بقلم : عاطف عواد
– يخطئ من يظن أنها معركة حامية الوطيس بين أنصار الدولة المدنية و دعاة الدولة الدينية و حقيقة الأمر أن أغلبنا وقود لمعركة بقاء دولة الظلم و الطغيان بأمنها و مخابراتها ، بقدها و قديدها ، بعسكرها و عصاباتها ، بمنتفعيها و أشباه رجالها و كلها أسلحة جرثومية أشبه بالجمرة الخبيثة المحرمة دولياً…
– يخطي من يظن أننا تنكبنا الطريق حينما إنحزنا إلى إختبار الإنتخابات أولاً على حساب وضع دستور بلاد نبنى عليه شكل الدولة و كيفية إدارتها و بناء مؤسساتها من جديد و ما نعانيه الآن من عدم إستقرار البلاد ما هو إلا نتيجة طبيعية لخطأ الإنتخابات أولاً تبعه أخطاء عدة.
– يخطئ من يظن أننا إنتخبنا برلماناً بعرقيته (الشورى و الشعب) ثم إنتخبنا رئيساً قدم له المجلس العسكري التحية و قام بتسليم السلطة له و جاري نقل باقي الصلاحيات.
– يخطئ من يظن أننا سنعمل في هدوء لوضع أول دستور للبلاد بعد ثورة عظيمة شهد لها القاصي و الداني.
الصحيح أيها القارئ العزيز أننا بالفعل في مواجهة بين دولة الظلم و القهر و دولة القانون و المؤسسات المنتخبة و لو وضعنا ألف دستور أولاً ما كان لهذه الدولة الذي يحلو للبعض أن يسميها الدولة الغميعة و أضر على تسميته دولة الظلم و الطغيان – ما كان لأنصار هذه الدولة و منتفعيها و مراكز القوى فيها أن يسلموا لنا ببساطة و يعلنوا الهزيمة إنهم ما زالوا يمتلكون أسلحة جرثومية يشنون بها حرب قذرة على إستقرار و آمن البلاد. و للأسف الشديد نرى بعض أنصار الدولة المدنية من سياسيين و كتاب و إعلاميين قد إستدركوا لهذه الحرب و ليكونوا أحد أدوات الصراع ظناً منهم أنهم في مواجهة من أنصار الدولة الدينية و التي نرفضها جميعاً و البعض منهم يصفي حساباته مع جماعة الأخوان العدو التاريخي لهم و البعض الآخر يخشى على الدولة من السقوط في براثن الحكم الكهنوتي و ديمقراطية المرة الواحدة ناهيك عن خوف بعض رجال الأعمال و قطاعات السياحة و البنوك. و تلك تخوفات مشروعة كان ينبغي على أصحابها الجلوس و التفكير في الحفاظ على مكتسبات الثورة لا الإنحياز إلى أنصار دولة الظلم و الطغيان تلك الدولة التي إكتشفنا مؤخراً أن كل قطاع فيها يمتلك جهاز سري و فريق من البلطجية و المجرمين يعملوا لحسابه الخاص و تصورنا في بداية الثورة أنه تنظيم البلطجية هو تنظيم واحد تم تجويعه سنوات و أطلقوهم علينا كالأسود في موقعة الجمل ليقضوا على ثورتنا و لكن الأمر بدأ يتكشف أن التنظيم السري يمتلك مثل قطاع في الدولة جزء منه و يعمل لحسابه الخاص و يغير ترتيب مع باقي القطاعات فالمخابرات تمتلك جزء و أمن الدولة يمتلك جزء و رجال الأعمال الذين قفذوا على السلطة في عهد مبارك كانوا و ما زالوا يمتلكون الجزء الأكبر و من عجب أن وزارة الداخلية التي رأينا منها الكثير من الإهانة و الذل على مدار سنوات إتضح أنها لا تتحكم سوى في الجزء الأصغر من هذا التنظيم السري و لذا لا تتعجب إذا قال لك وزير الداخلية أننا ليس لدينا قناصة أو أننا لم نستعمل الخرطوش و لا تتعجب أيضاً إذا تبرأ المجلس العسكري من أحداث محمد محمود أو مجلس الوزراء إن أجنحة التنظيم السري لدولة الظلم و الطغيان يعمل بكامل كفاءته إلى الآن لكنه أيضاً يعمل كل على حدا و بغير تنسيق و لكن الجميع متفقون على هدف واحد هو القضاء على ثورة مصر عن طريق بث الرعب بين المواطنين و بكافة الوسائل دون سقف أو قيود و الدماء التي تسيل كل يوم لا تعنى لهؤلاء الكثير فالحاكم العربي في زماننا لا يعنيه أن يقتل نصف شعبه ليحكم النصف الآخر بالحديد و النار مستخدماً هذه الكلاب المسعورة الذي صنعها على عينه و أطلق لها العنان تعيث في الأرض فساداً فقد جوعها من كل شئ سوى البانجو و المخدرات بأنواعها ، أننا أمام تنظيم سري يقتات على ترويع الناس و إرهابهم.
يتعين علينا جميعاً أن نعي حجم المؤامرة على ثورة مصر من الداخل و الخارج و لكن خطر الداخل أعظم و خطر التنظيم السري من البلاطجة و المجرمين و الشبيحة و البلطجية و قطاع الطرق بجميع اللهجات تحتاج إلى إصطفاف حقيقي و تعاون بين شباب الثورة 6 أبريل و جميع الائتلافات مع حملات المرشحين حازمون و فاتحون و غيرهم تعاون بين تنظيم مصر الأخوان المسلمون و الأحزاب الوسطية الوطنية تعاون بين الشخصيات المستقلة و المحترمة تعاون بين جميع فئات الشعب تعاون بين أجهزة الإعلام الصادقة و مواقع كلنا خالد سعيد إلى أن نصل جميعاً إلى موقع كلنا مصريون.
مطلوب مواجهة تنظيم سري لا أحد سوى الله يعلم من أين بدأ و أين ينتهي مطلوب مواجهة تنظيم جاهل عربيد لا يجيد سوى القتل و لا يعرف ضمير و لا وطن مطلوب إستحضار الصورة الصحيحة للمواجهة بين دولة الحريات و دولة الظلم و الطغيان.