة، لكن في الوقت نفسه يقوم هذا النظام فاقد الشعبية -الذي يبتز السعودية بلا خجل لملء جيوب المؤسسة العسكرية الفاسدة- بمعاقبة الفلسطينيين للتنفيس عن الإحباط، والعجز والفشل في تحقيق السلام والاستقرار. لذا يجب على الملك سالمان أن يوضح بجلاء لبلطجي القاهرة – بحسب تعبير الكاتب – أن أمن وسلامة الفلسطينيين خط أحمر يجب عليه ألا يتجاوزه.
يُذكر أن وفدًا رفيع المستوى لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” قام بزيارة المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، لإجراء عدد من المشاروات مع قيادة المملكة والتقوا خلالها بالعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز.
وأوضحت مصادر في الحركة، أن الوفد الذي ضم إلى جانب خالد مشعل، نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، وعضو المكتب السياسي صالح العاروري، بحث ملفات رئيسية مع المسؤولين السعوديين، من بينها قضية معبر رفح، ومسألة المصالحة الفلسطينية الداخلية مع حركة “فتح” وقضية إعمار غزة وعدد من القضايا الأخرى.
