شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في الذكرى 68 للنكبة.. الفصائل الفلسطينية تؤكد: لن نعترف بـ”إسرائيل”

في الذكرى 68 للنكبة.. الفصائل الفلسطينية تؤكد: لن نعترف بـ”إسرائيل”
حرب 1948 أو ما يسميه الفلسطينيون تاريخيًا بـ "النكبة"، ويطلق الإسرائيليون عليها "قيام الدولة"، هي الهزيمة العربية التي أسفرت نتائجها عن إعلان قيام الدولة الصهيونية -كشوكة في خاصرة العالم العربي- على أرض فلسطين التاريخية

حرب 1948 أو ما يسميه الفلسطينيون تاريخيًا بـ “النكبة”، ويطلق الإسرائيليون عليها “قيام الدولة”، هي الهزيمة العربية التي أسفرت نتائجها عن إعلان قيام الدولة الصهيونية –كشوكة في خاصرة العالم العربي- على أرض فلسطين التاريخية، وتهجير آلاف الفلسطينيين عن أراضيهم.

وكانت القيادات الصهيونية، قد شرعت في إعداد خطط عسكرية تفصيلية منذ مطلع عام 1945م، توقعا للمواجهات المقبلة، وفي مايو 1946م، رسمت “الهاجاناه” خطة أسميت بخطة مايو 1946م في ما بعد، كانت السياسة العامة لهذه الخطة تقضي بما يسمى “الإجراءات المضادة”، والتي اشتملت على شقين:

(1) العمل التحذيري: تنحصر في منطقة عمليات العدو، (2) العمل العقابي: لا حدود على نطاقها الجغرافي.

وفي اليوم التالي لقرار التقسيم، بدأت “الهاجاناه” بدعوة جميع اليهود في فلسطين بين سن 17 و25 عامًا إلى الخدمة العسكرية، وبدء العمل على تحضير الخطة “دال”، وكان الغرض من هذه الخطة الاستحواذ على المناطق المعدة لإقامة الدولة اليهودية عليها، وفي تقرير للجنة أنجلو- أميركية عام 1946م، قدر حجم القوة العسكرية الصهيونية بـ62000 رجل، ولم يأت أي ذكر للقوى المسلحة الفلسطينية.

وخرج التقرير باستنتاجات تؤكد قوة الصهاينة وتؤكد أنه ليس للفلسطينيين من قوى بشرية أو تنظيم أو سلاح أو ذخيرة توازي أو يقارب ما لدى الصهاينة، وحث التقرير الدول العربية على “تعبئة كامل قوتها” فقامت الجامعة العربية بتخصيص مبلغ مليون جنيه إسترليني للجنة الفنية، وقبل إصدار قرار التقسيم حذّر اللواء إسماعيل صفوت رئيس اللجنة الفنية أنه “بات من المستحيل التغلب على القوات الصهيونية باستخدام قوات غير نظامية” وأنه “ليس باستطاعة الدول العربية أن تتحمل حربا طويلة”.

وبعد قرار التقسيم اجتمعت الدول العربية في القاهرة بين 8 و17 ديسمبر 1947م، وأعلنت أن تقسيم فلسطين غير قانوني وتقرر أن تضع 10000 بندقية و3000 آلاف متطوع – وهو ما أصبح يعرف بجيش الإنقاذ- بينهم 500 فلسطيني ومبلغ مليون جنيه في تصرف اللجنة العسكرية الفنية، وفي 29 نوفمبر 1947م، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يوصي بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة فلسطينية.

إعلان الدولة الصهيونية 

وكان الانتداب البريطاني على فلسطين ينتهي بنهاية يوم 14 مايو 1948، وفي اليوم التالي أصبح إعلان قيام دولة “إسرائيل” ساري المفعول، ومباشرة بدأت الحرب بين الكيان الجديد والدول العربية المجاورة، وفي 3 مارس عام 1949م، أعلن انتهاء الحرب بين الجيوش العربية والعصابات الصهيونية المسلحة في فلسطين بعد قبول مجلس الأمن الدولي دولة الاحتلال الإسرائيلي، عضوا كاملا في الأمم المتحدة وقبول الدول العربية الهدنة الثانية.

