قال الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، إن التكوين الإصلاحي لجماعة الإخوان المسلمين سهل مهمة الدولة العميقة في الانقضاض على الثورة.
وأشار إلى أنه في عهد الرئيس محمد مرسي كانت هناك عملية تضليل واسعة تقوم بها أجهزة الدولة العميقة مثل المخابرات بصب معلومات معينة في أذن الرئيس بشكل يومي جعلته محتاراً، وهو ما قاله في اللحظات الأخيرة قبل الانقلاب عندما سئل: ألم تكن تدري أن انقلاباً سيحدث، فقال: كانت تأتيني إشارات وإشارات مضادة.
وأضاف: “في لحظات معينة كنت أشعر أن الرئيس يدرك المؤامرة، لكنه كان يتصور أن مخططات إصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على المدى المتوسط ستفوت عليهم الفرصة”.
وكشف “الزمر” خلال حوار له بصحيفة “العرب” القطرية أن توافقا شبه كامل تم بين جميع الأطراف المعارضة للانقلاب الآن، وتوجد وثائق مكتوبة أننا سنمر بعدة مراحل بعد سقوط الانقلاب، تبدأ بمرحلة التشاركية السياسية تقوم فيها القوى الرافضة الانقلاب بإدارة المرحلة الانتقالية، تعقبها التشاركية الديمقراطية من خلال جبهة وطنية والترشح في الانتخابات البرلمانية بنسب محددة ليشارك بها جميع القوى، وننتقل بعدها للمرة الثالثة وهي الديمقراطية التنافسية يفوز من يفوز فقد تم تأسيس الدولة ومن يأتي مجرد رموز تقود المرحلة الانتقالية.
وأضاف قائلا: “هذه العناصر تم التشاور عليها مع قوى رافضة الانقلاب غير إسلامية داخل مصر -رفض تسميتها لأسباب أمنية- وهناك اتفاق شبه كامل عليها”.
وفيما يثار حول تسليح الثورة، قال “الزمر”: “فكرة تسليح الثورة نشأت بسبب الفترة الأخيرة، وهي فكرة تلقائية وطبيعية وغريزية، من وجهة نظري، لكننا استطعنا السيطرة على هذا التفكير طوال العامين الماضيين لأن امتدادنا لثورة يناير السلمية يمنع ذلك، وقدرتنا في السيطرة على الشارع ترتبط بإقناع الشباب بأن الثورة لن تنجح سوى بالسلمية، وأن اللجوء للعنف على مدى التاريخ المصري يكرس حكم الاستبداد وسيعطي الانقلاب قبلة الحياة”.
وتابع: “حتى لو رجعنا لاغتيال السادات، نجد أن ما حدث أزال السادات لكن بقي نظام السادات فالعمل المسلح يمكن أن يزيل رئيساً، أو عشرات المسؤولين وهم قد يستحقون هذه الإبادة، لكنه لا يزيل نظامه”.
وفيما يتعلق بالمصالحة مع نظام عبدالفتاح السيسي، أوضح “الزمر” أن المصالحة لا يمكن أن تتم بوجود السيسي لأنه أصبح متورطاً في الدماء، فيجب أن يكون بها طرف ثالث، والسيسي يكون خصماً فيها، وإذا قبلت القوى السياسية أن يكون السيسي جزءاً من المصالحة فلن تقبل بها القوى الشعبية والشبابية التي نكل بها السيسي تنكيلاً لم يحدث في تاريخ مصر.
واستدرك قائلا: “ولكن كل هذا لا يمنع من كون الحالة المصرية هي حالة نموذجية تجعل المصالحة الوطنية هي الحل المثالي والمخرج الآمن للبلاد وللشعب من هذا المستنقع، وذلك من حيث النظر في طبيعة أطراف الأزمة وتعمق الصراع وتعقد المشكلة، بحيث لا يتصور فوز لطرف على آخر بشكل كامل إلا بعد تعريض الدولة والمجتمع لمخاطر جسيمة”.
وبسؤاله عن موقفه من الاتهامات الموجهة إلى تحالف دعم الشرعية بالفشل في إدارة مرحلة ما بعد 3 يوليو، أجاب قائلا: “بالتأكيد لدينا أخطاء في إدارة عملية رفض الانقلاب.. لكن الذي يتصور أن حركات مدنية سياسية يمكن أن تواجه انقلاباً عسكرياً من خلال السلمية بطريقة سهلة هو مخطئ، لأن المعركة في غاية الصعوبة، فكيف نتصور ظناً أن تقدر حركة معارضة مع حراك جماهيري في مواجهة آلة عسكرية قمعية تقتل وتعتقل بلا حدود، هذه المعركة تفرض على القائمين الوقوع في الأخطاء”.
وبشأن وجود خطوات فعلية لإسقاط نظام عبدالفتاح السيسي، قال الزمر: “المشهد الآن يؤول للإسقاط، فهناك تعثر في إدارة الدولة، فمن انتقدوا مرسي بشكل فج هم الآن متعثرون ويتخبطون بشكل أوضح، والحديث بشكل متكرر عن إقالة ضباط مخابرات ليس حدثاً عارضاً، فهذا يؤشر إلى أن هناك مشكلة حقيقية داخل هذه المؤسسات.. المشاكل التي تتسع دائرتها في مصر ومعدلات الفقر المتزايد وأعداد العاطلين التي ترتفع، وتهريب الأموال للخارج والتي كان آخرها تهريب 60 مليار دولار، إلى جانب سحب رجال الأعمال والمستثمرين استثماراتهم، إلى جانب المشاريع الهيكلية مثل قناة السويس الجديدة وجهاز الكفتة، كل هذه مؤشرات على فشل الجنرالات في إدارة الدولة”.
وفي نهاية حديثه مع صحيفة العرب القطرية، وجه “الزمر” 3 رسائل كالتالي:
– الرسالة الأولى لـ”الإخوان”:
أقول لجماعة الإخوان يجب أن تغيروا نظرتكم للصراع في مصر، وأنه يستهدف الشعب بأكمله وليس الإخوان فقط، وفتح مجالات التفكير وأفق التعاون مع كل التيارات، وأيضاً بما فيها التيارات القريبة للانقلاب، وإيكال المسؤولية للشباب لإكمال الثورة.
– الرسالة الثانية لـ”القوى الداعمة للسيسي”:
أقول لهم يدنا في أيديكم لنعيد مصر مرة أخرى إلى عصر الـ18 يوماً الأولى في 25 يناير، وأقول لهم إن الجميع وعوا الدرس، ولن نهزم الانقلاب إلا إذا توحدنا.
– الرسالة الثالثة لـ”البرادعي”:
أقول للبرادعي لا ننتظر منك تويتات أخرى، لكننا ننتظر منك أن تقف في صف 25 يناير، وإسقاط الحكم الجاثم على صدور المصريين، ونقبل بأي شخص حتى ممن شاركوا في 30 يونيو.