حينما تدخل مستشفى الليمان وترى النظافة والجو الجميل والشبابيك التي تطل على الخضرة الجميلة، والتي حُرمنا منها 3 سنوات والحمامات النظيفة، غير الأسِرة التي اقتربنا نسيانها، أشياء تبهرك لتقول ماذا لو كانت السجن هكذا..
لكن مع الانبهار وهذه الأشياء الجميلة وأن هذا أمر طبيعي لاستقبال المرضى وعلاجهم، إلا أنك لا تتخيل أو تتصور أن الموت ينتظرك على إحدى هذه الأسِرة أو أنك ستفقد بصرك أو ستصاب بأمراض أخرى غير التي تعاني منها.
دخلت مستشفي الليمان لكي يتم ترحيلي إلى مستشفي المنيل الجامعي لاستكمال العلاج ولكن قابلني أحد أصدقائي فقال لي “أمامك شهرين أو ثلاثة كي يتم عمل ترحيل لك ومن الممكن عودتك إلى السجن دون علاج، فقلت له ليس لهذه الدرجة، فانظر إلى من بالسرير الأول، فهو مريض بتشوه في القرنية، ويمكث هنا منذ 6 شهور ولم يحدث معه أي شيء، وأنظر إلى من بجواره فهو يحتاج عملية “قلب مفتوح” ومنتظر ترحيله للمنيل لإجراء آشعة منذ 6 أشهر، وذلك الرجل فهو بالسرطان ومنتظر ترحيله معهد ناصر ولم يحدث معه شئ كذلك، وهذا فقد عينه بسبب الإهمال، وذاك كان يجب إجراء قسطرة على قلبه منذ أكثر من عام، أما ذلك السرير فهو كان لشخص دخل المستشفى وهو مريض بسرطان قطره 3 سم في المثانة نتيجة الإهمال الطبي، تمكن السرطان من ثلثي المثانة ومات هنا.
فقلت إن حالتي سهلة والترحيل سيتم سريعًا، فكان رده إنسى ذلك وسنرى، فصديقك الصحفي محمد العادلي موجود هنا لإجراء أشعة رنين ولم يتم معه أي شيء، وأضاف على ذلك أن الحالات الموجودة بملحق المستشفى، المرضى جميعهم في مكان واحد، باختلاف أنواع الأمراض درن وفيرسC وعظام وأمراض أخرى.. إلخ
وبالفعل أنا منذ أكتر من شهر ونصف لم يتم ترحيلي حتى الآن، فالوضع هنا صعب وإدارة المستشفى تتعامل مع المرضى كأنهم قادمون لقضاء فترة راحة ليتم ترحيلهم بعدها لسجونهم مرة آخرى، فهناك حالات أصيبت بأمراض بسبب عدم تعرضهم للشمس وعدم المتابعة الطبية والإهمال الطبي، نحن بحاجة إلى لجنة طبية ولجنة حقوق الإنسان لترى الموجودين هنا قبل تدهور حالاتهم ومفارقتهم للحياة لتعرفوا بعدها أن هناك مرضى ماتت في المستشفى.
