ما زال حي قنفودة جنوب بنغازي، يشهد صراعات منذ عدة أشهر بين الجيش الوطني الليبي وميليشيات تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي، الأمر الذي وصل إلى محاصرة المدنيين وإعلان كلا الطرفين شروط لإجلاءهم، وبمجرد استشعار الجيش الليبي الحرج، أعلن عن تورط الجيش المصري في معارك بني غازي، بحسب تصريحات للناطق باسم رئاسة الأركان الليبية.
وكانت بني غازي خلال العامين الأخيرين مسرحًا لحملة عسكرية بقيادة القائد العسكري في شرق ليبيا خليفة حفتر في مواجهة معارضين آخرين.
وبعد أن كافحت قوات حفتر طويلاً لتحقيق تقدم سيطرت على عدد من الأحياء المهمة هذا العام لكنها لم تحكم سيطرتها بعد على المدينة.
شروط لإجلاء المدنيين
ونقلت هيومن رايتس في تقرير لها، اليوم الأربعاء، عن الحاكم العسكري لمدينة بنغازي أحمد العريبي، شروط إجلاء المدنيين من قنفودة، والمتمثلة في السماح للأطفال دون سن الخامسة عشر، وللرجال ما فوق الخامسة والستين بالخروج، ومنع خروج النساء بالنقاب.
وذكرت “هيومن رايتس ووتش، أن الجيش الوطني الليبي أعلن أنه “لن يسمح بإجلاء أي ذكور تتراوح أعمارهم بين 15 و65، كما وضع مجموعة من الشروط الأخرى، ووضع التحالف الإسلامي المسيطر على المنطقة شروطًا لإجلاء المدنيين أيضًا”.
وأضاف العريبي لهيومن رايتس، أن قوات الكرامة قد تسمح بمغادرة العائلات برًا أو بحرًا، بشرط إشرافها المباشر على خروجهم، وفي وجود مراقبين دوليين، وتسليم المدنيين غير الليبيين، كالعمال الوافدين، إلى سفارات بلادهم.
وتشترط عملية الكرامة أن يخرج المدنيون من منطقة قنفودة إلى داخل مدينة بنغازي، والمناطق التي تسيطر عليها قوات حفتر، بينما يطالب مجلس شورى ثوار بنغازي بمغادرتهم إلى مدن آمنة غرب البلاد.
يشار إلى أن محادثات غير مباشرة بين ممثلين عن “عملية الكرامة”، ومجلس شورى ثوار بنغازي، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قد فشلت في توقيع اتفاق بإجلاء المدنيين من قنفودة.
ونقل تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” الأربعاء، عن حنان صلاح وهي باحثة في المنظمة مختصة بشؤون ليبيا مطالبتها الجيش الوطني الليبي بالسماح ” لأي مدني يريد ترك منطقة المعركة بالمغادرة، أيًا كان عمره أو جنسه”، مضيفة أن “وجود مقاتلين قرب المدنيين لا يمنح الجيش الوطني الليبي الحق في محاصرتهم في منطقة قتال ليواجهوا الجوع”.
استهداف المدنيين
وقال سكان محليين بحسب المنظمة :”إن الجيش نفذ ضربات جوية وأطلق قذائف هاون على قنفودة، قتلت وأصابت عددا غير معروف من المدنيين، وأضرت بالبنية التحتية لبنغازي”.
ودعت “رايتس ووتش” جميع أطراف النزاع في مدينة بنغازي الليبية السماح لجميع المدنيين بمغادرة حي قنفودة وبمرور آمن للمساعدات الإنسانية.
كما أفادت بأن الجماعات الإسلامية المنضوية تحت مجلس شورى ثوار بنغازي قد قصفت ” مناطق مجاورة لبنغازي، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من المدنيين وتدمير الممتلكات، كما أنها تعتقل تعسفيًا نحو 100 من مؤيدي حكومة القذافي السابقة الذين قبض عليهم خلال ثورة 2011م، واحتجزوا في سجن بوهديمة العسكري ببنغازي، إلى أن سيطر عليه مسلحون في أكتوبر 2014م”.
ولفتت المنظمة في تقرير مطول، إلى أن “هناك 120 أسرة على الأقل تعيش في قنفودة، لديها مئات الأطفال، وفقًا لتميم الغرياني الوسيط نيابة عن مجلس شورى ثوار بنغازي”، مشيرة إلى أنهم يعيشون في ظروف شاقة للغاية، استنادًا إلى شهود داخل الحي اتصلت بهم المنظمة هاتفيا.
وأشار التقرير إلى أن الجيش الوطني الليبي كان قد اتهم في بيان صدر في 3 سبتمبر الجماعات المسلحة بإعاقة مغادرة المدنيين لقنفودة واستخدامهم “دروعا” لمنع الجيش الوطني من التقدم في معقل المتشددين، مضيفة أنها لا تستطيع تأكيد ادعاء الجيش الوطني الليبي.
وفي ذات السياق، سلط تقرير حقوق الإنسان الذي نشرته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الضوء على ضحايا الأعمال العدائية خلال اكتوبر الماضي، وأوضحت أنه قتل 29 مدنيًا وأصيب 73 آخرون.
كما أشارت إلى أن الإصابات في صفوف المدنيين شملت “امرأتين وخمسة أطفال لقوا حتفهم جراء الغارات الجوية في منطقة قنفودة”.
وذكر التقرير بأنه تم العثور على عشر جثث مقيدة الأيدي ومصابة بطلقات نارية في مكب للنفايات في حي شبنة بمدينة بنغازي الذي يقع تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي في 27 أكتوبر”.
مساندة الجيش المصري
وفي تصريح للناطق باسم رئاسة الأركان الليبية العقيد أحمد المسماري، اليوم الأربعاء، كشف فيه إن الجيش الليبيي يقاتل جنبًا إلى جنب مع نظيره المصري في المعارك الدائرة في بني غازي، مؤكدًا أن الوضع في باقي المدن الليبية يشبه المعارك التي يخوضها الجيش المصري في سيناء.
وأشار “المسماري” إلى أن “العقلية السياسية في مصر تعلم تمامًا أن العدو واحد، وهدفه واحد وهو تدمير الجيوش العربية، ولذلك ما يقوم به السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي يعمل على استنهاض الهمم في الدول العربية كلها وليس في تلك المنطقة فقط، لذلك نحن نعمل كجيش عربي واحد نقاتل في خندق واحد محاولين القضاء على الإرهاب، و كذلك الدول الأجنبية التي تمول هذا الإرهاب”، على حد قوله.
احتجاز 10 مصريين
واحتجزت الشرطة الليبية، عشرة من أبناء قرى مركزي مغاغة والعدوة بمحافظة المنيا، خلال عملهم بمنطقة الأبيار ببني غازي.
وأوضح أهالي المحتجزين، أنَّ آخر اتصال جمع بينه وأسرته كان منذ أكثر من 45 يومًا تقريبًا، وبعد ذلك انقطعت الاتصالات، وأنَّهم علموا باحتجازهم عبر اتصال هاتفي من أحد الأهالي المتواجدين بليبيا، وطالبوا المسؤولين بوزارة الخارجية المصرية بالتحرك لتحرير أبنائهم لا سيَّما مع مرور أكثر من 40 يومًا على احتجازهم.
