شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سيف الدولة لـ”رصد”: 3 أسباب لعدم انفجار ثورة غلابة.. وهذا موعدها

سيف الدولة لـ”رصد”: 3 أسباب لعدم انفجار ثورة غلابة.. وهذا موعدها
في ظل النجاح الكبير الذي حققته المظاهرات في المكسيك بسبب غلاء البترول، أثار هذا تساؤلات حول أسباب فشل دعوات التظاهر في مصر، والتي تخرج بسبب غلاء الأسعار وظروف المعيشة، رغم نجاح الكثير من التظاهرات الأخرى التي ترفع شعارات أخرى

في ظل النجاح الكبير الذي حققته المظاهرات في المكسيك بسبب غلاء البترول، أثار هذا تساؤلات حول أسباب فشل دعوات التظاهر في مصر، والتي تخرج بسبب غلاء الأسعار وظروف المعيشة، رغم نجاح الكثير من التظاهرات الأخرى التي ترفع شعارات أخرى.

وشهدت المكسيك تظاهرات حاشدة احتجاجا على غلاء أسعار المحروقات، شارك فيها الآلاف من الشعب المكسيكي من جميع أنحاء البلاد.                

ومن جانبه أوضح الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي، أسباب فشل دعوات التظاهر ضد غلاء الأسعار في مصر، حيث أوضح أن السبب الأول هو الثمن الباهظ للتظاهر، بعد تحريمه وتجريمه بمعرفة السلطة الحاكمة، التي نجحت في إيصال رسالتها للقوى السياسية وثوار يناير وكل من يعنيه الأمر، أنها لن تسمح بالتظاهر ضدها، وان من يفعل سيعصف به قتلا أو قنصا أو اعتقالا وسجنا.

وأضاف “سيف الدولة”، في تصريح خاص لـ”رصد”: “هذه السياسة ما بدأ مع مجزرة الحرس الجمهوري في ٨ يوليو ٢٠١٣ مرورا برابعة والنهضة وحتى يومنا هذا، لا فرق في ذلك بين إسلامي ومدني، ولا بين شيماء الصباغ و سندس، ولا بين الرجال والنساء، ولا بين الشباب والشيوخ”.

وأوضح “سيف الدولة”، أنه لا يجب أن ننسى أننا نعيش اليوم في ظل نظام مستبد وبوليسي، يقود الثورة المضادة ضد كل ما تمثله ثورة يناير من أفكار وأهداف وحريات وقيم وقوى، ولدى قادة هذا النظام ومؤسساته عقدة عميقة من ثورة يناير ومما حدث لمبارك، وهم يفعلون كل ما يستطيعون للحيلولة دون تكرارها مرة أخرى، وعلى راس المحرمات هو اجتماع الشعب مع بعضه البعض وتظاهره واعتصامه مرة اخرى فى الشوارع والميادين.

وأضاف “سيف الدولة”، أن السبب الثاني هو أن مظاهرات الغلابة عادة ما تكون عفوية وعشوائية وغير منظمة، كما حدث في ١٨ و ١٩ يناير ١٩٧٧، فهي لا تخرج استجابة لدعوات الأحزاب والقوى السياسية المنظمة، ولا يستطيع أحد أن يستدعيها بدعوة أو بنداء، كما أنه لا يستطيع أعتى الأجهزة الأمنية أن يتوقع حدوثها أو يمنعه، فشرارة صغيرة يمكن أن تشعل الغضب الشعبي في لحظات.

وأشار إلى أن السبب الثالث هو حالة الاستقطاب الحاد داخل المجتمع المصري وداخل القوى السياسية، وهو الاستقطاب الذي يقف حجر عثرة دون اصطفاف كافة القوى الوطنية معا للدفاع عن القضايا والمصالح المشتركة، وكأن هناك بالفعل شعبين في مصر، شعب للإسلاميين وآخر للمدنيين، وهو ما استطاعت للأسف الدولة العميقة وقوى الثورة المضادة أن ترسخه وتعمقه مستغلة أخطائنا وخطايانا الآن سنوات الثورة، وهو شرخ عميق قد يستمر لسنوات طويلة ما لم نبحث عن أسبابه وعن سبل ترميمه وعلاجه، بحسب ما قال.

وشدد “سيف الدولة” أنه يتصور أن احتمالات تفجر ردود فعلة شعبية وسياسية غاضبة ضد سياسات الغلاء والبطالة وتعويم الجنيه لا تزال احتمالات قوية، مضيفا: “أصدر أحد المراكز البحثية وثيقة الصِّلة بصندوق النقد والبنك الدوليين دراسة من عدة سنوات، جاء فيها أنه من واقع دراسة ردود الفعل الشعبية ضد سياسات الصندوق فى عديد من بلدان العالم، فإن تفجر موجات الغضب يظهر في غضون ستة شهور من بداية تطبيق هذه السياسات ولا يكون ردا فوريا كما يتصور الكثيرون”.

ولفت إلى أن هذا التحليل منطقي، لأن الناس عادة ما تأخذ وقتها في محاولة توفيق أوضاعها وتطبيع حياتها مع الأسعار المرتفعة وانخفاض قيمة دخولها وقوتها الشرائية، ولكنها سرعان ما تكتشف عجزها عن الحياة والاستمرار هكذا، فتشهد البلاد حالات فردية أو متفرقة ومنفصلة من الغضب هنا أو هناك، إلى أن تعم الحالة ويضرب الغضب الجميع، ما لم تتدارك السلطة موقفها وتتراجع عن سياساتها وقراراتها، كما فعل السادات مساء يوم ١٩ يناير ١٩٧٧، بعد أقل من ٤٨ ساعة على تفجر الانتفاضة الشعبية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023