شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أبوهلال لـ”رصد”: سوريا تتجه لتصبح ساحة لحرب إقليمية بين عدة أطراف

أبوهلال لـ”رصد”: سوريا تتجه لتصبح ساحة لحرب إقليمية بين عدة أطراف
أكد الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط فراس أبو هلال، أنّ سوريا تتجه لتصبح ساحة لحرب إقليمية بين عدة أطراف

أكد الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط فراس أبوهلال، أنّ سوريا تتجه لتصبح ساحة لحرب إقليمية بين عدة أطراف، مشيرًا إلى أنها ربما تكون حربا بالوكالة لعجز كل طرف عن إعلان حرب مباشرة لأسباب سياسية وقانونية.

وأشار أبوهلال، في تصريحات خاصة لـ”رصد”، إلى أنه في هذه الحرب ستقاتل روسيا وإيران والنظام السوري كلا من السعودية وتركيا بشكل غير مباشر من خلال القصف والحرب التي تستهدف حلفاء هذين البلدين، وهو ما يتم فعلًا الآن على أرض الواقع، ويبدو جليًا من خلال الانتصارات التي يحققها النظام في ريف حلب وغيره من المناطق.

وأضاف: “روسيا أيضًا تُحارب تركيا من خلال تكثيف القصف على حلفائها التركمان، ومن خلال دعم الأكراد الذين تعتبرهم تركيا أعداء وجوديين لها”.

وتابع: “السعودية من جهتها تخسر في سوريا إذا انتصرت إيران، باعتبار أن إيران هي خصمها اللدود، وهي الدولة التي تمارس ضغطًا على الرياض من خلال دعمها للشيعة العرب في السعودية والخليج”، مضيفًا: “في هذه الحالة وجدت تركيا والسعودية انهما في حاجة ماسة للتواجد بقوة أكبر في سوريا من خلال الوجود البري والتلويح بدور للطائرات عبر إرسال طائرات سعودية إلى قاعدة إنجيرليك التركية”.

سناريوهان لقراءة المشهد

أبو هلال أكد أنّه يمكن قراءة التحرك السعودي التركي بقراءتين مختلفتين:

القراءة الأولى: أن الدولتين تستخدمان ذريعة المشاركة في الحرب ضد تنظيم الدولة ضمن تحالف دولي، وذلك لإعطاء شرعية دولية وقانونية لوجودهما في سوريا، وإيجاد موطئ قدم بشكل فعلي في البلاد، وذلك لتحقيق عدة أهداف هي: إقامة مناطق عازلة على الحدود التركية بفرض الأمر الواقع، وحماية المناطق الأكثر أهمية لتركيا وللسنة، وتقديم دعم لوجستي وعسكري وتسليحي أكبر للمقاتلين المدعومين من هاتين الدولتين، وإيجاد حالة من التوازن بين القوى السنية من جهة والفصائل الشيعية المدعومة من إيران وروسيا من جهة اخرى.

القراءة الثانية: أن تركيا والسعودية تم استدراجهما من قبل الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة، وهو ما يعني إشغالهما بهذه الحرب بدلًا من التركيز على دعم القوى المناهضة للأسد وإسقاط النظام، وربما سيؤدي هذا السيناريو إلى استنزاف اكبر لتركيا والسعودية بفعل الحرب مع تنظيم الدولة.

وأضاف: “إن القراءة الثانية مبنية على تجارب سابقة من ضعف التخطيط في معسكر الدول العربية، ولطبيعة العلاقة بين هذه الدول والولايات المتحدة”.

وأنهى أبو هلال تصريحاته قائلًا: “أما القراءة الثانية فهي قراءة متفائلة، ولكن التفاؤل وحده لا يكفي، وحتى تنجح هذه القراءة فإن الأمر الجوهري هو ضرورة أن يكون لدى السعودية وتركيا الإرادة للعب سياسة استراتيجية غير ملتزمة تماما بالمحددات الأميركية، وهو أمر لا يمكن التأكد منه، إذ أنه رهين للتطورات المستقبلية”.

التحالف السعودي التركي

أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قبل يومين، أن أنقرة والرياض قد تطلقان عملية برية ضد “تنظيم الدولة” في سوريا، مؤكدًا إرسال السعودية مقاتلات إلى قاعدة إنجرليك التركية، وأشار الوزير إلى أن السعودية أرسلت مختصيها إلى قاعدة إنجرليك لاستكشاف المكان، ودراسة ما يمكن فعله، لافتًا إلى أن المساعي السعودية تأتي من أجل الاستقرار في سوريا ومحاربة الإرهاب.

وكان المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية، العميد أحمد العسيري، أعلن أن الرياض جاهزة لإرسال قوات برية إلى سوريا بمجرد اتخاذ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قرارا بذلك، مؤكدًا على أن “قرار السعودية بالمشاركة البرية ضد “تنظيم الدولة” في سوريا نهائي، ولا رجعة عنه”.

وأشار عسيري إلى أن القوة السعودية المتواجدة في تركيا لا تضم قوات برية، بل طائرات تابعة للقوات الجوية السعودية بطواقمها لتكثيف العمل الجوي، وأكد عسيري أن تلك المشاركة لا تأتي ضمن اتفاقات ثنائية، بل ضمن عمليات التحالف.

وعند سؤاله عن مدى ارتباط تلك الخطوة بنتائج اجتماعات الأطلسي في بروكسيل قبل يومين، أكد أنها بالفعل تأتي ضمن مخرجات هذا الاجتماع، الذي خلص المشاركون فيه وهم يمثلون معظم القوى المشاركة في التحالف الدولي ضد “تنظيم الدولة”، إلى ضرورة تكثيف الضربات الجوية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023