وتدفقت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق وإمارة شرق الأردن على فلسطين ونجحت القوات العربية في تحقيق انتصارات كبيرة، وفي السادس عشر من مايو 1948م، اعترف رئيس الولايات الأميركية المتحدة هاري ترومان بدولة “إسرائيل”، ودخلت أول وحدة من القوات النظامية المصرية حدود فلسطين، وهاجمت هذه القوات مستعمرتي كفار داروم ونيريم الصهيونيتين في النقب، كما عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين، واستعادت القوات النظامية اللبنانية قريتي المالكية وقَدَس على الحدود اللبنانية وحررتهما من عصابات “الهاجاناه” الصهيونية.

واستمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخلت القوى الدولية، وفرضت عليها هدنة تتضمن حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية، ولكن العصابات الصهيونية انتهزت الهدنة من أجل إعادة تجميع صفوفها والحصول على السلاح من الخارج خاصة من الدول الكبرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة التي فرضت الهدنة في البداية.

وعندما استؤنفت المعارك من جديد كان للصهاينة اليد العليا واتخذت المعارك مسارا مختلفا وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم، واستطاعت العصابات الصهيونية المسلحة فرض سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية، وانتهت المعارك بقبول العرب الهدنة الثانية التي كانت اعترافا بالهزيمة وتدخل حرب فلسطين التاريخ العربي تحت اسم (النكبة).

ملايين اللاجئين 

وحسب ما نشر -مركز المعلومات الوطني الفلسطيني “وفا” نقلًا عن تقرير الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن المعطيات الإحصائية تظهر أن عدد الفلسطينيين عام 1948م، بلغ 1.4 ملايين نسمة في حين قدر عدد الفلسطينيين منتصف عام 2008م، بحوالي 10.5 ملايين نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف منذ أحداث نكبة 1948 بـ7.5 مرات.

أما في ما يتعلق بالفلسطينيين المقيمين ما بين النهر والبحر، فلفت إلى أن إجمالي عدد الفلسطينيين المقيمين في فلسطين التاريخية بلغ نهاية عام 2007م، حوالي 5,0 مليون نسمة مقابل نحو 5.5 ملايين يهودي، وأنه في ضوء المراجعة الجديدة لعدد السكان، بناء على نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2007م، فإنه من المتوقع أن يتساوى عدد الفلسطينيين واليهود ما بين النهر والبحر بحلول عام 2016م.

ووفق التقرير تبين المعطيات الإحصائية، أن نسبة اللاجئين بين الفلسطينيين تصل ما يزيد على نصف عدد الفلسطينيين بالعالم بقليل، وهي تعكس ذاتها تقريبا للوجود الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية، فحسب سجلات وكالة الغوث لنهاية العام 2007م، بلغ عدد اللاجئين في كل من الأردن وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية حوالي 4.6 ملايين لاجئ فلسطيني مسجل، يتوزعون بواقع 42% في الأردن و10% في سوريا، و9% في لبنان، وفي الضفة الغربية 16%، وقطاع غزة 23%، يعيش حوالي ثلثهم في 59 مخيمًا تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن و10 في سوريا، و12 مخيمًا في لبنان و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة، وقد بلغ متوسط حجم الأسرة للفلسطينيين في الأردن حوالي 5.1 فرد في حين بلغ 4.1 في سوريا و3.8 في لبنان.

وقد قدر عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948م، بحوالي 154 ألف مواطن، في حين يقدر عددهم في الذكرى الستين للنكبة حوالي 1.2 مليون نسمة، بنسبة بلغت حوالي 103.7 ذكور لكل مئة أنثى، ومتوسط حجم الأسرة 4.7 أفراد، وبلغت نسبة الأفراد أقل من 15 سنة حوالي 40.2% من مجموع هؤلاء الفلسطينيين مقابل 3.2% منهم تبلغ أعمارهم 65 سنة فأكثر، مما يشير إلى أن هذا المجتمع فتيا كامتداد طبيعي للمجتمع الفلسطيني عامة.

