تعرّض موكب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن “إسماعيل ولد الشيخ أحمد” اليوم الاثنين إلى هجوم مسلح عقب وصوله إلى العاصمة صنعاء، من دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع أي إصابات؛ واتهمت الحكومة اليمنية عناصر من مليشيا الحوثيين بالوقوف وراء “محاولة الاغتيال”.
وقال مصدر أممي لوكالة “الأناضول” إن “موكب ولد الشيخ تعرض إلى هجوم من قبل مُحتجين ضد الأمم المتحدة بجانب مطار صنعاء الدولي عصر اليوم”، دون الإشارة إلى هويتهم.
وأضاف المصدر أن وحدات من “الأمن الوطني”، تابعة للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، كانت ترافق موكب المبعوث الأممي وقت الحادثة.
وبحسب المصدر، أسفر الهجوم عن تعرض سيارتين في الموكب إلى الرصاص؛ بينهما سيارة المبعوث الأممي وسيارة أخرى خاصة بمرافقيه، دون إصابة ولد الشيخ أو أحد من مرافقيه.
وقال إن “ولد الشيخ” أُخرج وفريقه ومرافقوه من موقع الحادثة و”هم الآن في أمان بمقر الأمم المتحدة بصنعاء”.
وأفاد شهود عيان بأن موكب المبعوث الأممي تعرّض إلى الرشق بعلب مياه فارغة من متجمهرين “حوثيين” عقب خروجه من مطار صنعاء باتجاه مقر إقامته بالمدينة، بعد اتهامات له بالعجز عن رفع الحصار الذي يفرضه “التحالف العربي” منذ 9 أغسطس الماضي على المطار، وذكر الشهود أن الحراسة المرافقة للموكب أطلقت النار لتفريق المتجمهرين “الحوثيين”.
وتزامن وصول ولد الشيخ إلى صنعاء مع هجوم إعلامي شنته جماعة “الحوثيين” عليه؛ حيث تتهمه بالانحياز إلى دول “التحالف”، وهو ما نفاه المبعوث الأممي في حديث للصحفيين بمطار صنعاء قائلًا: “رسالتنا للشعب اليمني أننا سنبقى حياديين ونسعى وراء السلام، موقف الأمم المتحدة محايد، ولسنا مع أي طرف مهما قيل وما سيقال”.
قطر تدين محاولة الاغتيال
وأعربت دولة قطر عن “إدانتها واستنكارها الشديدين لاعتراض عناصر من مليشيات الحوثي موكب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ عقب خروجه من صالة مطار صنعاء وإطلاق النار عليه”.
ووصفت وزارة الخارجية، في بيان لها اليوم الاثنين، هذا الهجوم بأنه “شنيع ومحاولة يائسة لإعاقة جهود الأمم المتحدة في إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية”.
وأكد البيان “دعم دولة قطر ومساندتها لجهود المبعوث الأممي للوصول بالأطراف اليمنية إلى حل سياسي وفق المبادرة الخليجية (عام 2011) ومخرجات الحوار الوطني (انعقد من مارس 2013 حتى يناير 2014) والقرارات الأممية ذات الصلة”.
الحكومة اليمنية تستنكر الحادث
من جانبها، اتهمت الحكومة اليمنية عناصر من “الحوثيين” بـ”محاولة اغتيال” المبعوث الأممي. وقالت وزارة الخارجية اليمنية، في تصريح نشرته الوكالة الرسمية، إن “عناصر تابعة للانقلاب (الحوثيين) استهدفت ولد الشيخ بإطلاق النار مباشرة على سيارته وسيارة مرافقيه قرب مطار صنعاء الدولي؛ ما أدى إلى إصابة السيارتين”.
وأضافت الخارجية أن “الاعتداء البربري على المبعوث الأممي تتحمّل كامل مسؤوليته قوى الانقلاب؛ حيث لا يمكن لأي طرف أن ينفّذ مثل هذا الاعتداء في قلب العاصمة صنعاء، التي تحكمها القوى الانقلابية بالحديد والنار، دون ترتيب وتنسيق مسبق مع القيادات العليا لقوى الانقلاب”.
وذكرت أن “الاعتداء يأتي في الوقت الذي يبذل فيه ولد الشيخ مساعيه من أجل السلام وتجنيب المواطنين اليمنيين ويلات الحرب؛ خاصة مع قدوم شهر رمضان، ويمثل أعلى درجة من الاستخفاف والتحدي للمجتمع الدولي من قبل هذه المليشيات التي لا تؤمن بالسياسة أو الحوار لحل الوضع القائم في اليمن”.
وقالت الخارجية: “على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يدركا أن مَنْ يعتدي على ممثل أممي لن يتخلى عن نهجه العدواني تجاه الشعب اليمني وجيرانه”.