لا ينبغي أن نستغرق طويلاً في واقعة الحذاء الذي قذفه نائب برلمان السيسي “كمال أحمد” في وجه زميله المثير للجدل والضحك المدعو” توفيق عكاشة ” المتلبس بالصوت والصورة في أحضان دولة بني صهيون متافخراً ومتباهياً بهذا النكاح المحرم ، لأنه لا يخرج بحال من الأحوال عن ترتيب وتنسيق مع أجهزة الأمن وتحت رعاية المخابرات العامة ، لا سيما في ظل وجود علاقة معروفة للقاصي والداني بين عكاشة وأجهزة الامن والسلطة.
ما يهمني في هذا المقام العكاشي المنحط هو رمزية ” الحذاء ” للحط من كل الأشخاص والأشياء ، ودليل الاحتقار والازدراء في حالة الاشارة به في الوجه أو في الظهر ، لذا فليس من العدل أو الإنصاف أن تُقذف كل الأحذية في وجه ” عكاشة ” وحده ، ذلك لأنه ليس وحده من يستحق الضرب بالحذاء.
الأولى بالحذاء الأول والأخير هو من انقلب على إرادة الشعب الحر ، وأمعن في سفك الدماء ، واغتصاب الحرائر ، وأعطى الضوء الأخضر للقتل والقهر والتعذيب والتنكيل ومصادرة الأموال ومطاردة الشرفاء والنيل من سمعتهم ، فهو سيد هؤلاء القابعين في برلمانه المزور ، والملطخ بالدماء.
من حرّض وفوّض على القتل والظلم يستحق الحذاء ، ومن فرح ورقص وشمت في قتل أخيه أو أخته فهو شريك في نفس الحذاء.
الصحفي أو الاعلامي الذي أشار بقلمه للفسق والفجور محتقراً للدين والأخلاق ، وساهم في تغييب العقول ، وتزييف الوعي الجمعي للأمة بعيداً عن قضاياها المصيرية العادلة ، واختطف شاشته لصالح كل ناعق ومأجور لتشويه الشرفاء فله ألف حذاء وحذاء.
القاضي الذي باع ضميره لسلطة الشيطان بعدما عرف الحق وحكم بغيره ، فله ملايين الأحذية ، فضلا عن لعنات المكلومين والمظلومين جزاء ما كتبت يداه.
ضابط الشرطة أو الجيش الذي استحل الدماء على الهوية ولمجرد الاختلاف في الرأي لخدمة مصالحه الشخصية المرتبطة بأسياده من الجنرالات الكبار ، فيستحق ملء الأرض أحذية.
من سرق مقدرات البلاد والعباد ، وشرعن للفساد وكأنه حق مكتسبٌ بالجهد والعرق ، فعليه آلاف الأحذية.
إذا كان السيد ” كمال أحمد ” مخلصاً حقاً في رفضه للتطبيع مع العدو الصهيوني ، ويشعر بحرقة وغيرة على بلاده من استضافة عكاشة للسفير الإسرائيلي في منزله ، فالأولى به أن يوجه حذاءه لمن أعاد فتح سفارة العدو لتدنس أرض الكنانة ، ووصف رئيس وزراءه المجرم الارهابي ” نتنياهو ” بالقائد ذو القدرات العالية ، وينسق معه أمنياً وسياسياً لخنق وحصار اخواننا في غزة المرابطة على جمر الجهاد ، أما ما دون ذلك فلن يكون أكثر من لعبة إلهاء مكشوفة ومعتادة من قبل النظام ، وحلقة في مسلسل هابط من تأليف واخراج ورعاية النظام لكسب نقطة وهمية في ميزان الوطنية ،أوهكذا يُريد أن يبدو للعامة.