في يوم شديد الحرارة تسري شائعات عن قدوم سيارة المياه إلى القرية كسريان النار في الهشيم ، في غضون دقائق يتدفق نحو مائة رجل و امرأة إلى الطريق الرئيسي لحمل ما يستطيعون من المياه .
هكذا وصفت صحيفة الجارديان البريطانية صورة من معاناة الكثير من المصريين للحصول على مياه .
و أشارت الصحيفة إلى أن مصر المعروفة بأنها هبة النيل تقع تحت أزمة مياه خطيرة بسبب تزايد السكان و ثبوت حجم الإمدادات فعام بعد عام يقل نصيب الفرد من المياه .
وطبقاً للإحصائيات الرسمية انخفض نصيب الفرد إلى 660 متر مكعب في العام مقارنة ب 2500 متر مكعب عام 1947 و مصر بذلك تحت خط الفقر المائي ، و تتوقع الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2025 ستقترب مصر من أزمة مائية طاحنة .
و في شهر يونيو الماضي شهدت مدينة بلقاس التي يبلغ سكانها 50.000 نسمة أزمة كبيرة في المياه ولم يجد السكان مياه للشرب أو الغسيل أو النظافة أو أي شيء واستيقظوا ليجدو أنفسهم في الصحراء . نفس الشيء حدث في الفيوم ووجدت المستشفيات نفسها بدون مياه و كذلك في الإسماعيلية ، و كفر الشيخ و سوهاج ، و قنا ، و مدن أخرى ، وبالرغم من حجم الأزمة فإن الحكومة لم تتخذ الحكومة الإجراءا ت الكافية لحل الأزمة أو التخفيف عن الأكثر معاناة .
و أرجعت الصحيفة هذه المشكلة إلى عدة أسباب هي قيام الآلاف من السكان بعد ثورة 2011 بالبناء بشكل عشوائي و توصيل المياه إلى هذه المباني ومما زاد الطين بلة هو توصيل المياه إلى هذه المباني عن طريق مواسير مؤقتة مما يسبب إهدار كبيرا للمياه ، و طبقاً للمركز المصري للحقوق الإجتماعية فإن 35% من مياه الشرب تتسرب إلى الأرض بسبب سوء جودة المواسير بالإضافة إلى عدم تخصيص الموارد المالية الكافية من قبل الحكومة بحسب المتحدث باسم الموارد المائية و الري
وعن المخاطر الصحية التي يتعرض لها المواطنون بسبب الأزمة قال التقرير إن الأزمة تدفع المصريين إلى و سائل غير صحية لملء الفجوة ونقلت الصحيفة عن الدكتور محمد عبدالرازق القول بأن عملية معالجة المياه الحالية تشبه استخدام شبكة صيد لتعقيم المياه و في المناطق التي تعاني من الأزمة يتم إحضار المياه في خزانات هي في الغالب شديدة التلوث و ينقل الفلاحون الراغبون في الربح السريع المياه في خزانات تستخدم لنقل المواد البترولية ، و يتم ملؤها من أقرب مصدر للمياه متاح ، و ربما كان هذا المصدر بالقرب من ترعة للصرف الصحي
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى تصريح وزير الإسكان بأن خلال ثماني سنوات سيتم تزويد كل المصريين بالمياه والصرف الصحي في حال توفر التمويل اللازم وحتى يتم ذلك سيتوجب على المصريين الإنتظار في الصفوف ، اللجوء إلى السوق السوداء ، ومد مواسير عشوائية بأنفسهم و ذلك فقط للحصول على قطرات قليلة من المياه .