شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أول عملية برية للولايات المتحدة باليمن.. خسائر بشرية ونقطة تحوّل

أول عملية برية للولايات المتحدة باليمن.. خسائر بشرية ونقطة تحوّل
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" مقتل جندي أميركي وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم شنته قوة أميركية على مواقع لتنظيم القاعدة في اليمن. وأفادت الوكالة اليمنية للأنباء بمقتل عشرات من بينهم أشخاص محسوبون على تنظيم القاعدة

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” مقتل جندي أميركي وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم شنته قوة أميركية على مواقع لتنظيم القاعدة في اليمن، فيما أفادت الوكالة اليمنية للأنباء بمقتل عشرات من بينهم أشخاص محسوبون على تنظيم القاعدة ومدنيون في غارات جوية وعملية إنزال نفذت في مديرية “ولد ربيع” بمحافظة البيضاء اليمنية.

فما هي دلالات توقيت وقوع هذه العملية في ظل المتغيرات الجارية على الساحتين اليمنية والدولية، وهل يمكن اعتبار هذه العملية مؤشرا على تغيير ما في التعامل الأميركي مع الوضع اليمني؟

مرحلة جديدة

من جانبه قال المحلل السياسي د. عمرو عبد الرحمن في تصريحات خاصة لـ”رصد” يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لن يعتمد فقط على غارات الطائرات  بدون طيار لاستهداف عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، وغيره من التنظيمات التي تعتبرها الولايات المتحدة “إرهابية” كما فعل سلفه باراك أوباما.

فعملية البيضاء هي أول عملية عسكرية برية أميركية في اليمن منذ قرابة عامين، لكنها كانت دامية، فقد قتل فيها جندي أميركي وأصيب ثلاثة، وأشارت مصادر يمنية محلية إلى مقتل نحو أربعين مسلحا، من بينهم ثلاثة زعماء قبليين يتهمون بالانتماء إلى القاعدة، كما قتل عدد من المدنيين من بينهم ثماني نساء وأربعة أطفال وهو ما يضع الولايات المتحدة في زاوية سلبية خاصة مع تسلّم إدارة ترامب شؤون البلاد رسميا.

نمو القاعدة وتنظيم الدولة

وفي السياق ذاته يرى الدكتور نبيل خوري، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية والرئيس السابق للبعثة السياسية الأميركية في اليمن، أن العملية غير مرتبطة بالحرب الدائرة في اليمن بشكل مباشر، ولكن علاقتها بالنمو الذي يشهده تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة منذ بداية الأحداث خاصة خلال العامين الأخيرين.

حتمية التدخل البري
وأضاف أن العمليات العسكرية السابقة في اليمن -ولا سيما تلك التي نفذت بطائرات بدون طيار لم تحقق هدفها من إضعاف هذه التنظيمات، ولذلك وجب تنفيذ عملية أرضية وربما ستكون هناك عمليات مشابهة لملاحقة هذه التنظيمات على الأرض خاصة في جنوب اليمن.

فرصة للحوثيين
واعتبر خوري في تصريحات تلفزيونية له أن العملية الأخيرة تمثل فرصة أمام الحوثيين ليظهروا أنهم ضد القاعدة فعلا، وأنهم قادرون على مجابهتها والتعاون مع من يلاحقها على الأرض، في ظل الفشل الواضح من جميع الأطراف السياسية في مواجهتها، وفق قوله.

مضمون عسكري

ولا يرى المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية أي مضمون سياسي تعكسه العملية، لأن ترمب وإدارته مشغولون في جهات أخرى، مشيرا إلى أن القرار عسكري في المقام الأول، ويأتي امتدادا للتركيز الجديد على ملاحقة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، والتي قال إنها لا تنتهي بالعمليات الدائرة في الموصل بالعراق أو في سوريا.

وتابع أن هناك اتجاها أيضا للتركيز على تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، الموجود في اليمن، ولذلك سيكون هناك استهداف كبير له، والأمر لا يشكل تغييرا سياسيا، بل إعطاء أولوية أكبر للقضاء على هذين التنظيمين.

أهداف سياسية
من جهته، لم يستغرب الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي هذه العملية العسكرية، وقال إن ترمب -الذي استهل عهده بمعاقبة سبع دول عربية واتهم سكانها بالإرهاب كعقاب جماعي- افترض اليوم أن كل من يهاجمهم في اليمن إرهابيون.

وأضاف أن الضحايا المدنيين والعسكريين للعملية يؤكدون أنها مغامرة لها أهداف سياسية أعلى بكثير من أهدافها العسكرية، وتدخل في سياق الدعاية السياسية التي يلجأ إليها ترمب ليؤكد حضوره وعقيدته الأمنية العسكرية تجاه ما يعتبره “الإرهاب”.

ويرى التميمي أن الولايات المتحدة تتعامل باستعلاء مع اليمن حكومة وشعبا، وتتجاهل أن هناك حربا في اليمن نجح فيها التحالف العربي في تحجيم دور القاعدة.

وأضاف أن ترمب يريد أن يقول إنه قوي بما فيه الكفاية لحماية الشعب الأميركي، لكن عليه تحمل تبعات خسائره في هذه العملية لأنه فشل في أول عملية عسكرية في عهده في ضوء ما يتناقل عن الخسائر.

وهكذا تعددت وجهات النظر حول عملية مدينة البيضا كأول تدخل عسكري بري للولايات المتحدة باليمن ولكنها رغم تباينها فقد اتفقت على كونها مغامرة قد يكون لها ما بعدها، كما اتفقت على أنها تحمل رسالة من الحوثيين للتحالف العربي الذي يقود حربا ضدهم مفادها أننا مستعدون للتعاون مع الإدارة الأمريكية سياسيا وعسكريا وهو ما يمثل موضع قلق للتحالف الذي يسعى لتجنيد كافة الأطراف لمصلحته ضد تمرد قاده الحوثيون في اليمن وسيطروا من خلاله على العديد من المناطق هناك.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023