قرأت مرة أثرا يقول: إن نبي الله يحيى عليه السلام تقابل مع الشيطان، فسأله يحيى قائلا: كيف حالكم هذه الأيام مع بني آدم؟ فقال إبليس: كنا نعلم الناس طرق الفساد فأصبحنا نتعلم منهم طرق الفساد.. إذن هناك أناس فاقوا إبليس في شره حتى إنه يتعلم منهم..
أشعر هذه الأيام بأن عددا كبيرا ممن يتصدرون المشهد الإعلامي سواء كانوا إعلاميين أم ضيوف برامج أنهم لا يرجون الخير لهذا الوطن يل يروجون للشائعات ومحاولات الوقيعة بين أبناء الوطن.. ويبذلون أقصى جهدهم في محاولة تلويث سمعة الرئيس محمد مرسي والعمل على فشله، وهذا مخطط واضح هدفه إفساد الحياة في مصر، وإن كانوا يظهرون غير ذلك ويدعون أنهم يعملون لصالح الوطن، ولكنهم فاسدون ومفسدون، ويمكرون مكرا تزول منه الجبال، مما يجعلني أقول إنهم في مخططهم هذا تفوقوا على إبليس الذي ينبغي ان يجلس منهم مجلس التلميذ أمام أساتذته.
هذا الصنف من الناس يعلم معظم الشعب المصري الواعي أنهم كانوا يلهثون وراء الرئيس المخلوع ويتمنون منه الرضا ويمدحونه ليل نهار ويصفون عبثه وتخبطه في إدارة مصر بأنها حكمة الرئيس التي لا يستطيع أحد أن يأتي بمثلها..
هؤلاء أنفسهم نراهم اليوم وقد سنوا أسنانهم ويهمشون ليل نهار فى الرئيس مرسي ويصفون كل خطوة من خطواته بأنها رجس من عمل الشيطان..
كما انضم إلى قافلة أساتذة إبليس بعض القضاة الذين لم نكن نسمع لهم صوتا أيام مبارك إلا صوت التسبيح بحمد مبارك نراهم اليوم يلبسون ثوب الشجاعة المزيفة والوطنية المخادعة ويعلنون أنهم يخافون على الوطن من أولئك الذين يعبثون بالقوانين على حد زعمهم.. وهذا النوع من القضاة كانوا قد أعطوا القانون والدستور إجازة أيام مبارك وتفرغوا لسن القوانين وترقيع الدستور ليأتي ابن المخلوع.
يا أساتذة إبليس لو كنتم حقا تخافون على وطنكم كما تزعمون ساعدوا الرئيس في تنفيذ برنامجه كونوا معه يدا واحدة، فالرجل حريص على مصلحة الوطن صادق في نيته، ولكن لا أحد يساعده. لقد حاصروه من كل ناحية ويجتهدون في عزله عن جماعته بدعوى التوافق الوطنى لأنهم يعلمون أنه سيكون في مأزق إذا اعتمد على أحد من غير الإخوان.. إني أري أن هذا الحصار شهادة حق للإخوان لأنهم يعلمون أنهم مخلصون في أداء عملهم ولا يرجون إلا وجه الله ثم مصلحة الوطن.
إن كل ما يسعى إليه أساتذة إبليس الآن هو افتعال أزمات للرئيس حتى ينشغل بها ولا يستطيع أن ينجز شيئا في المائة يوم الأولى.
كما أن أساتذة إبليس يروجون ليل نهار فى الإعلام المضلل أن الرئيس لم يأت برغبة كاملة من الشعب لقد انتخبه قرابة 13 مليون فقط بنسبة 52% ويبدو أنهم حنوا إلى نسبة 99% .. ولم يتعودوا بعد على الديمقراطية الحقيقة لأنهم عاشوا أذلاء وتربوا على الذلة والمهانة والعبودية ..
كم أتمنى أن نرجع جميعا بالذاكرة إلى الوراء قليلا ونشاهد بعض حلقات لهؤلاء الإعلاميين وضيوفهم أيام المخلوع.. ونراجع مواقفهم مع رموز النظام السابق من تهليل وتمجيد وتهليل وتقبيل للأيادي..
وكم أتمنى أن نراجع آخر لقاء للرئيس مبارك مع أعضاء المحكمة الدستورية لنرى هؤلاء العنتريين اليوم ونرى ذلتهم أمام مبارك وابتساماتهم وحرص كل واحد منهم أن يظهر إلى جوار الرئيس ..
إن التاريخ سيسجل أن أساتذة إبليس هؤلاء قد قاموا فى الثورة المصرية بأحقر الأدوار ومثلوا أسوا المشاهد.. فهنيئا لهم غضب أهل هذا الزمان عليهم ولعنات أهل المستقبل لهم.
المصدر: رصد