شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عون.. الرئيس الـ13 للبنان.. يؤمن بتحالف الأقليات ضد المسلمين السنة

عون.. الرئيس الـ13 للبنان.. يؤمن بتحالف الأقليات ضد المسلمين السنة
انتخب مجلس النواب اللبناني أمس العماد ميشال عون رئيسًا للبنان بعد عامين ونصف العام من فراغ المنصب، وحصل عون على 83 صوتًا متجاوزًا العدد المطلوب لفوزه بالرئاسة، بعد جولتي تصويت في مجلس النواب.

انتخب مجلس النواب اللبناني أمس العماد ميشال عون رئيسًا للبنان  بعد عامين ونصف العام من فراغ المنصب، وحصل عون على 83 صوتًا متجاوزًا العدد المطلوب لفوزه بالرئاسة، بعد جولتي تصويت في مجلس النواب.

وجاء ترشيح عون بعد توافق بين القوى السياسية اللبنانية، حيث ظل منصب الرئيس في لبنان شاغرا منذ مايو 2014، نتيجة فشل الكتل السياسية في الاتفاق على مرشح يخلف الرئيس السابق ميشال سليمان.
ويقضي الدستور اللبناني بأن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المسيحية المارونية.

من هو ميشال عون؟

ولد ميشال عون في 17 فبراير1932، لأسرة مسيحية مارونية، كانت تقطن حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، المعروفة بتعددها الطائفي.

ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة حكومية، ثم انتقل إلى مدرسة “الفرير- نوتردام”، وأكمل دراسته  في مدرسة “القلب الأقدس”، التي نال منها شهادة في الرياضيات، والتحق بعدها، وفي وقت مبكر، من العام 1955 بالمدرسة الحربية متطوعا بصفة تلميذ ضابط، وتخرج منها عام 1958 كضابط مدفعي.

وشارك عون في دورة تطبيقية على المدفعية في فرنسا خلال 1958- 1959، كما تلقى دورة متقدمة في الاختصاص نفسه بالولايات المتحدة الأمريكية، وعين ملازما في “ثكنة المير بشير”، وانتقل إلى فوج المدفعية الثاني في صيدا سنة 1959، وفي سنة 1964 أصبح قائد سرية مدفعية، بحسب روسيا اليوم.

تمت ترقية عون إلى رتبة ملازم أول في  يوليو 1961، ثم إلى نقيب في أغسطس 1968، وخدم في حرب 1967 على الحدود الجنوبية ضمن فوج المدفعية الثالث، وأصبح رائدا في 1 يناير1974.

وفي يوليو 1978 ابتعث عون لمتابعة دورة أركان في مدرسة الحرب العليا بباريس، وبعيد عودته منها عام 1980 منح رتبة “ركن”، وتولى عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982 قيادة  اللواء الثامن المدافع، الذي تولى الدفاع عن قصر بعبدا، بعدها رقي إلى رتبة عميد وعين قائدا للجيش اللبناني اعتبارا من 23 يونيو 1984 حتي 27 نوفمبر 1989.

العماد ميشال عون

وأصبحت حكومة عون العسكرية بمواجهة الحكومة المدنية التي يرأسها بالنيابة الرئيس سليم الحص، وقد استقال الوزراء المسلمون من الحكومة بعد تشكيلها بساعات، وبذلك أصبح للبنان حكومتان، دخل عون إثر ذلك، في مواجهات دامية مع الجيش السوري ثم مع قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع.

اعتصم ميشال عون بقصر بعبدا، بدعم من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ودول أخرى، واعتبر نفسه “منقذا” للبنان، ضاربا باتفاق الطائف عرض الحائط، خصوصا شقه الخارجي الذي يقضي بانتشار سوري على الأراضي اللبنانية، ولا يحدد آلية لانسحابه من لبنان، وتنصيب الرئيس إلياس الهراوي رئيسا للجمهورية.

وفي أكتوبر عام 1990، أرغم  عون على الانسحاب من القصر، واللجوء إلى السفارة الفرنسية، بخطة أمنية أشرف عليها السفير الفرنسي في بيروت.

أمضى عون الفترة من 15 اكتوبر إلى29 أغسطس 1991 لاجئا سياسيا داخل السفارة الفرنسية بمنطقة الحازمية في بيروت، وكان دائما معتدا ببدلته العسكرية، حتى في أوقات راحته، ثم رحل إلى قبرص ومنها إلى باريس على متن بارجة حربية فرنسية.

عون بين الأسد وصدام

ما إن أصبح العماد عون رئيسا للحكومة الانتقالية في العام 1988 حتى بدأ في سعيه للعبور إلى رئاسة الجمهورية.

