الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ليس أول رئيس أمريكي يكذب على شعبه، ولا أو رئيس يعطي الأولوية للأيديولوجية الفكرية قبل البيانات؛ ولكن الإدارة الأمريكية الحالية بالبيت الأبيض قامت بما لم تقم به أي إدارة من قبل؛ حيث اعتبرت -تحت قيادة ترامب- أن الوقائع التي تحدث في الحقيقة لا تعني شيئًا على الإطلاق، بحسب تقرير نشرته صحيفة “ذا نيويوركر” الأمريكية.
في نهاية المطاف، تصريحات ترامب العدائية، وتغريداته غير المنطقية، ستمر وتختفي عبر التاريخ؛ ولكن الأمر سيستغرق سنوات لقياس مدى تأثير وجود “كاذب بالفطرة” في منصب الرئيس الأمريكي؛ حيث تتعرض كلمات مثل “العلم” و”التقدم” لاعتداء سافر لم يشهد التاريخ مثله، بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية نفسه.
وتقول نيويوركر في تقريرها إن “الولايات المتحدة هي الآن دولة بها العشرات من حسابات تويتر غير الحكومية وغير الرسمية، فهناك واحد لإدارة الطيران والفضاء الوطنية، وآخر في وكالة حماية البيئة، ومصلحة الجمارك، فيما وصف الأسبوع الماضي على أنه محاولة لتقديم الحقائق الفعلية بدلًا من الحقائق البديلة”، انضمت إليهم وكالة الصحة العامة، أهم مركز في البلاد للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وكان هناك الفترة الماضية كمٌّ مروع من الأخبار الكاذبة التي تُنشر ثم يتم نفيها، أو يتم التصريح بأنها خطوة ستتخذ في المستقبل وليس الآن؛ الأمر الذي فسره البعض بمحاولة ترامب وإدارته تزوير الحقائق، فيما شخَّصه خبراء نفسيون بأن ترامب “مريض نفسي بمرض إنكار الواقع”، وهو مرض يقوم صاحبه باختيار إنكار الحقائق؛ باعتبار ذلك وسيلة لتجنب حقيقة غير مريحة نفسيًا.
وأعرب عديدون عن مخاوف من أن تكون قيادة العالم في يد “مريض نفسيّ” ينكرالواقع الذي يحدث أمام عينيه، مثلما أنكر ترامب حدوث التغير المناخي؛ وهو أمر مثبت بالدراسات والأبحاث العلمية، الأمر الذي أدى -وسيؤدي- إلى تضرر أكثر بلاد العالم فقرًا.