في ذكرى النكبة

“حماس”

ومع حلول هذه الذكرى، اليوم الأحد، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أنها “لن تعترف بإسرائيل، ولن تتنازل عن ذرة تراب من فلسطين المحتلة”، مشددة على أن “الشعب الفلسطيني ومقاومته الحية؛ ستبقى رأس حربة في مشروع التحرير، كما أن الأمة العربية والإسلامية ستظل عمقنا الاستراتيجي”.

وطالبت “حماس” في بيان لها، جميع الدول والشعوب، بالعمل على “عزل الاحتلال الإسرائيلي، والضغط عليه؛ لوقف حصاره وعدوانه على غزة، والإعدامات الميدانية التي يرتكبها جنود الاحتلال بحق أهلنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وكذلك كف يده عن أبناء شعبنا في الأرض المحتلة عام 1948م”.

ودعت “كل المخلصين في حركة فتح والفصائل؛ إلى أن يقفوا وقفة رجل واحد في وجه التنسيق الأمني مع الاحتلال، وفي وجه الاعتقال السياسي في الضفة الغربية المحتلة”، وقالت: “ليعلم الجميع أن الضغط يولد الانفجار، فلا تتركوا الصهاينة يعبثون باستقرار المنطقة والعالم”، مناشدة الأنظمة العربية أن “ترفع يدها عن اللاجئين الفلسطينيين، وتكرم وفادتهم حتى يوم عودتهم”.

كما حذرت “حماس” من خطورة “عبث” الاحتلال بالمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، مؤكدة أن “العبث بقدسية المقدسات؛ هو استعجال بهزيمة ساحقة للصهاينة المجرمين”، وخاطبت الأسرى الفلسطينيين بقولها، إن “موعدكم الحرية.. حريتكم على رأس أولويات إخوانكم وشعبكم”.

“الجبهة الشعبية”

من جانبها؛ قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن طبيعة الاحتلال “العدوانية والإحتلالية؛ تبدأ من عدم اعترافه بجريمته التاريخية التي ارتكبها بحق شعبنا، وتنكره لحقوقه، وممارسته التمييز العنصري بحق من تبقى في الأراضي المغتصبة عام 1948م”.

ودعت الجبهة ما أسمتها “القيادة المتنفذة” في منظمة التحرير الفلسطينية، إلى “التراجع عن نهج التسوية، الذي أضر بشعبنا وحقوقه ونضاله، والاعتراف بفشل هذا النهج وما ترتب عليه من اتفاقيات، وفي مقدمتها اتفاق أوسلو، الذي ندعو إلى الخلاص منه”، مطالبة السلطة الفلسطينية بـ”مغادرة نهج التسوية والاستجداء، واللهث وراء المبادرة الفرنسية، وإنهاء سياسة التفرد والهيمنة في المؤسسات الفلسطينية، وعلى رأسها منظمة التحرير”.

حركة فتح

بدورها؛ أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، على “تمسكها بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية، وبحق عودة اللاجئين إلى وطنهم التاريخي فلسطين”، متعهدة بأنها “لن تسمح بتمرير أي محاولة للمس بالثوابت الوطنية”، وقالت في بيان لها، إن الشعب الفلسطيني كان “ضحية مؤامرة من قوى استعمارية كبرى”.

وبيّن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في بيان له بعنوان “النكبة.. تطهير عرقي وإحلال سكاني”، أن الفلسطينيين تضاعف عددهم تسع مرات منذ عام 1948م، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية.

وأطلق الشعب الفلسطيني مصطلح “النكبة” على ارتكاب العصابات الصهيونية عام 1948م، أكثر من 70 مجزرة بحق المدنيين الفلسطينيين، وتدمير أكثر من 531 مدينة وقرية، والسيطرة على نحو 774 أخرى، وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني من أراضيهم إلى بقاع مختلفة من العالم، ليقطنوا في مخيمات اللاجئين التي بلغت 58 مخيما.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023