شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عقِب الإعلان عن الخطة 2030.. سعودي يحرق شهادته احتجاجا على البطالة

عقِب الإعلان عن الخطة 2030.. سعودي يحرق شهادته احتجاجا على البطالة
توقع صندوق النقد الدولي في وقت سابق أن تقوم السعودية بإنفاق جميع احتياطاتها المالية خلال السنوات الـ 5 القادمة، وذلك في ظل هبوط أسعار النفط، مشيرًا إلى أن عجز الميزانية السعودي قد يبلغ العام الحالي 21.6% من حجم الناتج المحلي

توقع صندوق النقد الدولي في وقت سابق أن تقوم السعودية بإنفاق جميع احتياطاتها المالية خلال السنوات الـ 5 القادمة، وذلك في ظل هبوط أسعار النفط، مشيرًا إلى أن عجز الميزانية السعودي قد يبلغ العام الحالي 21.6% من حجم الناتج المحلي الإجمالي و19.4% في العام القادم.

وأشار صندوق النقد الدولي في تقريره المتعلق بالشرق الأوسط، الذي نُشر يوم الجمعة 23 أكتوبر 2015، إلى أن عجز الميزانية لدى أكبر اقتصاد في المنطقة من المتوقع أن يبلغ في العام الحالي 21.6% من حجم الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، و19.4% في العام القادم.

ويرسم التقرير صورة متشائمة للضغوطات المالية على الرياض، التي تشكل عائدات النفط نحو 90% من إيراداتها، حيث سترغم الرياض على البحث عن موارد مالية لدعم الإنفاق، وعلى غرار جيرانها المصدرين للنفط في منطقة الخليج العربي ستعمل المملكة على تقليص النفقات في ميزانيتها.

كما قامت السعودية بسحب نحو 70 مليار دولار خلال الأشهر الـ 6 الأخيرة من استثماراتها في جميع أنحاء العالم، وذلك لسد العجر في الميزانية، بالإضافة إلى تراجع احتياطاتها المالية بنحو 73 مليار دولار مع بدء انخفاض أسعار الخام النفط، التي انخفضت منذ شهر يونيو 2014 بنحو 60% بعدما بدأ الإنتاج العالمي المرتفع يصطدم بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، لتصل إلى 654.5 مليار دولار، بعدما سجل الصندوق السيادي للمملكة أعلى مستوياته في شهر أغسطس 2014، إذ بلغ 737 مليار دولار.

تجاوز البطالة لنسبة الـ20%

في 11 ديسمبر 2015، قالت شركة الاستشارات “ماكينزي” في تقريرها إن معدل البطالة في السعودية يمكن أن يتجاوز 20% بحلول عام 2030، ويتراجع دخل الأسرة الحقيقي بـ20% أخرى، وحذرت شركة الاستشارات من أنه حتى في حال جمدت المملكة الإنفاق، وقلصت عدد العاملين الأجانب سيظل هناك عجز بنحو 1.5 مليون وظيفة بحلول عام 2030.

وذكرت “ماكينزي”، التي استعانت بها السعودية لتقديم النصائح بشأن الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة للتعامل مع أزمة تراجع أسعار النفط، في تقريرها أن البطالة واحدة من التحديات الخطيرة التي يمكن أن تؤثر على الموارد المالية والنفطية للسعودية، وقالت الشركة: “من غير الممكن للبلاد، التي تعتمد في نموها على عائدات النفط والإنفاق، مواجهة التغيرات في سوق الطاقة والتحول الديمغرافي الذي من شأنه أن يزيد بشكل كبير عدد السعوديين في سن العمل بحلول عام 2030”.

ومن المتوقع أن يتدفق إلى سوق العمل في غضون الـ15 عاما القادمة على أقل تقدير نحو 4.5 مليون مواطن سعودي في سن العمل، ما يضطر الرياض إلى خلق شواغر أكثر بثلاثة أضعاف من عدد الوظائف التي قدمتها خلال حقبة ازدهار النفط ما بين عامي 2003 و2013، وأشارت “ماكينزي” إلى أن أكثر من نصف سكان المملكة تقل أعمارهم عن 25 عاما، وبحلول عام 2030 سيزيد عدد السعوديين الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما بنحو 6 ملايين، منوهة إلى أن عدد المسنين الذين يحتاجون إلى رعاية صحية ودعم سيزيد خلال تلك الفترة من الزمن، ما سيشكل مزيدا من الضغط على الموارد المالية للبلاد.  

وهذه التوقعات قد تشكل تحديا للميثاق الاجتماعي السعودي مع الأسرة المالكة التي طالما وفرت الرفاهية والوظائف لمواطنيها، وذلك في ظل هبوط حاد لأسعار النفط الذي يعود بنحو 90% من الدخل، ودعت “ماكينزي” السعودية إلى إجراء إصلاحات، والاستثمار في قطاعات أخرى غير نفطية، محذرة أنه بدون الإصلاح سيتدهور الوضع الجيد للمملكة، وقالت الشركة إن مستويات الأصول الاحتياطية الحالية، التي تقدر بـ 100% من الناتج المحلى الإجمالي، ستتحول إلى صافي ديون بنسبة 140% من الناتج المحلى الإجمالي بحلول 2030.

