شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رأس جنينة أو رأس الفساد

رأس جنينة أو رأس الفساد
الفساد والنظام يرتبطان بحبل سري فلا يحيا أحدهما بدون الآخر لذلك لا حياة للنظام بدون الفساد ولا حياة للفساد إذا ذهب النظام هذه هي المعادلة الواضحة في مصر.

الفساد والنظام يرتبطان بحبل سري فلا يحيا أحدهما بدون الآخر لذلك لا حياة للنظام بدون الفساد ولا حياة للفساد إذا ذهب النظام هذه هي المعادلة الواضحة في مصر.

حصون الفساد المنيعة وقلاعه الكبرى وأباطرته في مصر أعلنوها صريحة حربا ضروسا على المستشار هشام جنينة. البعض يرى أن ما يحدث ضمن مسرحية الألهاء ولفت الأنظار كما أن استمرارية هشام جنينة ضمن هذا النظام حتى الآن يضع علامات استفهام عديدة حول الرجل ومسار الأحداث. من جانبي كنت أعتبر تصريحات جنينة الدائمة عن الفساد تساهم في أضفاء نوع من شرعية الواقع على الفساد المتجذر في مصر وتصب في دعم رأس النظام عبد الفتاح السيسي خاصة أن جنينة وجهازه لم يتعرضوا لفساد الرئاسة بعد الانقلاب  مطلقا ولا يستطيعون والتصعيد  الإعلامي الذي كان يصاحب دائما حديث جنينة عن الفساد كان يوظف من وجهة نظري في معركة تكسير العظام وفى تقوية موقف السيسي مع أجنحة النظام الأخرى و يصب في تلميعه بطريقة مباشرة و غير مباشرة.

في النظم الفاسدة لا بد من وجود شخصيات كالمستشار جنينة وأجهزة تساهم في تخفيف الاحتقان وتنفس البالون حتي لا ينفجر.

الفساد في مصر ماء الحياة بالنسبة للنظام وعندما يقوم السيسي بتشكيل لجنة للنظر فيما صرح به رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المستشار هشام جنينة عن حجم الفساد أنه بقدر ب 600 مليار جنيه فقد أكد السيسي عبر قراره هذا بما لا يدع مجالا للشك من هو رأس الفساد ومن الرعاة الرسميين له في هذا البلد المنكوب.

ما يحدث ليس المقصود منه هشام جنينة في حد ذاته اختلفنا أو اتفقنا معه ولكن المقصود هو أغلاق الباب نهائيا تجاه أي حديث عن الفساد إلا في إطار الخطوط الحمراء المرسومة من النظام نفسه وأنه لا مكان لمن لا يدخل الحظيرة بالكامل.

ما حدث هو أن المتهمين بالفساد هم أعضاء اللجنة المطلوب منها البت في صحة تقرير الجهاز المركزي والذي يعمل به آلاف الباحثين والمراجعين وبناءً على ما يجمعونه من معلومات موثقة يتكلم رئيس الجهاز.

ما حدث بالضبط أشبه ما يكون بحالة موظفين في شركة تم اتهامهم بالفساد والاختلاس فشكلوا لجنة منهم للنظر في هذا الاتهام وأصدر المتهمون أنفسهم تقريرا ينفي عنهم أي فساد.

الفساد في مصر تربي وترعرع وتغول على مدار أكثر من ستة عقود ومن أراد أن يقضى على الفساد في مصر فهو يقضى على النظام القائم.

كون هشام جنينة أحد العاملين مع هذا النظام يجعل الكثيرين يقلبون التكهنات والتحليلات حول قراءة ما يحدث لكن ما أراه شخصيا أن الجهاز المركزي يمارس دوره المنوط به بمهنية في فترة تولي المستشار جنينة وأن هذه المهنية مثلت أزعاجا وقلقا لدى أجنحة في النظام في أطار معركة من يتحكم أكثر.

ولكن الفائدة التي أراها من ذلك كله أن الوضع القائم منذ انقلاب الثالث من يوليو برمته بما فيه السيسي هو نتاج فساد منظومة متكاملة وأن من يعمل في أطار هذه المنظومة الفاسدة يدعم بطريق مباشر أو غير مباشر استمراريتها كما أن النظم الفاسدة عندما تبقي على بعض الوجوه غير الفاسدة العاملة تحت قيادتها إنما لتوظفهم لدعم استمرارية هذه النظم وأعتقد أنهم هكذا يفكرون ويعملون.

من يرتضي أن يكون جزءً من منظومة ماء حياتها الفساد بغض الطرف عن فساد أكبر ظاهر للعيان فلا أظنه يجديه أن ينبه عن الفساد الأصغر لأن الفساد الأكبر هو الأب الشرعي للفساد الأصغر فكيف تقضى على الفرع بينما أنت تدعم الأصل. لذلك من يريد القضاء على فساد الفرع لابد أن يحارب فساد الأصل ويمتنع عن دعمه. رأس جنينة أو رأس الفساد هذا هو الحال الأن والفساد في مصر رغم تعدد الرؤوس فإنها في معركة البقاء جميعها واحدة.

لك الله يا مصر.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023