بدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الترتيبات للضعط على النظام الايراني الحالي بتعيين عدد من مساعدي الرئيس من معارضي إيران لتنفيذ هذه الخطة وإن كانت غير معلنة، حيث قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في تحليل لها أن الرئيس ترامب بدأ اعتماد سياسة متشدّدة ضد إيران ومن خلال تعيينات في أجهزة الاستخبارات
معارضو إيران
ويحيط عدد من معارضي إيران بالرئيس الأميركي أولهم مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال ماكماستر والذي قاد لواء في الجيش الأميركي خلال المراحل الأولى من اجتياح العراق وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين.
واتهم الجنرال الأقرب إلى الرئيس الأميركي إيران بالمسؤولية عن مقتل جنود تحت إمرته، لأنها حرّكت ميليشيات تابعة لها وزوّدتها بالأسلحة والتدريب لقتل هؤلاء الجنود الأميركيين.
إسقاط النظام الإيراني
وبدأت الولايات المتحدة في إعلان نواياها تجاه إيران، حيث قال مسؤول الاستخبارات في مجلس الأمن القومي عزرا كوهين واتنيك لعدد من المسؤولين الآخرين في الإدارة الأميركية أنه يريد أن يستعمل الاستخبارات لإسقاط النظام الإيراني بحسب ما نقلت النيويورك تايمز، أما مايك بومبيو مدير وكالة الاستخبارات المركزية فمعروف عنه معارضته للنظام الإيراني والاتفاق النووي الإيراني.
“آية الله مايك”
وأثيرت الكثير من الأسئلة حول العلاقة بين إيران وأميركا، عقب تعيين رئيس جديد لقسم إيران في “السي آاي إيه ” وهو “مايكل داندريا ” الذي لا صورة له وما زال تحت التغطية الأمنية، لكن يعرف إعلاميا باسم “آية الله مايك”.
وعلى الرغم من ذلك فالتفاصيل عنه متوفّرة نظراً لانخراطه في إدارة عمليات كثيرة ضد القاعدة وعملائها حول العالم وورد ذكر اسمه “فقط” في تحقيقات للكونجرس حول ممارسة التعذيب على السجناء والمعتقلين من القاعدة لإجبارهم على الاعتراف بمعلومات عن التنظيم.
الأكثر اثارة
وهناك أشياء أكثر إثارة في مواصفات رجل الاستخبارات الجديد هو أنه أشهر إسلامه منذ سنوات وتزوّج من مسلمة. معروف عنه عمله الدؤوب ولساعات طويلة وقال مرّة لأحد أصدقائه إن هوايته هي “العمل” وكان يحتفظ بسرير في مكتبه ويتحدّر من أسرة عملت مع وكالة الاستخبارات المركزية لثلاثة أجيال أي منذ تأسيسيها بعد الحرب العالمية الثانية.
وتشير معلومات صحفية إلى أن “داندريا” كان أحد المنخرطين في عملية اغتيال عماد مغنيّة العام 2008 في دمشق، وتذكر التقارير أن هذه العملية قامت بها السي آي إيه بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي وبدون شك من خلال التعاون مع عناصر على الأرض في لبنان وسوريا فتمكّنوا من قتل الرجل المتهم بتنظيم عمليات إرهابية عديدة ضد الأميركيين خصوصا تفجير مبنى السفارة الأميركية ومقرّ المارينز العام 1983.
إيران هي الهدف
ومن المعروف أنه ليس من صلاحية ضابط في الاستخبارات المركزية الأميركية تحديد سياسات واشنطن من بلد ما ومواقف مايكل داندريا من إيران ليست معروفة، لكن متابعي سيرة ضابط الاستخبارات هذا، يشيرون إلى أن عمله ضد القاعدة مؤشّر على خطط السي آي إيه المقبلة,
وعندنا أصبح “آية الله مايك” مسؤولا عن مكافحة الإرهاب في الوكالة وكانت نسبة الهجمات بالطائرات بدون طيار نادرة، لكنها ارتفعت بسرعة مع بداية وظيفته الجديدة ومع مجيء الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض في العام 2009 حتى فاق عدد الهجمات المئة سنوياً وقتل العشرات من تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان ثم توسّعت العمليات إلى اليمن.
وتعاني الولايات المتحدة صعوبة في العمل على الساحة الإيرانية، أقلّه بالأساليب التقليدية، فعدم وجود سفارة يمنع السي آي إيه من إعطاء غطاء دبلوماسي لضباط الاستخبارات، لكن الرئيس الأميركي أبدى معارضته الواضحة للتصرفات الإيرانية واعتبرها الدول الأكثر رعاية للإرهاب في العالم وتقوم إدارته الآن بمراجعة سياستها تجاه الملف الإيراني وهي مصرّة على مواجهة التصرفات الإيرانية.