اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تكون المملكة العربية السعودية أولى محطات رحلاته الخارجية منذ توليه مقاليد السلطة في البيت الأبيض، ولا شك أن للأمر دلالاته من الجانبين، لا سيما أن العلاقة بين ترامب والسعودية ليست الأفضل منذ أن كان الرجل مجرد مرشح رئاسي ضعيف الحظوظ في وجهة نظر البعض، وحتى فوزه بالانتخابات.
تصريحات ترامب العدائية ضد السعودية مسجلة في أكثر من محفل، وحتى وقت قريب طال المملكة نقدٌ لاذعٌ من جانب الرئيس الأميركي الجديد، ولا يمكن نسيان بالطبع تصريحات ترامب العنصرية ضد المسلمين والدين الإسلامي والعرب ووقعها على المملكة العربية السعودية التي تصدر نفسها في العالم الإسلامي بصورة المملكة الدينية ذات الرمزية الخاصة.
إلا أنه من الواضح أن الطرفين قررا التجاوز عن هذا الإرث فجأة، بعد زيارات سعودية متوالية إلى العاصمة واشنطن، يبدو أنها حملت استرضاءً كافيًا للرئيس الأميركي المتمرد على العلاقة التقليدية بين واشنطن والرياض.
ويبدو أن مجموعة صفقات تسليحية واستثمارات في البنية التحتية الأميركية كانت كفيلة بأن يبدأ التاجر ترامب في حساب الأمر من جديد، ليقرر عقد “قمة عربية إسلامية أميركية” مع قادة من عشرات الدول الإسلامية (التي لطالما ألصق تهمة الإرهاب بها)، فضلًا عن محادثات مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وافتتاح مركز لمكافحة الإرهاب، ومنتديات لرجال الأعمال والشباب.
في حين استدعى ترامب النغمة القديمة التي تتحدث عن السعودية ودول الخليج بصفتهم أولوية لأميركا، وأنهم شركاء لا غنى عنهم في مكافحة الإرهاب ومواجهة إيران وعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقد استقبلت السعودية هذه النغمة أفضل استقبال مع الاستعداد الكامل للتغاضي عن تصريحات ترامب السابقة المُعادية للإسلام وللسعودية باعتبارها للاستهلاك الانتخابي فقط، تلك التصريحات التي يوثقها موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” ويحفظها جميعًا لتأريخ طبيعة العلاقة بين السعودية والرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.