ويشار هنا إلى أن صندوق النقد الدولي توقع في وقت سابق أن تقوم السعودية بإنفاق جميع احتياطياتها المالية خلال السنوات الـ 5 القادمة، وذلك في ظل هبوط أسعار النفط، مشيرًا إلى أن عجز الميزانية السعودي قد يبلغ العام الحالي 21.6% من حجم الناتج المحلي الإجمالي و19.4% في العام القادم.

برنامج المملكة لعام 2030

في 26 أبريل 2016، وافق مجلس الوزراء السعودي الذي ترأسه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، على خطة “رؤية السعودية 2030″، وهي خطة تهدف لتحرير الاقتصاد من الاعتماد على النفط، والتي عرضها الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية.

وتتضمن الخطة رؤية السعودية في تحديد أهدافها الاقتصادية للأعوام الـ15 المقبلة، وتضع جدول أعمال موسعا لتحقيقها، كما تشمل إصلاحات جذرية في الموازنة العامة، وتغييرات تنظيمية، ويرى البعض أن هذه الخطة، التي سميت “خطة التحول الوطني”، ستعمل على توفير الوظائف وإتاحة فرص اقتصادية جديدة، وربما المزيد من الحريات الاجتماعية، كالسماح للمرأة بقيادة السيارة، بينما يرى البعض الآخر أن الخطة لن تحدث تغييرا كبيرا في المجتمع السعودي.

ويتخوف بعض السعوديين من أن تؤثر برامج الإصلاح على مستويات الدخل، مع لجوء الحكومة لخفض دعمها للطاقة والمرافق العامة، وتباطؤ وتيرة زيادة الرواتب في القطاع الحكومي الذي يوظف الكثير من المواطنين، ووفقا لمحللين اقتصاديين، فإن أهم التحديات التي تواجهها الخطة هو مدى قدرة الوزارات الحكومية على تحمل متطلبات التحول الوطني الذي يعتمد في مدخلاته على فكر القطاع الخاص، خاصة ما يتعلق منه بالإنتاجية، والقياس، والعمل وفق خطط استراتيجية للوصول إلى تحقيق أهداف محددة.

وردا على سؤال لقناة “CNN” عن مدى حاجة السعودية ودول الخليج للمزيد من التغييرات بالإضافة لما أعلن عنه حتى الآن، قال مسعود أحمد، المدير الاقليمي لصندوق النقد الدولي: “بالتأكيد اللعبة لم تنته، نحن في السنة الثانية من خمس أو ست أو سبع سنوات تحتاجها عملية إجراء التعديلات، بحسب كل دولة، ما قامت به حكومات الخليج السنة الماضية هو التحرك بشكل ثابت ومتسارع لمحاولة السيطرة على مصروفاتها، ونتيجة لذلك فإن السعودية على وجه الخصوص انتهى بها المطاف لتسجيل عجز في الميزانية أقل مما توقعه الناس قبل ستة أشهر”.

وأضاف: “إذا اطلعنا على ميزانية الدول هذه السنة، فإننا سنجد أن تلك العملية مستمرة، هناك اقتطاع في المصروفات، وتفكير بطرق لزيادة مصادر الدخل، ولكن كما قلت فإن هذه العملية ينبغي أن تستمر لعدة سنوات”، وحول خطة التحول الوطني السعودية ومشاريعها الطموحة مثل توفير 1.3 مليون وظيفة خلال 5 سنوات، قال أحمد: “سنعرف المزيد عن هذه الخطة، ولكن ما رأيناه حتى الآن عن محتوى الخطة يظهر أنها تحمل طموحات ملائمة تستجيب لمرحلة التحديات التي تواجه المملكة”.

ارتفاع نسبة البطالة وتذمر المواطنين

صباح أمس السبت، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، لطبيب أسنان سعودي وهو يحمل بيده شهادة البكالوريوس ويقوم بإحراقها أمام مبنى وزارة الخدمة المدنية، احتجاج على تعسف وزارتي الخدمة المدنية والصحة بعدم توظيفه منذ ما يقارب العامين.

وقال السعودية في المقطع، إنه ظل عاطلًا عن العمل منذ تخرجه قبل نحو عامين بسبب شح الوظائف المطروحة من قبل وزارة الخدمة المدنية، وعدم تفعيل نظام الإحلال، وفقًا لما ينص عليه نظام الخدمة المدنية.

وبين أنه رغم الاحتياج للأطباء، ووجود الأجانب بأعداد كبيرة إلاّ أنه لم يجد وظيفة حتى الآن، مضيفًا: “شهادتي احترقت معنوياً منذ سنة.. واليوم سأحرق ما تبقى منها ماديًا”، وغرد عقب إحراق شهادته: “الحمد لله انتهيت من العائق أمام توظيفي.. اليوم بسبع ثوان أنهيت معاناة سبع سنين”.

وجاءت تعليقات الرواد كالآتي:



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023