وقام عون بقطع علاقته بسوريا آنذاك، فبات  يحتاج إلى علاقة أخرى تحميه، فلم يجد سوى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
سانده “أبو عمار” بلا حدود، وأبلغه في لقائهما الأول في تونس حرفيا: “سنسلمك البندقية الفلسطينية في لبنان، وسنتولى دعمك والدفاع عنك في المحافل العربية”، قبل أن يصبح عرفات “عراب” علاقة عون بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

دخل الجنرال بعدها في لعبة الصراع الفلسطيني السوري ومن ثم الصراع العراقي – السوري، وعينه على أن يطيح عرفات وصدام بحافظ الأسد ليصبح رئيسا للجمهورية.

عودة العلاقات مع سوريا

أقام العماد عون علاقة “حسن الجوار” مع سوريا بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، منفذا بذلك وعوده أثناء توليه رئاسة الحكومة العسكرية، إذا طالب يومها سوريا بالانسحاب لينسج معها أفضل العلاقات.

خطوته الأولى بعد عودته إلى لبنان تمثلت بخوض غمار انتخابات 2003، التي أدخلته البرلمان بكتلة نيابية مؤلفة من 21 نائبا، وأظهرته بمركز قوي، كونها ثاني أكبر كتلة في البرلمان.

ورأى عون أخيرا في حزب الله قوة رئيسية يمكن التحالف معها، فوقع على وثيقة تفاهم مع الحزب في 6 فبراير 2006 في كنيسة مار مخايل. وصار متحدثا باسم “المقاومة”.

وشارك عون في مؤتمر الدوحة الذي انتهى بالتوقيع على اتفاق الدوحة في 21 مايو 2008، وتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الفئات اللبنانية كافة، حيث شارك عون فيها بـ5 وزراء من كتلته النيابية.

 

العماد ميشال عون وحسن نصر الله

أميركا قلقة 

أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، عن ترحيب واشنطن بانتخاب ميشال عون رئيساً للبنان، الاثنين، منوها إلى قلق الإدارة من دعم “حزب الله” لعون، مصرحا بترقب الإدارة الأمريكية قرارات عون المستقبلية خلال خدمته رئيساً للبنان.

قال بيان الخارجية الأمريكية حول انتخاب عون: “تهنأ الولايات المتحدة الأمريكية الشعب اللبناني بانتخاب الرئيس ميشال عون، وفقا للدستور اللبناني. هذه فرصة، ليخرج لبنان من سنوات من الجمود السياسي، ولاستعادة وظائف الحكومة وبناء مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا لجميع المواطنين اللبنانيين. وبينما يشكل لبنان حكومة جديدة، ننظر إلى جميع الأطراف للتمسك بالتزامات لبنان الدولية، بما في ذلك تلك الواردة في قرارات مجلس الأمن 1559 و1701. وستواصل الولايات المتحدة الوقوف كتفا الى كتف مع الشعب اللبناني ودعم استقلال وسيادة وأمن واستقرار لبنان.”

وتطرق كيربي في المؤتمر الصحفي اليومي للخارجية إلى علاقة واشنطن مع عون، إذ قال: “لا أعرف ما وضع علاقتنا على وجه التحديد مع الرئيس عون. لست على إطلاع على هذه المعلومات، ولكن ما يهم هو كيف سيمضي قدما واتخاذه القرارات التي عليه الآن أخذها، سنراقب أفعاله، وإلى أين سيذهب بدولته، التي ظلت بحاجة إلى رئيس التنفيذي لأكثر من عامين. لذلك سنرى كيف ستطور الأمور.”

 علق كيربي حول أسئلة عن قلق أميركا من دعم حزب الله الذي أدرجته الولايات المتحدة منظمة إرهابية، لعون، قائلا: “نحن على علم بالتأييد الذي حصل عليه من حزب الله، والذي هو منظمة إرهابية أجنبية. وبالطبع، نحن لا نزال قلقين للغاية بشأن ما يقوم به حزب الله في المنطقة،” مضيفاً: “ولكننا سنحكم على الرئيس الجديد بناءً على قراراته القادمة والإجراءات التي سيتخذها في قياد الحكومة.. لذلك سنرى، سنرى ما سيحدث مستقبلاً.”

ورداً على سؤال ما إذا كان هناك قلق حالي في الإدارة الأمريكية من لعب حزب الله دوراً أكبر في الحكومة اللبنانية، قال كيربي: “لن يكون ذلك بالطبع نتيجة نفضل أن نراها. ولكننا سنحكم عليه بناءً على القرارات والإجراءات التي سيتخذها.”

وحول  ما إذا كان انتخاب عون “مظهر من مظاهر قوة حزب الله”، علق كيربي: “لا أعرف إن كنت أستطيع قول ذلك.. لقد دعمه الحزب. وبقدر ما أعرف، قال (عون) إنه ليس عضوا في حزب الله. ولا يمكنني أن أتنبأ إلى أي مدى سوف يحاول حزب التملق لعون أو التأثير عليه إن حاول القيام بذلك.”



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023