شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

العامل والنائب.. حين سقطنا في مستنقع الغرائز البدائية

العامل والنائب.. حين سقطنا في مستنقع الغرائز البدائية
هل شاهدتم كيف انبرى أحدهم ووجه صفعة للعامل من خلف وسيط نيابي ثم لاذ ببذلته السوداء متوارياً خلف المتجمهرين، مفسحاً المجال لآخر طامح بوجاهة ناقصة؟

هل شاهدتم كيف انبرى أحدهم ووجه صفعة للعامل من خلف وسيط نيابي ثم لاذ ببذلته السوداء متواريًا خلف المتجمهرين، مفسحًا المجال لآخر طامح بوجاهة ناقصة؟

فجأة يتجرد (إنسان) ما من كامل قيمه وأخلاقه وينهال ضربًا بمعية آخرين على عامل مغترب أعزل لا لشيء سوى لاثبات رجولة مقهورة.

أمس تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصورًا، قالوا إنه لنائب وبرفقته شقيقه وعدد من الأشخاص، اعتدوا بالضرب على عامل مطعم من جنسية عربية في مدينة العقبة يوم الخميس الماضي.

أربعة شباب بياقات ربما تكون نظيفة يصفعون عاملاً ويركلونه على مرأى من الجميع، في مشهد يفتقر لأدنى درجات الإنسانية.

ألهذا الحد وصلنا؟

في ذاكرة الأردنيين المراجل لها أسس وأركان، ولا يمكن بحال من الأحوال اعتبار ما حدث (هفوة) أو (زلة)، لا بل يجب محاسبتهم وإيقاع العقوبة الرادعة بحقهم.

بودي معرفة ردود فعل القواعد الانتخابية لمن هم على هذه الشاكلة من النواب؟، وكيف ينفق سنوات النيابة مهادنًا مسالمًا لا صوت ولا صورة، حمل وديع، ثم يأتي مشهد آخر يقدم نفسه لناخبيه ولعموم الأردنيين بأبشع صورة.

حين تعاظم الإحساس بالهوية الفرعية، سواء كانت عشائرية أو جهوية أو إقليمية كان من الطبيعي أن يتقدم الصفوف الأولى في البلاد (زعرانها وحفرتليتها) على علمائها وقادتها.

“وجاهة” تلقاها العامل وتحمل عديد الصفعات من دون أن يحرك ساكنًا، وسط تجمهر زملاء له وعصابة النائب الذين أغراهم (تسليمه) في المعركة للانقضاض عليه والظهور بمظهر (رجولي) من طرف واحد.

في الشريط المسجل ظهر العامل قويًا متسلحًا بالشكيمة والإرادة رغم ما أظهره الشريط الفيديو من سلب للكرامة الإنسانية وتجاوز على القيم والأعراف الأردنية، فيما واصل المتحمسون الركل والصفع للعامل مستغلين ضعفه وكثرة الفزيعة، وعدم رده على الاهانات كونه غريبًا.. فيبدو أن الغريب في مضاربنا مهان.

بحادثة النائب والعامل تظهر المقاربات الأخلاقية وقد زادت ضيقًا بأهلها، بعد أن سقط من سقط في مستنقع الغرائز (البدائية)، فيما تُظهِر وجنتا العامل بريقاً وألقاً سيبقى ينكأ رجولة مزعومة لا أساس لها. 

أيها العامل: إليك اعتذارنا ومحبتنا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023